التدريس الخصوصي وانعدام الضمير!
-------------------------------------------
- - 05/04/1428هـ
إلى رئيس التحرير:
انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة التعليم الخصوصي (التقوية), حيث إن لها العديد من الإيجابيات ولكن في الوجه المقابل لها الكثير من السلبيات, فعندما يوقع المعلم الأجنبي الاتفاقية مع وزارة التربية والتعليم يكون قد استعد لقضاء جميع فترة وجوده في المملكة في جمع المال وذلك عن طريق التعليم الخصوصي غير مبالٍ بالراتب الحكومي الذي لا يمثل إلا الشيء البسيط بالنسبة لما يحصل عليه من التعليم الخصوصي, والجدير بالذكر أن الكثير من المعلمين الخصوصيين يشعرون بالظلم عندما يشرحون الدرس في المدرسة وخصوصاً عندما يسألهم الطلاب عن معلومات هم لا يريدون شرحها إلا للطلاب الذين يدرسون عندهم, ويا ليتهم يشرحون للطلاب الخصوصيين بإخلاص حتى لا يفهمون الدرس فيستغنون عن تدريسهم, ومما يدل على عدم إخلاص مثل هؤلاء المعلمين أنهم في مادة الرياضيات في ثالث علمي على سبيل المثال يأخذون مبلغاً يقارب 900 ريال, وفي الفصل الثاني يزداد المبلغ ليصبح 1500 وقد يصل إلى ألفي ريال لماذا يُرفع السعر ؟؟ يجيب أحد المعلمين الخصوصيين بكل بساطة : أن المعلم في الفصل الأول يختصر المنهج لأنه هو الذي سيضع الأسئلة وفي الفصل الثاني يضطر إلى الشرح بإخلاص لأنه لا يعلم ماهية أسئلة آخر العام وبالتالي يزداد عدد الحصص ويرتفع السعر, أين الإخلاص في التعليم ! أليس الفصل الأول الفصل الثاني نفسه !
مما يؤلم القلب أن الضحية هم الطلاب الذين يوحون لأنفسهم سلباً أنهم سيحصلون على معدل مرتفع إذا أتى بأحد المعلمين الخصوصيين معتمداً عليه متجاهلاً مقوما من مقومات الشخصية وهو الاعتماد على النفس وفي آخر العام يندم في حين لا ينفع الندم.وبالرغم من أن هذه التجارة مربحة بنسبة 100 في المائة إلا أن أبناء الوطن (السعوديين) من المعلمين لا يمارسون هذه التجارة التي تدعو إلى انعدام الضمير الحي وكذلك الأمانة, ويزيد القلب حسرة أن المعلمين الأجانب الذين لا تهمهم مصلحة هذا الوطن هم الذين يمارسون هذه التجارة وحينما ينتهي العام يذهب هؤلاء بأموال الوطن معهم للخارج, مع أن الكثير من أبناء الوطن لا يجدون حتى الوظيفة التي تساعدهم على العيش في هذه الحياة.
أود أن أطرح سؤالاً إلى الوزارة الكريمة حفظها الله التي تهتم بجانب التعليم: أين نصيب المدارس من الأنشطة التعليمية والثقافية والاجتماعية وغيرها ونحن لم نر إلى الآن مختبرات متطورة؟ العملية التعليمية لم تتطور تطورا ملحوظا فهي كما كانت قبل عشر سنوات, ولا يسعني إلا أن أذكر أن المدارس الحكومية لا تعمل بالكفاءة التي تعمل بها المدارس الأهلية الخاصة, وعلى هذه المدارس يظهر الاسم بوضوح وهو ( تجارة التربية والتعليم ).
ماجد سلمان الحربي - الرياض
http://www.aleqt.com/news.php?do=show&id=74890