أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


نيابة الأهمية المعنوية عن علامتها
دور منزلة المعنى في حفظ الرتبة
علامة المنزلة والمكانة المانعة للبس تدل على مكانة الكلمة داخل التركيب ،وتدل على المعنى ، وتمنع اللبس ،كما تمنح المتكلم حرية التعبير، ولكن ما الذي يحصل عند فقدان علامة المنزلة والمكانة المانعة للبس؟لنأخذ المثال التالي وهو مشهور: ضرب عيسى موسى،فهنا لا توجد علامة تدل على المعنى،ولهذا أوصى النحاة بضرورة حفظ الرتبة من أجل أمن اللبس،وقال النحاة :إن الأول هو الفاعل والثاني هو المفعول، ولكن لم قال النحاة :إن الأول هو الفاعل,والثاني هو المفعول،وليس العكس؟السبب في ذلك كما أعتقد هو الأهمية ومنزلة المعنى،فحاجة الفعل إلى الفاعل أشد من حاجته إلى المفعول، وقد يذكر الفاعل ولا يذكر المفعول،كما هو الحال مع الفعل اللازم، فدلالة الفعل على الفاعل أقوى من دلالته على المفعول،ولهذا عندما يسمع أحدنا فعلا ما فإن أول ما يتبادر إلى ذهنه هو السؤال عن الفاعل وبعد أن يسمع الفعل والفاعل فأول ما يتبادر إلى ذهنه هو السؤال عن المفعول،فذكر الفاعل أهم من ذكر المفعول للمتكلم وللسامع،وهذا هو السبب الذي جعل النحاة يذكرون الفاعل لمجرد ذكر الفعل ،فإن لم يكن ظاهرا فهو مقدر لا محالة ، وقد أوصى النحاة بحفظ الرتبة عند اللبس،وإن حصل التقديم فالأول فاعل والثاني مفعول كذلك، وهذا يعني أن الكلام يترتب بفعل قوة العلاقة المعنوية ،وأن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي ،والإنسان يتحدث تحت رعاية الاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس.