أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


دور منزلة المعنى في منع اللبس
تقوم اللغة على البناء ، فالكلام يُبنى بعضه على بعض ،ويأخذ بعضه بحُجَز بعض كما يقول الجرجاني ،فهناك المبني عليه والمباني ،والعلاقة بين هذه العناصر هي علاقة التعليق التي تقوم على الاحتياج المعنوي وعدم الاستغناء ،ويمكن الاعتماد على الاحتياج المعنوي ومنزلة المعنى من أجل منع اللبس ،كما في الأمثلة التالية:
1- نقول:"اشتريت مزرعة لزيد"هل شبه الجملة"لزيد" مبني أومتعلق بالفعل اشتريت أو صفة للمزرعة؟شبه الجملة صفة للمزرعة لأن النكرة تطلب الوصف طلبا حثيثا ،لأنها تحتاج إلى ما يوضحها أو يخصصها ويزيل الإبهام عنها ،فشبه الجملة مبني على النكرة ،وإن أردنا تعليقه بالفعل قدمناه وقلنا:اشتريت لزيد مزرعة ، أوعرَّفنا "مزرعة" فيصبح شبه الجملة مبنيا على الفعل ،قال تعالى"وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى" ،ونقول:استشهدت بشعر له ،ونقول:استشهدت له بشعر .
2-نقول:ذهبت إلى أبناء زيد وعمرو،على من نعطف :"عمرا"أعلى المضاف أم على المضاف إليه ؟ المعطوف مبني على المضاف إليه وهو الأقرب إليه أمنا للبس ، ولا يوجد مانع معنوي يمنع ذلك ،وإن حصل عدم احتياج معنوي عطفناه على البعيد كقولنا:ذهبت إلى طلاب المدرسة والمدرسين ،والمعطوف معطوف على المضاف أو مبني على المضاف .
3-نقول:مات زيد مجاهدا في سبيل وطنه"بم يتعلق شبه الجملة بالجهادأم بالموت؟شبه الجملة يتعلق بالجهاد ،لأنه الأقرب إليه أمنا للبس ،فشبه الجملة مبني على الأقرب وهو اسم الفاعل وليس على الفعل "مات"البعيد.
4-نقول:عجبت من فطنة معلمة اللغة العربية"هل العربيةهي اللغة أو المعلمة ؟العربية صفة للغة لأنها الأقرب أمنا للبس ،والصفة مبنية على ما قبلها وهو الأقرب إليها .
5-نقول: رجا التلميذ معلمه أن يعيد تلاوة النص"من الذي سيعيد التلاوة ،آلمعلم أم التلميذ؟والجواب هوأن الضمير (هو) يعود على المعلم لأنه الأقرب أمنا للبس ،وإن أردناه للتلميذ قلنا:رجا معلمه التلميذ أن يعيد قراءة النص.
6- نقول:قابلت زيدا غاضبا ،من صاحب الحال،أزيد أم "التاء"؟صاحب الحال هو زيد ،لأنه الأقرب أمنا للبس ،وإن أردناه لــ"لتاء" قدمناه فنقول:قابلت غاضبا زيدا أو غاضبا قابلت زيدا.
7- نقول :مات أبو محمد صغيرا ،والحال لمحمد ،وإن أردناه للأب قدمناه وقلنا:مات صغيرا أبو محمد .
فاللغة تقوم على البناء والاحتياج المعنوي والإنسان يتحدث تحت رعاية الاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس.