سَيِّدي رسول الله صلى الله عليه وسلم
مِن أينَ أبدَأ يا حَبيبُ كلامي
بلْ أيَّ ألفاظٍ تَفي بمرامي ؟
فالقلبُ معمورٌ بحبِّ خصالكمْ
لا ينثني أبداً مدى الأيامِ
في يوم مولدِكَ الدُّنى قد لألأتْ
والنُّورُ عمَّ بفرحةٍ و وِئامِ
وتتابعتْ وُرْقُ الحمامِ وأنشدتْ
مِنْ أعذب الألحان والأنغامِ
والحبُّ قيَّدني وأطلق مدمعي
وعلى الخدودِ تقاطرتْ بِسِجامِ
إني لأذكر معجزاتٍ جَمَّةً
تُنْبي عنِ الإجلالِ والإعظامِ
منها انشقاقُ البدر إكراماً له
قد جاء ذا في محكمِ الأحكامِ
وكذا شفاءُ العينِ مِنْ رَمَدٍ بها
وبِريقِهِ بَرِئَتْ مِنَ الأسْقامِ
أوَ ما سمِعْتَ بجابرٍ لما أتى
يدعو الرسولَ المصطفى لطعامِ
ويقول في خجلٍ ويَروي عُذرهُ :
في الدارِ بعضُ الزَّادِ ، بعضُ إدام
لو كان عندي ما يَسُدُّ لأصبحتْ
داري تَعُجُّ بأطهرِ الأقوامِ
فيجيبُ دعوتَهُ الرسولُ مُطَمْئِناً :
الزَّادُ زادُ اللهِ ذي الإنعامِ
غمسَ الرسولُ يداً ففاضتْ قِدْرُهُ
فكأنَّهَا في الخيرِ فَيْضُ غمامِ
أوَ ما رأيْتَ الماءَ تَنبُعُ ثَرَّةً
مِنْ أُصْبُعَيْهِ غَداةَ يومِ حِمامِ
والجِذعُ أنَّ تَلهُّفَاً وتَشَوُّقاً
يشكو الفِراقَ بِحُرقةٍ وضِرامِ
وضعَ الرسولُ عليهِ كفَّاً حَانياً
سكن الجمادُ كأنه ابنُ فِطامِ
ماذا أقولُ مُذَكِّراً ومُعَدِّداً
وأنا المشوقُ لِنظرةٍ بمنامي
يا ربِّ بلِّغْنا شفاعتَهُ التي
نحتاجها حقَّاً بِيومِ زِحامِ
في طيبةَ الغرَّاءِ ضُمَّ رُفاتَنا
لِنفوزَ بالنُّعمى وخيرِ مَقامِ
صلى الإلهُ على النبيِّ وآلهِ
أصحابهِ ، مشفوعةً بِسلامِ
مروان قدري
1420هـ