لاحظت ان بعض شبابنا لا يملكون من الثقافة الجنسية الا ما يتم تداوله بواسطة أحاديث المجالس أو من خلال مشاهدة الافلام الاباحية أو بواسطة ممارسة الرذيلة مع نساء يمتهن هكذا اعمال .. فتكون النتيجة حينما ينتقل هؤلاء في مرحلة لاحقة الى الحياة الزوجية فهم ينقلون تلك الثقافة القاصرة والمريضة الى حياتهم الجديدة ظنا منهم ان الثقافة الجنسية التي أطلعوا عليها هي ذاتها التي يفترض ان تكون مع زوجاتهم !
الجنس في ذاته ليس جرم أو عيب كما يحاول البعض الترويج لذلك بحجج الاعراف والتقاليد وربما الدين ! .. فهو حق فطري ينشده الرجال والنساء على حد سواء وتبقى المذمة في هذا الجانب حول الطريقة التي قد ينتهجها الانسان في تلبية هذه الحاجة .. لذلك كانت التعاليم الاسلامية حريصة على تناول هذا الجانب والحث عليه بالطرق الشرعية حتى لا تنحدر هذه الفطرة من مقامها الانساني الرفيع الى مستوى حيواني لا يليق بالانسان المسلم ،،،
ان الاعتماد في ثقافتنا الجنسية والتي تشكل جزء مهم من استقرار حياتنا الزوجية على الأكاذيب التي يتم تناولها في احاديث المجالس او مشاهدة الممارسات الحيوانية عبر الافلام الاباحية او التعامل مع مومسات لا ينظرن لهذه العلاقة سوى قضاء شهوة احدهم مقابل المال .. تعد كارثة ثقافية وسلوكية في آن معا !
هنالك قصة لطيفة كنت طرف فيها مؤخرا وهي من أبرز الأسباب التي دفعتني لكي أكتب هذا الموضوع .. هذا رجل على خلق كريم وليس به ما يعيبه في ادبه وسلوكه وأخلاقه وكان قد تزوج مؤخرا من فتاه من أسرة طيبه .. بعد فترة قصيرة جدا من الزواج بلغني ان كلاهما على وشك الانفصال .. وحقيقة لقد فاجئني الموضوع ! .. وذلك لأن كلا الطرفين معروفان باللطافة وحسن الخلق وذلك بحكم معرفتي بالرجل وبحكم السمعة الحسنة للفتاه عند قريناتها ،،،
حدث بعد ذلك ان التقيت بالشاب وتجرأت على غير العادة ان أستفسر منه عن سبب الرغبة في الطلاق ! .. وحقيقة ان هذا السؤال لم يكن رغبة بالفضول بقدر ما هو تعجب ان يصدر هكذا فعل من شخصان يراهما الجميع سويان ؟!
منحني اجابة مختصرة على شاكلة : قدر الله وما شاء فعل !
فقلت له وانا لا اريد ان يغلق الموضوع : ولماذا لم تطلقها الى الآن ؟!
فلم يخفي تعجبه من سؤالي ولولا العشرة والمعرفة الوطيدة بيننا لكان قد القى بي من النافذه على سؤالي الفض ! .. فاجابني : ان كل شئ سيكون في وقته !
فقلت له : ان كان للفتاه معزة في نفسك فلا تقدم على الطلاق .. وان كان هنالك خطأ ما قد صدر منها .. فجميعنا يخطأ وجميعنا يتعلم من خطأه !
نظر نحوي وهو يقول : ربما هنالك أخطاء لا يمكن غفرانها !
قلت له وقد انتابني شئ من القلق : حديثك يحملها شبهه كبيرة .. ولا أظن ان الفتاه قد وقعت فيما لا يقبل الغفران .. أذكر الله يا صاحبي ؟!
كأنه تنبه لما قاله فاستطرد : لا يذهب بالك بعيد .. ربما خانني التعبير .. ولكن ما اعنيه ان هنالك فعل قد يكون جارح ولا يمكن مداواته !
قلت له وقد ضقت ذرعا وبلهجة يمانية محضة : حيرت أفكاري ؟! .. يا اخي هات ما عندك لعل بعد الضيق من فرج ،،،
أصر على ان يحتفظ بموضوعه لنفسه .. فاحترمت رغبته ،،،
بعد يوم اتصل بي على الهاتف وتواعدنا ان نلتقي .. فكان ان بادرني بالقول انه سيقول لي سبب الخلاف مع زوجه والذي قد يؤدي بهما الى الطلاق ( لا أدري لماذا شعرت إنه كمن يبحث عن طوق نجاه أو من يدفعه لكي ينهي الأمر .. وحدثت نفسي أن سامحك الله ! )
قال لي : زوجتي تظن ان لدي ضعف جنسي !
قلت له : اين المشكلة ؟! .. أعرض نفسك على طبيب .. وأحصل على العلاج المناسب وانتهت السالفة !
كان يناظرني وكأنه تعجب من ردي وقال : المشكلة انني لا أشعر ان لدي ضعف جنسي ؟!
سألته : وكيف عرفت ؟!
ضحك على سؤال وهو يقول : هذه ليست صيغة سؤال يا طارق ؟!
قلت له وقد شعرت ان سؤالي كان بليدا : يا اخي حيرتني .. انت تقول امورك طيبة .. وهي تقول انك ضعيف .. ثم خانتني تكملة الجملة فقلت له : ايش المطلوب ؟!
قال لي : المشكلة تمكن انها تظن ان الرجل يفترض منه ان يباشر زوجته كل يوم فوق خمس مرات ! .. فهل كلامها صحيح ؟!
قلت له : ومن قال لها هذه المعلومه ؟!
قال : بعض صديقاتها المتزوجات .. احداهن تقول ان زوجها يباشرها كل يوم خمس مرات .. وأخرى تقول ثمان مرات .. وثالثه تقول ان زوجها لم يسمح لها ان تخرج من الغرفة لمدة اسبوع ولك أن تحسب ؟!!
انتهى صديقي من كلامه وانفجرت ضاحكا ! .. حتى أن صديقي تبعني في الضحك وهو يقول : شعرت اني دجاجة قرب هؤلاء الثيران .. الا بالفعل هنالك من يفعل هكذا .. انا حقيقة لا استطيع !
قلت له : زوجتك ضحية أكاذيب ووناسة مجالس ! .. وغرور صديقاتها المتزوجات بأن أزواجهن من جمالهن وحسنهن لا يستطيعوا ان يتمالكوا أنفسهم ! .. وبالتالي يبدو انها فيما مضى كانت تقيس علاقتك معها بالعدد وليس بالكيف ( وهنالك فارق كبير بين المعنيين ) ،،،
قال لي : وماذا بعد هذه الديباجة الفلسفية .. ما رأيك ؟!
قلت له : هذا الموضوع لا يستوجب الطلاق .. هو خطأ غير مقصود في موضوع حساس جدا .. اقترح ان تعيد المياه الى مجاريها .. فهي لم تقصد الاساءة اليك بقدر ما نقلت لك خبرتها مما سمعته من النساء حولها .. وبعد ذلك حاول ان تشرح لها ان المعلومات التي لديها خطأ .. وحتى تتمكن من القضاء على الخرافات التي علقت في ذهنها وتظهر صادقا امامها .. فاذهب معها الى طبيب مختص واعرض الحاله عليه امامها .. وانظر ماذا يقول الدكتور .. فاذا صادق على كلامها فاطلب منه العلاج الملائم .. وان لم يصادق على كلامها فاطلب منه ان يشرح لكما الوضع الطبيعي في المباشرة الزوجية ،،،
قال لي : وما رأيك أنت ؟
قلت له : في ماذا ؟
قال : في الوضع الطبيعي لعدد مرات المباشرة الزوجية ؟!
قلت له : أسأل الطبيب ،،،
ومما ذكر اعلاه أود أن أخلص الى التالي :
1- ما يتم مشاهدته عبر الافلام الاباحية او ما يتم ممارسته لمن ابتلى بمعاشرة المومسات او ما يتم سماعه من بطولات وهمية في هذا الجانب من البعض .. مجرد أكاذيب ليس لها صلة بتاتا بمفهوم الحياة الجنسية ،،،
2- قد يحدث ان هنالك حالات نشاز في هذا الجانب كما في كل جوانب حياتنا .. ولكن يجب ان نتذكر ان النشاز لا يعد قاعدة ،،،
3- حبذا لكل شخص مقبل على الزواج ان يقوم بزيارة طبيب مختص حتى يستقي منه بعض المعلومات او الاستفسارات او الفحوصات التي قد تشغل تفكيره او يحتاجها قبل ان يخوض تجربة جديدة في حياته ،،،
4- الرجل يبقى رجل لأنه خلق كذلك .. والمرأة تبقى مرأة لأنها خلقت كذلك .. وبالتالي في حال حدوث اي قصور او ضعف فهذا لا يقلل من رجولة الرجل او انوثة المرأة .. والمسألة لا تحتاج سوى لعلاج كما يحدث في سائر الجسد حينما يتعب او يمرض .. ولكن هذا العلاج لا يكون سوى مع طبيب مختص وليس مع اراء المتابعين ،،،
5- يجب ان يتمتع الرجل برحابة صدر وعقلانية في تناول اي استفسارات او تعليقات قد يظنها تسئ الى كفاءته الجنسية .. هكذا أمور لا تحتاج الى تشنج وغضب لأنها تزيد المشكلة تفاقما ! .. هكذا موضوعات بين الزوجين اذا ما بدرت اي ملاحظة من إي منهم يجب ان يتم تناولها بهدوء ومعرفة .. فاذا غابت المعرفة فعلى الجميع اللجوء لذوي الاختصاص وهم الاطباء المعنيين في هذا الجانب ،،،
6- اتمنى ان تقدم مادة حول الثقافة الجنسية لطلاب الجامعات يوضح من خلالها طبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة وتتصدى بالعلم والمعرفة لكثير من الاكاذيب والخزعبلات التي اصبحت رائجة في مجتمعاتنا بحثا عن بطولة في غير موطنها ؟!
ودمتـم في خيـر