كريري .. ليش الهلال؟
د.تركي العواد




علق رئيس الاتحاد نظارته "السحرية" كالقلادة في رقبته وانطلق لمدينة دبي مسوقاً لناديه، آملاً في جلب راع سمين يساعد النادي في محنته المالية.
اجتمع مع عشرات الشركات دون أن يخرج بشيء سوى ابتسامة ساخرة على وجه كل مندوب. عرفوا رئيس النادي منذ رأوه؛ فقد شاهدوه في برنامج "في المرمى" على شاشة العربية وهو "يزبد ويرعد" معلناً للعالم بأنه تقدم للتو بشكوى ضد الشريك الإستراتيجي السابق للحصول على مبلغ يفوق المائة وخمسين مليون ريال بسبب بند غامض في العقد. هربت الشركات لأنها أدركت أن مصيرها لن يكون أفضل من مصير الاتصالات السعودية.
اللاعب الخلوق سعود كريري فعل بالضبط ما فعلته الشركات ونفذ بجلده من الأندية التي لا تحترم لاعبيها. فعندما جاءه مندوب نادي النصر بشنطته المنتفخة بالملايين رفضها بكل حزم لأنه لا يريد أن يكون مصيره مصير اللاعب البرازيلي باستوس الذي لجأ لسفارة بلده لتخلصه من براثن النصر. ولا يتمنى أن يعامل مثل مدرب الفريق السابق الكولومبي ماتورانا الذي اتُهم بالرشوة فقط لأنه خسر من الهلال. وبكل تأكيد لا يريد أن يكون في مكان نجم النصر الأول محمد السهلاوي الذي تُمارس عليه ضغوط لا تليق بنجوميته لكي يجدد بثمن بخس. نظر كريري لمندوب النصر وقال في نفسه: "مجنون أوقع معكم ".
ضحك كثيرا وهو يشاهد مندوب الأهلي يحمل شنطة (الكاش) الثقيلة بصعوبة. فسعود لم يخرج من معاناة ليوقع نفسه في معاناة أخرى. فمن تابع قضية اللاعب البرازيلي فيكتور سيموس مع الأهلي لا يمكن أن يوقع للأهلي ولو بمائة مليون. لا أصدق أن سيموس مُنع من الدخول للسكن الخاص به، ولا أصدق أن سيارته سُحبت. لا يوجد لاعب حقق مع الأهلي ما حققه سيموس، ولكن نهايته كانت محزنة، ولا تليق بتاريخه مع "الراقي".
وقع كريري مع الهلال لأنه أراد أن يريح باله ويتفرغ لكرة القدم. كان عرض الهلال الأقل ولكن اللاعب أصر على عدم النظر للعروض الأخرى، لأنه سمع عن معاملة إدارة الهلال الإنسانية للاعبيها. عشت في الهلال 13 عاما، عرفت خلالها أسرار تفوق الهلال وأسباب استمراره في البطولات أجيالاً متعاقبة. وأحد من أهم الأسرار التي يعرفها كل من يدخل البيت الهلالي هو أن اللاعب يأتي أولاً. هناك احترام غير عادي للاعب. فلا أحد يضايقه ولا يظلمه ولا يسرق حقوقه. فلا توقيع على مسيرات دون رواتب ولا مخالصات تُبكي اللاعب من الغبن، ولا علاقة تنتهي بحقد لا تمحوه السنون. لذلك كل من رحل عن الهلال يتمنى الرجوع له. فهذا نيفيز يعود بمكالمة، وهذا هرماش يرجع دون تردد. لا يذهب الهلال لقطر ولا الإمارات إلا ويزوره كوزمين وويلهامسون وجيريتس ورادوي وتفاريس وغيرهم.
في عام 2007 اتفق الهلال مع نجمه المحبوب محمد الشلهوب على تجديد عقده لمدة أربع سنوات بخمسة ملايين. رفع الشلهوب يده قبل التوقيع وطلب زيادة سنة خامسة بنفس المبلغ وقال "السنة الخامسة هدية مني لجماهير الهلال".