أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صصص قَالَ :
1- « مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ. فِى يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ. كَانَتْ لَهُ عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ وَكُتِبَتْ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ وَمُحِيَتْ عَنْهُ مِائَةُ سَيِّئَةٍ وَكَانَتْ لَهُ حِرْزًا مِنَ الشَّيْطَانِ يَوْمَهُ ذَلِكَ حَتَّى يُمْسِىَ وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ أَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ إِلاَّ أَحَدٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ.))
2- (( وَمَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ فِى يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ حُطَّتْ خَطَايَاهُ وَلَوْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ ».
________
هذا حديث صحيح رواه بعضهم مفرقاً ، وبعضهم رواه مجموعاً
رواه الإمام مالك بن أنس في موطئه مفرقاً في موضعين فروى المقطع الأول برقم (560) والمقطع الثاني برقم (561)
1- هكذا رواه عنه يحي بن يحي الليثي .
وعن يحي رواه الإمام مسلم في صحيحه مجموعاً برقم (2691)
ومن طريق يحى رواه البيهقي في الدعوات الكبير (139) وفي شعب الإيمان (598) وفي الأسماء والصفات برقم (189)
ورواه عن مالك بن أنس أيضاً كلٌ من :
2- عبدالرحمن بن مهدي عند أحمد في مسنده مفرقاً (8008) و(8009)
3- إسماعيل بن أبي أويس عند الطبراني في الدعاء (1683) والبيهقي في الأسماء والصفات (189)
4- حماد بن مسعدة عند البزار في مسنده (8964) والنسائي في الكبرى (10593) وفي عمل اليوم والليلة (832) مقتصراً على المقطع الثاني وفيه (( حط الله عنه ذنوبه )) وليس فيه (( في يوم مئة مرة ))
5- قتيبة بن سعيد عند بن بشران في أماليه (676) والفوائد لابن منده (17) ومجلس في رؤية الله لأبي عبدالله الدقاق (677) .
6- إسحاق بن عيسى عند أحمد (8873)
7- عبدالله بن مسلمة القعنبي كما في روايته للموطأ برقم (292) وقد رواه مجموعاً ،وعنه رواه البخاري مفرقاً فالمقطع الأول برقم (6403) والمقطع الثاني برقم (6405) ومن طريق البخاري رواه البيهقي في شعب الإيمان برقم (597) وفي الأسماء والصفات مجموعاً برقم (189)
8- أبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري كما عند بن حبان (829) والبغوي في تفسيره (6/264-265) وشرح السنة له (1255) والعمدة من الفوائد والآثار (67)
9- مطرف بن عبدالله اليساري كما في معجم الشيوخ للصيداوي (117)
10- عبدالرحمن بن حمد المحاربي عند الترمذي برقم (3466) وبن ماجه (3812) ومسند السراج (872) مقتصراً على المقطع الثاني وفيه ((غفرت له ذنوبه))
ورواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (4/299) وفي إسناده أبو الفضل الشيباني وهو كذاب تالف انظر الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (3/80)
11- عبدالله بن يوسف التنيسي عند البخاري برقم (6403)
12- معن بن عيسى القزاز عند الترمذي (3468)
جميعهم أعني :(( بن مهدي ، وبن أبي أويس ، وقتيبة بن سعيد ، وحماد بن مسعدة ، والقعنبي ، وإسحاق بن عيسى ، وأبا مصعب الزهري ، ومطرف ،والليثي ، والمحاربي ، والتنيسي ، ومعن )) عن مالك بن أنس عن سمي مولى أبي بكر بن عبدالرحمن عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة  قال : قال رسول الله  :(( مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ. فِى يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ. كَانَتْ لَهُ عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ وَكُتِبَتْ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ وَمُحِيَتْ عَنْهُ مِائَةُ سَيِّئَةٍ وَكَانَتْ لَهُ حِرْزًا مِنَ الشَّيْطَانِ يَوْمَهُ ذَلِكَ حَتَّى يُمْسِىَ وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ أَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ إِلاَّ أَحَدٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ. وَمَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ فِى يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ حُطَّتْ خَطَايَاهُ وَلَوْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ ».
ورد عند الجميع بلفظ :(( وَكَانَتْ لَهُ حِرْزًا مِنَ الشيطان ))بينما رواه البيهقي في شعب الإيمان (597) من طريق البخاري عن القعنبي بلفظ :(( وَكَانَتْ لَهُ حِرْزًا مِنَ النار )) وهذه لفظة شاذة مخالفة لما في متن صحيح البخاري ، وجميع الطرق .ولهذا أعقبها البيهقي برواية يحي الليثي ثم قال :(( غير أنه قال : وكانت له حرزاً من الشيطان ))أهـ

كما ورد عند النسائي والبزار عن عمرو بن علي عن حماد بن مسعدة عن مالك بلفظ :(( من قال سبحان الله وبحمده حط الله عنه ذنوبه، وإن كانت أكثر من زبد البحر )) بدون تقييده بعدد معين و لاشك أنَّ رواية الجميع جاءت بتعيين العدد وهو مئة أو أكثر ، وهي مقدمة على هذا الإطلاق ، أو يقال ما أطلقه حماد بن مسعد تقيده الرويات الأخرى.
وهذا حديث صحيح رجاله ثقات ، وقد أخرجه البخاري ومسلم وبن حبان وغيرهم كما مر معنا وقال الترمذي :((هذا حديث حسن صحيح ))

هكذا رواه الجماعة عن مالك بن أنس رحمه الله تعالى
ورواه روح بن القاسم واختلف عليه فيه :
فرواه أحمد في مسنده برقم (10683) عن روح بن القاسم عن مالك بن أنس عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة  عن النبي  قال :(( من قال سبحان الله وبحمده....الحديث )) موافقاً رواية الجماعة لكنه اقتصر على المقطع الثاني .

وروى النسائي في الكبرى (10328) والخرائطي في مكارم الأخلاق (814) من طريق أمية بن بسطام عن يزيد بن زريع .

وروى الطبراني في الدعاء (326) والمعجم الأوسط (2383) عن أبي مسلم الكشي
وروى الطبراني أيضاً في الدعاء (326) عن معاذ بن المثنى .
وروى بن حبان (860) عن الحسن بن سفيان
وروى بن حجر في نتائج الأفكار (2/342) من طريق إبراهيم بن عبدالله البصري
أربعتهم أعني :(( أبا مسلم الكشي ،وبن المثنى ، والحسن بن سفيان ، وإبراهيم البصري )) عن محمد بن المنهال الضرير

كلاهما أعني :(( أمية بن بسطام ، ومحمد بن المنهال الضرير )) عن يزيد بن زريع عن روح بن القاسم عن سهيل بن أبي صالح عن سمي مولى أبي بكر بن عبدالرحمن عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة  قال : قال رسول الله  :(( مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِى :((سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ )) مِائَةَ مَرَّةٍ. لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ إِلاَّ أَحَدٌ قَالَ مِثْلَ مَا قَالَ أَوْ زَادَ عَلَيْهِ ))

وخالف هؤلاء الجماعة أعني ((أبا مسلم الكشي ،وبن المثنى ، والحسن بن سفيان ، وإبراهيم البصري )) عن محمد بن المنهال الضرير = خالفهم عباس الدوري :
فرواه تارة ((متصلاً)) كرواية الجماعة: عن محمد بن المنهال عن يزيد بن زريع عن روح بن القاسم عن سهيل بن أبي صالح عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة  عن النبي  كما عند البيهقي في الدعوات الكبير برقم (39)

وتارة رواه ((معضلاً)) عن محمد بن المنهال عن يزيد بن زريع عن روح بن القاسم عن سهيل عن أبي هريرة  كما عند بن الأعرابي في معجمه برقم (1731)
بإسقاط اثنين على التوالي وهما :((سمي ، وأبو صالح))

وتارة (( منقطعاً ومرسلاً )) عن محمد بن المنهال عن يزيد بن زريع عن روح بن القاسم عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن النبي صصص بإسقاط ((سمي )) ورواية أبيه عن النبي صصص مرسلة كما عند الخرائطي في مكارم الأخلاق (814)
والذي يظهر والعلم عند الله أنَّ هذا الاختلاف مرجعه ومداره على عباس الدوري وذلك أنّه وافق الجماعة في الصورة الأولى وخالفهم في الصورتين الأخيرتين وهم أكثر عدداً .
ثم إنَّه لا يمنع من سماع روح بن القاسم هذا الحديث من الإمام مالك بن أنس رحمه الله ، وكذا سماعه مرةً أخرى من سهيل بن أبي صالح رحمه الله .
ولم يتفرد الإمام مالك بهذا الحديث عن سمي بل تابعه عليه :
سهيل بن أبي صالح واختلف عليه فيه :
فقد روى مسلم في صحيحه (2692) ومن طريقه قوام السنة في الترغيب والترهيب (750) ورواه البزار في مسنده (8955) والترمذي (3469) والنسائي في الكبرى (10327) وفي عمل اليوم والليلة (573) وبن حجر في نتائج الأفكار (2/343) من طريق محمد بن عبدالملك بن أبي الشوارب الأموي .
ورواه البغوي في تفسيره (2/264) وفي شرح السنة (1256) والبيهقي في الدعوات الكبير (38) من طريق معلى بن أسد (تحرف في تفسير البغوي إلى (( المعلى بن سعد )) )
كلاهما أعني (( محمد بن أبي الشوارب ، ومعلى بن أسد )) عن عبدالعزيز بن المختار عن سهيل بن أبي صالح عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة  قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ « مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِى سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ مِائَةَ مَرَّةٍ. لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ إِلاَّ أَحَدٌ قَالَ مِثْلَ مَا قَالَ أَوْ زَادَ عَلَيْهِ ».
وجاء عند الترمذي بلفظ :(( وزاد عليه ))
وجاء عند البزار :(( بأفضل مما أتى ))
ولم يتفرد عبدالعزيز بن المختار بهذا السند بل تابعه عليه عبدالعزيز بن أبي حازم عند بن السني (75) قال أخبرنا أبو محمد بن صاعد حدثنا محمد بن زنبور حدثنا عبدالعزيز بن أبي حازم عن سهيل ..به .
وهذا سناد حسن فيه محمد بن زنبور قال فيه النسائي على تشدده في الرجال (( ثقة )) وقال مرة (( لا بأس به )) وذكره بن حبان في الثقات وقال ((ربما أخطأ )) وقال فيه الحافظ بن حجر في التقريب ((صدوق له أوهام )) انظر تهذيب الكمال (25/213).
ففي هذا الطريق يروي سهيل بن أبي صالح عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة  .
وخالفهما حماد بن سلمة :
فقد روى الحاكم في المستدرك (1906) وبن حبان في صحيحه (859) من طريق حماد بن سلمة عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله  : ( من قال حين يصبح : ((سبحان الله وبحمده مئة مرة وإذا أمسى مئة مرة غفرت ذنوبه وإن كانت أكثر من زبد البحر ))
ولم يتفرد حماد بن سلمة بهذا الإسناد بل تابعه عليه إسماعيل بن زكريا عند الإمام أحمد في مسنده (8835)
وعليه فسهيل بن أبي صالح رحمه الله تعالى له روايتان :
(( الأولى )) عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة  عن النبي صصص ....الحديث .
(( الثانية )) عن أبيه – مباشرة بدون واسطة " سمي " – عن أبي هريرة  عن النبي صصص
و لايمنع أن يكون سهيل سمع هذا الحديث من " سمي " ثم لم يكتف بذلك حتى سمعه عالياً من أبيه .
وسهيل بن أبي صالح ترجم له المزي في تهذيبه (12/226-227) فقال :(( سهيل بن أبي صالح واسمه ذكوان السمان أبو يزيد المدني مولى جويرية بنت الاحمس امرأة من غطفان ، حكى الترمذي عن سفيان بن عيينة قال ((كنا نعد سهيل بن أبي صالح ثبتاً في الحديث)) وقال حرب بن إسماعيل عن احمد بن حنبل ((ما أصلح حديثه)) وقال أبو طالب سألت أحمد بن حنبل عن سهيل بن أبي صالح ومحمد بن عمرو فقال ((قال يحيى بن سعيد :محمد أحبهما إلينا. وما صنع شيئا !!! سهيل اثبت عندهم)) وقال أحمد بن عبد الله العجلي ((سهيل ثقة وأخوه عباد ثقة)) وقال عباس الدوري عن يحيى بن معين ((سهيل بن أبي صالح والعلاء بن عبد الرحمن حديثهما قريب من السواء وليس حديثهما بحجة))
وقال أبو حاتم ((يكتب حديثه ولا يحتج به وهو أحب الي من عمرو بن أبي عمرو وأحب الي من العلاء عن أبيه عن أبي هريرة)) وقال النسائي ((ليس به بأس)) وقال أبو أحمد بن عدي ((ولسهيل نسخ روى عنه الأئمة وحدث عن أبيه وعن جماعة عن أبيه وهذا يدل على تمييز الرجل ، كونه ميز ما سمع من أبيه وما سمع من غير أبيه عنه ، وهو عندي ثبت لا بأس به مقبول الاخبار)) أهـ بتصرف يسير .
فالذين قبلوا حديثه ووثقوه هم :
1- أحمد بن حنبل .
2- العجلي .
3- سفيان بن عيينة .
4- النسائي .
5- ابن عدي .
ومن تكلم فيه هم :
1- يحي بن معين .
2- أبو حاتم الرازي .
وكلاهما قال إنَّ حديثه ليس بحجة ، ويظهر من كلامهما أنَّه ليس بحجة ما لو تفرد بحديث .
وهذا الحديث في الحقيقة قد تفرد سهيل بمتنه وذلك أنَّ لفظ حديث الإمام مالك ليس فيه تقييد هذا الذكر بالصباح والمساء بل هو مطلق ، كما أنَّ الفضل والثواب بينهما مختلف فلفظ حديث مالك هو :
(( من قال : سبحان الله وبحمده في يوم مئة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر))
بينما لفظ حديث سهيل بن أبي صالح هو :
((مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِى سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ مِائَةَ مَرَّةٍ. لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ إِلاَّ أَحَدٌ قَالَ مِثْلَ مَا قَالَ أَوْ زَادَ عَلَيْهِ))
ولعل بسبب هذا التفرد وهذا الاختلاف لم يخرجه الإمام البخاري في صحيحه ، بل تفرد به الإمام مسلم فأخرجه في صحيحه .
ولهذا قال الإمام الترمذي عقب هذا الحديث :(( حديث حسن صحيح غريب )) فالغرابة ناتجة عن تفرد سهيل بهذا اللفظ
ومع ورود هذا التفرد من سهيل إلاَّ أنَّ حديثه لا ينزل عن رتبة الحسن وذلك لما يلي :
(( أولاً )) أنَّ عدد الموثقين له أكثر ممن تكلم فيه .
(( ثانياً )) إخراج الإمام مسلم لهذا الحديث يرفع درجته .
(( ثالثاً )) أنَّ البخاري قد أخرج لسهيل في صحيحه لكن مقروناً مع غيره كما في الحديث رقم (2840)
((رابعاً )) أنَّه يمكن الجمع بين الحديثين على أحد هذين الاحتمالين :
1- أنَّ حديث الإمام مالك مطلق وحديث سهيل مقيد فيحمل المطلق على المقيد .
2- أو يقال إنَّ أبا هريرة  روى هذين اللفظين وسمعهما منه أبو صالح فرواهما عنه فروى مالك بن أنس أحد هذين اللفظين ، وروى سهيل اللفظ الآخر . والله أعلم .
وحينئذٍ لا تعارض بين هذين اللفظين .والله أعلم .

وقد جاءت متابعة لأبي صالح السمان لكن لا يفرح بها فهي متابعة باطلة ، فقد جاء عند الحسين بن إسماعيل المحاملي في أماليه برقم (292)ومن طريقه أبو نعيم الأصبهاني في تاريخ أصبهان (1647) كما رواه أبو نعيم الأصبهاني أيضاً في تاريخ أصبهان (1104) جميعهم من طريق عبدالرحيم بن زيد العمي عن أبيه عن أبي عثمان النهدي عن أبي هريرة ررر قال : سمعت أذناي ، وإلا فصمتا ، رسول الله صصص وهو يقول : « من قال : سبحان الله وبحمده ، من غير عجب ولا فزع ، كتب الله له ألفي حسنة »
وفي رواية :(( من غير عجب و لا مستوحشاً كتب له ألفي ألف حسنة )) وإلا فصمتاً ، وإلاَّ فصمتاُ ))
ففي هذا السند متابعة أبي عثمان النهدي لأبي صالح السمان .
لكن هذا حديث منكر فيه عبدالرحيم بن زيد العمي ، وأبوه زيد
فأمَّا عبدالرحيم بن زيد فقد قال فيه أبو حاتم الرازي :(( عبد الرحيم بن زيد العمى ترك حديثه، كان يفسد اباه يحدث عنه بالطامات.وسئل أبو زرعة عن عبد الرحيم ابن زيد فقال: ((واهى ضعيف الحديث.)) وقال أبو حاتم أيضاً :(( عبدُ الرّحِيمِ بنُ زيدٍ : مترُوكُ الحدِيثِ ))، وقال يحيى بن معين: ((عبد الرحيم بن زيد العمى ليس بشئ.))وقال البخاري :(( تركوه )) وقال الأصبهاني :((عن أبيه أحاديث منكرة)) وقال النسائي :(( متروك)) وقال بن حبان :(( عبد الرحيم بن زيد العمى : كنيته أبو زيد عداده في أهل البصرة، يروى عن أبيه العجائب لا يشك من الحديث صناعته أنها معمولة أو مقلوبة كلها، يروى عن أبيه، روى عنه العراقيون: فأما ما روى عن أبيه فالجرح ملزق بأحدهما أو بهما.وهذا لا سبيل إلى معرفته إذ الضعيفان إذا انفرد أحدهما عن الآخرة بخبر لا يتهيأ حكم القدح في أحدهما دون الآخر وإذا كان وجود المناكير في حديث منهما معا أو من أحدهما استحق الترك،))
انظر الجرح والتعديل - (ج 5 / ص 339) والضعفاء الصغير للبخاري (235) الضعفاء للأصبهاني (114) االضعفاء والمتروكون للنسائي (368) والمجروحين لابن حبان (2/150)
والعلل لابن أبي حاتم برقم (100) و رقم (735)

وأمَّا أبوه زيد فهو زيد بن الحواري العمي أبو الحواري البصري قاضي هراة في ولاية قتيبة بن مسلم والد عبد الرحمن وعبد الرحيم وهو مولى زياد بن أبيه قال فيه يحيى بن معين ((لا شيء)) وقال في موضع آخر ((صالح )) وقال أبو الوليد بن أبي الجارود عن يحيى بن معين ((زيد العمي وأبو المتوكل يكتب حديثهما وهما ضعيفان)) وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني ((متماسك)) وقال أبو زرعة ((ليس بقوي واهي الحديث ضعيف)) وقال أبو حاتم ((ضعيف الحديث يكتب حديثه ولا يحتج به)) وقال أبو حاتم أيضاً :(( وزيدٌ العمِّيُّ : ضعِيفُ الحدِيثِ )) وقال أبو عبيد الآجري : قيل لأبي داود :زيد العمي؟ قال :((حدث عنه شعبة وليس بذاك ولكن ابنه عبد الرحيم بن زيد لا يكتب حديثه)) وقال في موضع آخر ((سألت أبا داود عن زيد العمي فقال هو زيد بن مرة قلت كيف هو قال ما سمعت إلا خيرا)) وقال النسائي ((ضعيف)) وقال الدارقطني ((صالح)) وقال أبو أحمد بن عدي:(( عامة ما يرويه ومن يروي عنهم ضعفاء هم وهو، على أن شعبة قد روى عنه ولعل شعبة لم يرو عن أضعف منه)) وقال محمد بن عبد الله الهروي عن أبيه قال علي بن مصعب ((سمي العمي لأنه كلما سئل عن شيء قال حتى أسأل عمي))
انظر تهذيب الكمال (10/56-59) والعل لابن أبي حاتم برقم (100)



بقي أن أنبه إلى بعض الأمور :
((أولاً)) وردت بعض الزيادات في بعض ألفاظ الحديث تفرد بها روح بن القاسم فمن ذلك:
((سبحان الله العظيم وبحمده )) كما عند البيهقي في الدعوات الكبير برقم (39) وبن حجر في نتائج الأفكار (2/343).
و(( سبحان الله ربي العظيم وبحمده )) كما عند الطبراني في الأوسط (2382)
ويظهر – والعلم عند الله – أنَّ هاتين الزيادتين (( العظيم )) و ((ربي )) شاذتان ، لمخالفتهما رواية الجماعة .
(( ثانياً )) كذلك تفرد معن بن عيسى بلفظة :(( له الملك وله الحمد يحي ويميت..)) فزاد في متن هذا الحديث :(( يحي ويميت )) ورواية الجماعة أيضاً أولى .
(( ثالثاً )) ورد في حديث : (( من قال لا إله إلاَّ الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيءٍ قدير مائة مرة .... وَكَانَتْ لَهُ حِرْزًا مِنَ الشَّيْطَانِ يَوْمَهُ ذَلِكَ حَتَّى يُمْسِىَ ))
فقوله  :(( حتى يمسي )) ظاهره تكرار هذا الذكر حتى في المساء لوجود علة طلب التحرز من الشيطان سواءٌ أكان في الصباح أم في المساء فهما متساويان في ذلك .
يقول المباركفوري في تحفة الأحوذي - (9/437) :((وكان حرزا) أي حفظا لفظاً ومعنى (من الشيطان) أي من غوائله ووساوسه (يومه ذلك) أي في اليوم الذي قاله فيه (حتى يمسي) ظاهر التقابل أنه إذا قال في الليل كان له حرزا منه ليلة ذلك حتى يصبح فيحتمل أن يكون اختصارا من الراوي أو ترك لوضوح المقابلة وتخصيص النهار لأنه أحوج فيه إلى الحفظ . قاله القارىء)) أهـ.
ومع ذلك فالمسألة تحتاج إلى تحرير أكثر .
(( رابعاً )) قال النووي في شرح مسلم (17/17) :(( قوله  فيمن قال ((فى يوم لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير مائة مرة لم يأت أحد بأفضل مما جاء به الا أحد عمل أكثر من ذلك)) هذا فيه دليل على أنه لو قال هذا التهليل أكثر من مائة مرة فى اليوم كان له هذا الأجر المذكور فى الحديث على المائة ويكون له ثواب آخر على الزيادة وليس هذا من الحدود التى نهى عن اعتدائها ومجاوزة اعدادها وان زيادتها لا فضل فيها أو تبطلها كالزيادة فى عدد الطهارة وعدد ركعات الصلاة ويحتمل أن يكون المراد الزيادة من أعمال الخير لا من نفس التهليل ويحتمل أن يكون المراد مطلق الزيادة سواء كانت من التهليل أو من غيره أو منه ومن غيره وهذا الاحتمال أظهر والله اعلم))
قلت : ظاهر الحديث أنَّ الزيادة المقصودة هي من نفس الذكر ، يدل عليه قوله  في بعض الروايات :(( إلاَّ أحدٌ قال مثل ما قال أو زاد عليه )) أي زاد على مثل ما قال .والله أعلم .
(( خامساً )) ويقول النووي أيضاً في شرح مسلم (17/17) :((وظاهر اطلاق الحديث أنه يحصل هذا الأجر المذكور فى هذا الحديث من قال هذا التهليل مائة مرة فى يومه سواء قاله متوالية أو متفرقة فى مجالس أو بعضها اول النهار وبعضها آخره لكن الأفضل أن يأتى بها متوالية فى أول النهار ليكون حرزا له فى جميع نهاره.)) أهـ
(( سادساً )) ويقول النووي أيضاً (17/17-18):(( قوله  فى حديث التهليل (ومحيت عنه مائة سيئة) وفى حديث التسبيح (حطت خطاياه وان كانت مثل زبد البحر) ظاهره أن التسبيح أفضل ، وقد قال فى حديث التهليل (ولم يأت أحد أفضل مما جاء به) قال القاضي فى الجواب عن هذا:( إن التهليل المذكور أفضل ويكون ما فيه من زيادة الحسنات ومحو السيئات وما فيه من فضل عتق الرقاب وكونه حرزا من الشيطان زائدا على فضل التسبيح وتكفير الخطايا لأنه قد ثبت أن (من أعتق رقبة أعتق الله بكل عضو منها عضوا منه من النار) فقد حصل بعتق رقبة واحدة تكفير جميع الخطايا مع ما يبقى له من زيادة عتق الرقاب الزائدة على الواحدة ومع ما فيه من زيادة مائة درجة وكونه حرزا من الشيطان ويؤيده ما جاء فى الحديث (أن أفضل الذكر التهليل) مع الحديث الآخر (أفضل ما قلته أنا والنبيون قبلى لا اله إلا الله وحده لا شريك له ...الحديث .)) أهـ
والله تعالى أعلم