السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إليكم أحباب قلبي ..
الحلقة الثالثة من الاضطرابات جسدية الشكل ,,
أرجو أن تستفيدوا من طرحي لهذه الحلقة الثالثة
وأن تحوز على رضاكم واستحسانكم ..
3- توهم المرض :
وهو الانشغال الشديد بالصحة والشكوى المستمرة من وجود أوجاع مبالغ فيها وليس لها صلة بينها وبين وجود مرض حقيقي في الجسم ، مما يؤدي إلى الانشغال بالخوف أو الاعتقاد أنه لديه مرض خطير ، وهذا الاعتقاد أو الخوف غير المنطقي يبقى ثابتاً بالرغم من التأكيدات الطبية بأنه سليم معافى ، ولكنه لا يصل إلى درجة الضلال .
وقد يحيل القلق الذي يعاني منه الشخص أصلاً إلى انشغال مزمن بوظائف جسمية في انتظار أن تظهر أعراض المرض المتوهم ، فمرة يظن أن هناك خفقاناً في قلبه وهذا دليل على وجود مرض في القلب ، أو أن أمعاءه تتحرك عليه وتؤلمه ، وقد يكون ذلك دليل إصابته بالسرطان الذي يعمل فيه ببطء ، وهو يفسر بسرعة هذه الأعراض على أنها علامات للمرض الذي يخشاه مما يجعله يتردد على الطبيب ويصف له حالته ويصف له الأعراض ويتبرع بالتشخيص .
وقد يشمل المرض للمتخوف منه عدة أجهزة جسمية وقد يتركز الانشغال بعضو واحد كما في حالة عصاب القلب التي يخاف فيها الشخص أو يعتقد بأنه مريض القلب .
وهذا الاضطراب يجعل المريض يتردد على الأطباء بكثرة وعندما يجزم له الطبيب بأنه سليم يخيب أمله فيه ويصيبه الإحباط وغالباً ما يغير الطبيب وتظهر على المريض أعراض القلق والاكتئاب وصفات الشخصية والوسواسية .
يبدأ اضطراب توهم المرض في أي سن , خاصة لدى المراهقين والشيوخ بعد عمر الستين ، ويصبح في معظم الحالات مزمناً مع مروره بفترات من الهدوء والاشتداد .
ويضطرب أداء الشخص الوظيفي والاجتماعي بسبب انشغاله بالمرض ، وقد يصبح في بعض الحالات طريح الفراش , وأحياناً يعرض نفسه لعمليات جراحية استكشافية تحمل أخطاراً عديدة ، أما الأطفال المصابون بهذا الاضطراب فيتم شفاؤهم تماماً في نهاية سن المراهقة .
- أسباب توهم المرض :
أ- العوامل البيولوجية : لوحظ زيادة معدل الإصابة بتوهم المرض بين التوائم المتماثلة وأقارب الدرجة الأولى للمريض ، وهذا يشير إلى دور العامل الوراثي الجيني .
كما لوحظ أن لدى المصابين بتوهم المرض درجة احتمال منخفضة للألم , وأن تحملهم لمعاناة جسدية ضئيل جداً لدرجة أن ما يستقبله الشخص الطبيعي كضغط على البطن بالإصبع مثلاً يشعر به المريض كأنه ألم في البطن .
ب- العوامل النفسية : تُرجع المدرسة التحليلية توهم المرض إلى أصول دينامية فالرغبات العدوانية توجه إلى شكاوي جسمية بعد كبتها وتحويلها بواسطة الحيل الدفاعية والأنا ( الكبت والنقل ) إلى اللاشعور .
ويعود غضب متوهم المرض إلى احباطات الطفولة والحرمان أثناءها ، ويعتبر توهم المرض دفاعاً ضد الشعور بالذنب والشعور بنقص اعتبار الذات .
ج- العوامل الاجتماعية والثقافية : قد يعتبر الدور المرضي حلاً لمشكلات عسيرة يواجهها المريض ، فتلتمس له الأعذار بأنه مريض ، بل وقد يكسب تعاطف المحيطين به واهتمامهم .
- تشخيص توهم المرض :
1- انشغال المريض الشديد بصحته مع الخوف والاعتقاد بأن لديه مرضاً خطيراً بناءاً على تفسيراته لأعراضه وتوقعاته لمرضه .
2- يؤكد الفحص الجسمي الدقيق عدم وجود المرض الجسدي .
3- لا يختفي الاعتقاد أو الخوف من وجود المرض بعد طمأنة المريض بأنه سليم .
4- لا يصل الاعتقاد في هذا الاضطراب لدرجة الضلال كما في الضلالية الجسمية .
- التشخيص الفارق لتوهم المرض :
* يجب أن يُميز توهم المرض عن كل من :
1- وجود مرض جسمي حقيقي : فقد يكون المريض مصاباً ببداية غامضة بمرض جسمي حقيقي لا يمكن تفسيرها مثل : التصلب المتناثر ، اضطراب الغدد الصماء ( الغدة الدرقية أو جار الدرقية ) أو مرض يؤثر في أجهزة عديدة من الجسم مثل مرض الذئبة الحمراء الجهازية .
2- بعض الاضطرابات الذهانية مثل الفصام ونوبة الاكتئاب العظمى المصاحبة بأعراض ذهانية ، وقد توجد ضلالات جسمية على الإصابة بالمرض ولكن الاعتقاد لا يصل في توهم المرض إلى درجة الضلال حيث يمكن أن يقتنع الشخص بأنه ليس مريضاً وقد يصعب هذا التمييز في بداية الأمر .
3- في الاضطرابات الذهانية والديسثيميا واضطراب الهلع واضطراب القلق العام واضطراب الوسواس القهري واضطراب التجسيد قد توجد انشغالات توهمية مرضية ولكنها ليست لفترة طويلة لكن عند وجود أعراض أي من هذه الاضطرابات مع أعراض توهم المرض فيشخص كلاهما .
- علاج توهم المرض :
لايعالج هذا الاضطراب بالأدوية إلا في حالة وجود أعراض مصاحبة مثل القلق أو الاكتئاب وتتم المعالجة بإتباع العلاج النفسي رغم أن هؤلاء المرضى يرفضون هذا النوع من العلاج وإذا كان توهم المرض عرضاً ثانوياً لاضطراب نفسي آخر فيجب معالجة هذا الاضطراب .
همسة :
( لا تتوهموا وتوسوسوا بوجود مرض ما بأجسادكم )
انتظروا الحلقة الرابعة ..
أختكم المحبة // دفا المشاعر
رد مع اقتباس
