أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


الحلقة الرابعة عشرة
رواية علي بن رباح عن عقبة بن عامر 
روى أحمد (17792) من طريق هارون بن معروف
وروى أبو داود (1523) والنسائي (1336) وفي الكبرى (1260) من طريق محمد بن سلمة المرادي ، كلاهما أعني (هارون ومحمد بن سلمة) عن عبدالله بن وهب .
وروى ابن خزيمة (755) وعنه ابن حبان (2004) انظر الموارد(2347) من طريق عبدالله بن الحكم .
وروى ابن خزيمة (755) والحاكم (929) والبيهقي في الدعوات الكبير (105)من طريق عاصم بن علي بن عاصم الواسطي .
وروى الطبراني في الكبير (812) ومن طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال (7/458) وابن المنذر في الأوسط (1552) وعبدالرحمن بن الحكم في فتوح مصر (138) من طريق أبي صالح عبدالله بن صالح .
جميعهم أعني (عبدالله بن وهب ، وعبدالله بن الحكم ، وعاصم بن علي ، و أبا صالح عبدالله بن صالح ) عن الليث بن سعد عن حنين بن أبي الحكيم .
قلت : وفي إسناد هذا الحديث : حنين بن أبي الحكيم ذكره بن حبان في الثقات ، وقال عنه ابن حجر في التقريب ، والذهبي في الكاشف :(( صدوق )) والراوي عنه هنا الليث بن سعد وليس بن لهيعة ،فزال ما يخشى من روايته التي يقول عنها بن عدي في الكامل :((...ولحنين بن حكيم غير ما ذكرت من الحديث قليل ، ولا أعلم يروي عنه غير بن لهيعة ولا أدري البلاء منه أو من بن لهيعة إلا أن أحاديث بن لهيعة عن حنين غير محفوظة)) أهـ.
ومع ذلك لم يتفرد بهذا الحديث فقد تابعه يزيد بن محمد القرشي ، ويزيد بن أبي حبيب

أمَّا متابعة يزيد بن محمد القرشي
فقد روى أحمد (17417) وابن السني (123) وعبدالرحمن بن الحكم في فتوح مصر(138) و الطبراني (811) وفي الدعاء (677) وعنه رواه المزي في تهذيب الكمال (32/195)
والبيهقي في شعب الإيمان (2565) وابن حجر في نتائج الأفكار (2/190)
من طريق سعيد بن أبي أيوب عن يزيد بن عبدالعزيز الرعيني و أبي مرحوم عبدالرحيم بن ميمون كليهما عن يزيد بن محمد القرشي .
قلت : وفي هذا السند يزيد بن عبد العزيز الرعيني
قال عنه الذهبي في ميزان الاعتدال (4/433) :((لا يكاد يعرف و خبره منكر ، روى عنه ابن لهيعة و غيره ففي (اليوم والليلة) للنسائي عن سعيد بن أبي أيوب عن هذا مقرونا بعبد الرحيم بن ميمون عن يزيد بن محمد القرشي عن علي بن رباح عن عقبة:(( أمرني رسول الله  أن أقرأ المعوذات دبر كل صلاة )) قلت – القائل الذهبي -:( هذا حديث حسن غريب) أهـ .
قلت : لكن كل من روى هذا الحديث بهذا الإسناد قرنه بــ :(( أبي مرحوم عبدالرحيم بن ميمون )) قال عنه يحيى بن معين:(( ضعيف الحديث)) وقال أبو حاتم :((يكتب حديثه ولا يحتج به )) وقال النسائي:((أرجو أنه لا بأس به)) وقال أبو نصر بن ماكولا:(( زاهد يعرف بالإجابة والفضل))

وأمَّا متابعة يزيد بن أبي حبيب
فقد روى الترمذي (1903) من طريق قتيبة بن سعيد عن بن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب
وفي إسناده بن لهيعة وقد ضعفه جمهور أهل العلم لكنه من رواية قتيبة بن سعيد
وقد ذكر الذهبي في سير أعلام النبلاء (8 / 16) والمزي في تهذيب الكمال (15/494) قول قتيبة :(( كنا لا نكتب حديث ابن لهيعة إلا من كتب ابن أخيه، أو كتب ابن وهب، إلا ما كان من حديث الاعرج. )) وقال قتيبة :((قال لي أحمد بن حنبل: أحاديثك عن ابن لهيعة صحاح، فقلت: لأنَّا كنا نكتب من كتاب بن وهب، ثم نسمعه من بن لهيعة.)) فهذه قرينة ترفع من درجة حديث بن لهيعة .
إذن روى هذا الحديث كل من ( حنين بن أبي الحكم ، ويزيد القرشي ، ويزيد بن أبي حبيب )جميعهم عن علي بن رباح عن عقبة بن عامر  قَالَ:(( أَمَرَنِى رَسُولُ اللَّهِ  أَنْ أَقْرَأَ بِالْمُعَوِّذَاتِ دُبُرَ كُلِّ صَلاَةٍ.))
وفي لفظ عند الترمذي وابن المنذر :(( بِالْمُعَوِّذَتَيْنِ))
وفي لفظ آخر عند الحاكم والطبراني وابن حبان:(( اقرأوا المعوذات في دبر كل صلاة ))
وفي لفظ عند بن خزيمة :(( عن عقبة قال : قال لي رسول الله  :((اقرؤوا المعوذات في دبر كل صلاة ))
ومدار الحديث على:(( علي بن رباح بن قصير بن القشيب بن يينع اللخمي أبو عبد الله ويقال أبو موسى المصري قال فيه الإمام أحمد :(( ما علمت إلا خيرا)) ووثقه النسائي والعجلي وذكره بن حبان في ثقاته )) انظر تهذيب الكمال (20/426-430)
فالحديث صحيح إن شاء الله تعالى وقد قال الترمذي عقب الحديث :((هذا حديث حسن غريب )) وهكذا قال الذهبي في الميزان ، وصححه ابن حجر في نتائج الأفكار
تنبيه :عقَّب الحافظ بن حجر في نتائج الأفكار على قول النووي:(( ينبغي أن يقرأ ﴿ـقل هو الله أحد﴾. أهـ [أي مع المعوذتين]
فقال الحافظ بن حجر (2/291-292) :((هو مرتب على هذه الرواية لأن المعوذات جمع أقله ثلاث فجعل سورة الإخلاص منها تغليباً، وفيه نظر لاحتمال أن يراد بالمعوذات آيات السورتين ويؤيده ....)) ثم ذكر أدلة تؤيد قوله وهو الصواب-إن شاء الله تعالى- فراجعه هناك.
ولكنه قال في فتح الباري (8/131) :(( والمراد بالمعوذات سورة قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس وجمع إما باعتبار أن أقل الجمع اثنان أو باعتبار أن المراد الكلمات التي يقع التعوذ بها من السورتين ويحتمل أن المراد بالمعوذات هاتان السورتان مع سورة الإخلاص وأطلق ذلك تغليبا وهذا هو المعتمد)) فاعتمد القول الثاني وهو إدراج الإخلاص مع المعوذتين
ثم إنَّه أكد هذا القول أخيراً في فتح الباري (9/62) فقال (( ( قوله باب فضل المعوذات أي الإخلاص والفلق والناس ) وقد كنت جوزت في باب الوفاة النبوية من كتاب المغازي أن الجمع فيه بناء على أن أقل الجمع اثنان ثم ظهر من حديث هذا الباب أنه على الظاهر وأن المراد بأنه كان يقرأبالمعوذات أي السور الثلاث وذكر سورة الإخلاص معهما تغليبا لما اشتملت عليه من صفة الرب وإن لم يصرح فيها بلفظ التعويذ وقد أخرج أصحاب السنن الثلاثة وأحمد وبن خزيمة وبن حبان من حديث عقبة بن عامر قال قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم قل هو الله أحد وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس تعوذ بهن فإنه لم يتعوذ بمثلهن وفي لفظ اقرأ المعوذات دبر كل صلاة فذكرهن ))أهـ.
هذا وكتاب الحافظ (( نتائج الأفكار )) من أواخر ما صنفه حيث توقف من إملائه يوم الثلاثاء الموافق 15/11/852هـ ثم ابتدأ به التعب والمرض .
وسوف يأتي مزيد من التوضيح حول هذا الموضوع في خاتمة البحث
والله أعلم