كلية بنات الرس خارج ذاكرة المسئولين
------------------------------------------------------------
د. عبدالله الحصين
تطورت كليات البنات بالمحافظات وتوسعت اقسامها وتنوعت لتستوعب الزيادات في اعداد الخريجات من الثانوية العامة اما كلية الرس وهي من اقدم الكليات فقد ظلت على ماهي عليه مجرد كلية صغيرة او بالاحرى نصف كلية لكونها خالية من الاقسام العلمية ومنها اقسام الفيزياء والاحياء والكيمياء والحاسب الآلي والمتوفر هو فقط قسم صغير للرياضيات. ما جعل التعليم فوق الثانوي في منطقة الرس التعليمية الواسعة التي تمتد غربا حتى حدود المدينة المنورة هما يشغل بال الطالبات ومشكلة يفكرن فيها قبل الوصول الى هذه المرحلة بسنوات واقول انها هم ومشكلة بالنسبة لبنات الرس وما حولها من حيث:
1- اضطرار البعض الى التحول الى اقسام اخرى في كلية الرس لا تناسب تخصصهن العلمي ولا تناسب سوق العمل ولا تؤمن للخريجات المستقبل الوظيفي الجيد الذي ينشدنه.
2- اضطرار البعض الاخر الى شد الرحال للالتحاق باحد الاقسام العلمية المتوفرة في كلية بريدة وغالبا ما تكون فرصتهن في القبول محدودة بسبب الازدحام على هذه الكلية على مستوى القصيم.
3- السفر والترحال والقتل والقتال هو قدر الرجال اما النساء فان الحاجة الى العمل فرضت السفر عليهن واخص المعلمات كما ان النقص الحاصل في مؤسسات التعليم الجامعي في بعض المحافظات ومنها محافظة الرس فرض السفر والترحال على مئات الطالبات في كل منطقة ادارية ومنهن احدى قريباتي التي تقول عن يومهن الدراسي انه شاق وطويل ويبدأ من اذان الفجر ولا ينتهي الا عند اذان العصر ولا يهون علينا مشاق هذا اليوم الا الوناسة برفيقات دربنا في الحافلة والوناسة بزميلاتنا في الدراسة والمعاناة اللاتي نلتقي بهن في رحاب الكلية والقادمات من محافظات القصيم الاخرى. ويهونه حسن الضيافة ان صح التعبير من قبل زميلاتنا بنات بريدة ام القصيم ومزيونتها بين مزايين المدن ويهونه ما نلقاه من حسن التعامل من معلمين فاضلين ومعلمات فاضلات يستحق منا الشكر والتقدير ومع ذلك فان احدا لا يتصور ما تقاسيه بنات الرس من متاعب السفر الجماعي عبر طريق يعج بالحركة المرورية وبالحوادث المروعة ولولا الامل بان هذا الوضع الصعب النسبة لهن لن يدوم لاثر البعض قطع دراستهن ولاثر اولياء امور اخريات النزوح من محافظتهم في ظل تمنع المسئولين في قطاع التعليم طوال السنوات الماضية وتباطؤهم عن توفير ما تحتاجه كلية الرس من اقسام علمية تغني بناتهم عن التردد بهذا الشكل الجماعي غير المعقول واقول غير معقول لانه من الحالات النادرة في بلادنا ان تضطر طالبات منطقة تعليمية باكملها الى السفر لمواصلة تعليمهن في منطقة تعليمية اخرى تبعد ما لا يقل عن 200 كم ذهابا وايابا. وغير معقول لكونه لا ينسجم مع ما نعهده من حرص الحكومة اعزها الله على راحة المواطنين نساء ورجالا والرفق بهم. فكيف بطالبات ضعيفات فرض عليهن المسئولون في قطاع التعليم هذا الوضع الصعب بتركهم كلية الرس بدون اقسام علمية. ومع ذلك فاننا كأولياء امور ومعنا بناتنا نعلل انفسنا على طريقة:
اعلل النفس بالآمال ارقبها
ما اضيق العيش لولا فسحة الأمل
الرس محمد حزاب الغفيلي
http://www.alyaum.com/issue/page.php?IN=12262&P=1
رد مع اقتباس
