إن العالم فيما مضى، كان كالزهرة المزينة بألوان الطيف، تجذب كل من حولها إليها لتريهم صورها الزاهية،
فيتكاثر معجبوها ويتساور حولها محبوها، تتبادل معهم الحديث بروح أنيسة وقلب رقيق،
تنادي بصوت خافت كالهمسة الرؤوفة بأذن مستمعها داعية له بقولها: سيا هذا.. سقاك الله من غيث حنون.. ورب غيث أغاث المستجير<،
وترافق دعواها ابتسامة تشعل نارا باردة في فؤاد الناظر إليها، يرى فيها دانة تتلألأ كتلألؤ النجوم في السماء،
لا تهزها الجبال العواتي، ولا يؤثر فيها ما هو آتٍ ـ سواء كان مدحا أو شتما. هذه هي حياة من سبقنا، حياة مليئة بالوجوه السمحة المبتسمة لا تغضب ولا تعبس،
وها هو الإنسان كالقلب الظمآن الذي لا يروي عطشه سوى خلة يكسبها،
فيروح ويأتي بين الناس مبتسما ابتسامة ليس لها مثيل فاشيا للسلام، يجذب أناسا أحبوه من بشاشة وجهه،
وعظمة لسانه، فيكسب كل من حوله بكلمة جميلة وابتسامة عذبة ليروي ظمأه، ويتبادل معهم الحديث،
وبهذه الطريقة يبني مجتمعا بأسره محبا له يقف معه في السراء والضراء.
هل هذا الشيء الجميل يطابق ما نحن عليه الآن؟؟:11retcher
إن حياتنا في الوقت الراهن قد قلت فيها الابتسامات وقد تكون معدومة أو على وشك الانقراض،
حياتنا امتلأت بالهموم والغموم، فلا توجد فسحة ولو حتى ضيقة تطل الابتسامة عبرها على الآخرين،
فتسأم من بقائها بلا فائدة وتأبى على نفسها إلا أن تكلفها بالتلاشي فتبدأ الابتسامة تتلاشى شيئا فشيئا،
حتى يصبح الوجه كالماء المعكر لا صفاء في لونه ولا نقاء، ينفر منه الناس مما يرون فيه من أشياء تقشعر لها النفوس وتعافها القلوب.
وهذه هي حياتنا،
امتلأت بالتحقير والنكران، وشاع فيها استخدام أسلوب الغضب والعبوس، فها هم هنالك قائمون، يحقرون من يتكلم معهم ويجرحونهم بالقول والفعل معا، لا يهمهم كسب صداقة حميمة، فنحن الآن في عصر جديد، عصر اهتم كل امرئ بنفسه فقط، لا يهمه أعباء غيره من الناس، يعبس بوجوههم ولا يعلم بأن هذا العبوس قد يقوده إلى الندم، فيجب على حياتنا أن تكون حياة اجتماعية تتبادل مقابض الحديث وتتشاور بابتسامات رائعة تذيب القلوب فرحا وتزيل الهموم وتريحها..
أعزائــي:
هذه حياتنا لابد أن تكون حياة اجتماعية مترابطة متعاونة، نشد معا بأيدينا متعاونين، ولكن إن لم تتوافر السمات التي لابد من توافرها من ابتسامات وحب ومودة لتحقيق مبتغانا، فلن نستطع الوصول إلى القمة إلا بالعمل الجماعي الذي تسود بين جماعته الألفة والمحبة، فاستخدم الابتسامة في كل موقف يصادفك، فكم ابتسامة فتحت قلوبا، وكم ابتسامة أحيت أناسا ميتين، فاستخدم ابتسامتك حيثما كنت ولا تعبس في وجه أخ لك لأنك بهذه الطريقة ستفقد فؤادا حن إليك