الكائن الوحيد الذي منحه الله هبة القدرة على الكتابة هو الإنسان..
فعلمه بالقلم .. مالم يعلم ..!
وبالقلم يقطع الإنسان رحلة التكامل في البناء والتعمير مادياً ومعنوياً..
وما ينطبق على القلم .. فهو ينطبق على البيان ..!
والبيان هو النطق ..
فهذين هما رافدان متعانقان يصبان في مجرى واحد .. ألا وهو العلم ..!


فلنقرأ مابينته السور المباركة بهذا الشأن ..
يقول القرآن الكريم :
« إقرأ باسم ربك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق ، إقرأ وربك الأكرم ، الذي علم بالقلم ، علم الإنسان مالم يعلم ».
ولنتأمل في معاني الآية جيداً :
لم يقل الله تعالى : إقرأ باسم الله الذي خلق ..
وإنما اختار كلمة الرب بدل الله لأن هذه الكلمة مشتقة من التربية، فكأن القرآن يريد
أن يعلمنا كيف نقرأ ..
يريد منا أن تكون قراءتنا في إطار التربية والبناء .. لاالهدم والتحلل ..

وفي الآيات نقرأ أيضاً : إقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان مالم يعلم .
وهنا اختُصّ وصف الله بالأكرمية لأنه أكرم الإنسان بشيء هو الأفضل على الإطلاق
وهو العلم الذي يبدأ بالقلم ..

ولنتأمل أيضاً ماعرضته هذه الآيات من رحلة الإنسان في طريق الترقي والتكامل ..
حيث كان الإبتداء من كونه علقة ...
وهي أدنى المراتب في الأشياء..
ثم الانتهاء بمرتبة الإنسان العالم المبدع ..
وهي أرفع قمة في حياة البشرية ..!

وكل تلك الرحلة الهادفة التي أوصلت الإنسان إلى القمة ..
إنما تمت بفضل الله وما وهبه له.. من نعمة القلم والبيان ..

إن صفة الأكرمية .. وكلمة الرب .. التي تشير إلى التربية ..
تؤكدان أن لاكرامة للإنسان إلا في ظل القلم والبيان..
حيث يرتقي بهماويبلغ بهما شأواً عالياً..


لفتة أخيرة ~
الآيات كررت القراءة مرتين ..
ثم ذكرت الكتابة المتمثلة بالقلم مرة واحدة..
ولمن يريد أن يربي القلم بين أصابعه ..
ولكي تأتي كتابته جميلة أنيقة عميقةً نقول :
اقرأ مرتين ..
واكتب مرة واحدة ..!