كنت قد حذرت من تصاعد الخطاب الإعلامي القذر والمشاهد في الكثير من القنوات .. فبعد أن تخطت الكلمات مشرط الرقيب وأمن البعض العقوبة أصبحت قنواتنا الفضائية ترزح وتستضيف السفيه والساذج ليتكلم في أمور العامة ..
وأحسب ذلك أنه سبب رئيسي في ضحالة الفكر لدى المشجع والتأخر الكروي الملحوظ حين ينظّر الطخيم وجمال عارف للمشاهدين عن الكرة وجماليتها .. فلم تسعفهم وسامتهم الثقافية في التجلي بالفائدة للمشاهد والمتلقي ..
حين تمتلئ شاشاتنا بالمريسيل وجستنية ومن قبلهم عميدهم بالكذب والدجل والقليل من الشعوذة لتقودك خارج الملعب أكثر من داخلها لتعود بك الى زمن التأخر والرجعية فأعلم أن الوضع خطير جدا ..
حين يحلل الكرة ويخرج للحديث من لا يستطيع أن يتحدث بكلمتين صحيحتين فهذا هو زمن الرويبضة ..
تلك الأراجيز التي تخرج لخداع العامة فقط و قد استمرت على الخروج بعد ان ذهب ماء وجه من الحياء ليعتقد ان الناس يصدقونه .. أو انه المنقذ المرتقب للرياضة السعودية ..
عدم التدخل لوقف هذه المزاهل كان نذير لمصيبة أخطر وطامة أكبر يجب على أولي الأمر الانتباه لها .. فشرف الناس وعرضهم من الضروريات الخمس التي لا يمكن لأي من كان أن يتجرأ عليها الا في غياب العدل والمساواة .. وظهورها بهذا الشكل العنصري وبعنجهية العرق والقبلية أمر خطير جدا ..
ما قاله ممدوح أو عماد في بعض الروايات هو اتهام صريح بالمنشطات والخيانة والوطنية .. وأمر التنازل عنه مرفوض .. وإن كنت أقرأ أن العفو كان أمرا محتوما لابد من قبوله نظرا للمكانة الاجتماعية للمدعى عليه ..
فبيان الهلال أظهر اللاعبان منتصران بالاعتذار من شخص متكبر ومتغطرس وكأن الاعتذار كان هو المنشود فقط لا أكثر .. ولهذا خرج عماد في الليل مكذبا ما حصل رافضا لأن ينقاد لأي سلطة او محاكمة لأنه ابن الأسرة .. في حين العابد والدوسري ليس لهم دولة تحميهم ولا أسرة تدافع عنهم ..
في حقيقة الأمر اعتذار القوي يعتبر ضعف في التقاضي .. وعدم رد الحق لأصحابه يعتبر ضعف في اتخاذ القرار .. فالمواطن العابد والدوسري لم يشعرا بحق المواطنة الذي سلبه منهما ممدوح بل والأطم من ذلك أنه اعتذر في الصباح ليدخل في مهاترات في الليل وأنه لم يخطيء ..
بغض النظر عن هلاليتي وعن حبي للكرة .. ولكن ما فعله ممدوح أمر اخطر من الكرة نفسها وأمر يمس أمن البلد الذي غاب فيه القضاء العادل و لم يأخذ الضعيف حقه .. أمر انتهى باتهام المجني عليه وتبرأة الجاني الشريف .. أمر لم يسعف جاه ومنصب المجني عليهم أمام منصب وجاه الجاني ..
هذا الأمر أصبح حديث الشارع العربي الذي قد لا يعرف الهلال ولا العابد والدوسري ولا حتى ممدوح ولكنه بالتأكيد يعرف مصطلح أمير ومواطن .. ويعرف أن العدالة ضلت طريقها وأن الانتصار كان من صالح الأمير كالعادة هنا ..
لم يستطع العابد والدوسري النيل من الأمير المواطن الا باعتذار على وجبة غداء في الامارة .. بينما المواطن العادي يستدعى للسجن والحبس والتوقيف قبل النظر في قضيته ..
وسؤالي الأخير هل لو اتهمت ممدوح بتجارة المخدرات وخيانة البلد بترويجها بين العسكر والمواطنين أن وجهة نظري مقبولة ويمكن استدعائي للأمارة على وجبة من الوجبات لشرح وجهة نظري لأبنائي المواطنين والعسكر ؟