إقتباس:
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة الهنوووف (مشاركة 21521041)
كان نفسي احج هالسنه بس ربي ماكتب والله ييسر لها السنه الجايه
اسعار الحملات في تصاعد مبالغ فيه
ولازم نظام حاد مع هالغلا
مو معقول ١٢و١٥ الف
لا زم مراعاه لظروف الناس خصوصا انه شي واجب
الواحد مايستخسر في الحج بس الاسعار مبالغه جدا
وقفت طويلا امام المشاركة أعلاه من استشاريتنا الهنوووف في موضوعها مؤخرا عن الحج .. حيث كان تعليقها صادقا أو هكذا بدى لي ! .. حيث لامست حاجات شرعية في نفوسنا يريد الكثير منا أن ينشد فيها وجه الله الا ان الظروف والمتطلبات المادية تحديدا وقفت عائق امامنا !
حملات الحج من عام الى آخر اصبحت أكثر قربا من طبقة ما نصفهم بالأثرياء ! .. كما ان وصف الخدمات المقدمة لتبرير هذا الغلاء في الاسعار يكاد أن يكون ترويج لرحلة ترفيهية وليس اداء فريضة شرعية يفترض ان يجتهد فيها ان يقف الجميع امام خالقهم سواسية !
قبل قليل خرجت من صلاة الجمعة وكان الأمام جزاه الله خير يتحدث عن فضل الأضاحي ويحث الناس على أداء هذه الشعيرة التي تعد من الاعمال العظيمة التي ينشد فيها رضى الله والتقرب اليه في هذه الايام المباركة .. كانت الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة في فضل الأضاحي تنساب من فمه كالماء الزلال في جوف العطشى ! .. وقد تمكن بفصاحته وحماسه ان يستثير مشاعر الناس ويلامس افئدتهم نحو المضي قدما لأداء هذا العمل الصالح ،،،
وأنا استمع الى تلك الخطبة الجميلة .. تذكرت قبل عدة سنوات تلك المسلسلات والافلام المصرية التي نجد أحد شخوصها يتحدث إنه عاوز يأكل لحمة ! .. كناية عن تفسير وضع اقتصادي جعل اقصى طموحات الناس ان يأكلوا لحمة وربما يكتفون بشمها ! .. ووجدت نفسي في مشهد آخر اتذكر آخرين كانوا يكرمون الضيف ويطعمون المساكين ليس من باب المباهاة او المفاخرة ولكن حبا لله وتقربا اليه .. واصبحوا الان لا يشعل في بيوتهم نارا لكي يطعمون به أطفالهم !
كان الأمام يتحدث ولا زال في حماسه ووجدت نفسي اجوب وجوه المصلين من حولي وانا أتسائل : كم من هؤلاء يستطيع ان يدفع ثمن أضحية ؟! .. بل انني ذهبت بعيدا وانا افكر كم من هؤلاء لديه القدرة ان يأكل قطعة من اللحم في يوم العيد ؟!
وجدت نفسي بعد ذلك صامتا مكتفيا بمتابعة حماسة الامام يحفظه الله في الحديث عن لحم الخراف والكباش ووصفها وذكر محاسنها والقوم من حوله جائعين ! .. فشعرت حينها اننا اصبحنا امام حالة انفصام بين قول لا يتوافق مع الواقع ! .. وان هنالك من لم يعد يضع في اهتماماته او برامج او مخططاته من يحفظ لهؤلاء المسلمين في أوطاننا وبلاد المسلمين ما يعينهم ويسهل لهم التقرب الى الله وممارسة شعائرهم ،،،
رسالة الى من سخر الله لهم ان يتمكنوا من ارزاق الناس ومعاشهم .. قال تعالى :
( كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ )
صدق الله العظيم
وكل عام وانتم بخير :smilie47: