ارتأى شمس الدين الشطيبي أن يحتفل بعيد ميلاده بطريقة استثنائية غاية في الروعة؛ فبمناسبة عيد ميلاده الواحد الثلاثين الذي خلده يوم 14 ديسمبر/كانون الأول 2013، آثر لاعب وسط ميدان نادي الرجاء البيضاوي أن يكون مكان احتفاله بهذه المناسبة السعيدة ملعبَ أكادير الكبير الجديد، بحضور زهاء 35 ألف متفرج، كان من بينهم 11 لاعباً من نادي إف سي مونتيري جاؤوا على أمل إفساد سهرته وفرحته العارمة.

غير أن الضيوف القادمين من بلاد الازتيك فشلوا في مهمتهم، بل شاءت الأقدار أن يكونوا في الصفوف الأولى وهم يشاهدون اللاعب المغربي وهو يفتح هديته الثمينة التي استلمها في الدقيقة 24 من يدي الحارس المكسيكي جوناثان أوروزكو، الذي عجز عن إيقاف تمريرة زكرياء الهاشمي من الجهة اليمنى. وكان من سعادة الشطيبي بهذه "الالتفاتة اللطيفة" أن أودع الكرة في الشباك مسجلاً أول أهداف التي منحت الفوز للنسور الخضراء، لتنطلق بعد ذلك فرحة عارمة بين صفوف الجماهير المغربية. وفي هذا السياق صرح نجم اللقاء لموقع FIFA.com قائلاً: "إنه يوم تاريخي، قدمنا فيه مباراة رائعة، فتمكنا من الفوز وإدخال الفرحة إلى قلوب الجماهير في المدرجات التي ساندتنا بكل إخلاص. أشعر بالامتنان لأسرتي التي لطالما ساندتني في كل لحظة من مشواري الكروي، وخاصة منهم أمّي. أنا سعيد للغاية وآمل أن أكون قد أسعدتهم كذلك."



توزيع الهدايا

لا شك أن أسرة الشطيبي قد فرحت بإنجاز ابنها، على غرار مغربي آخر، كان له دور كبير في إنجاز اللاعب الرجاوي. وقد حكى لنا لاعب وسط الميدان البارز هذا قائلاً: "البارحة كان يوم الجمعة وذهبت للصلاة في المسجد. أتى إلي رجل وقال لي: 'لقد رأيتك في المنام وستسجل يوم غد؛ أنا أقسم لك بذلك.' لم أتخيل أن ذلك سيتحقق. وأنا الآن أريد أن أقول له أنه كان على حق وبأني عشت أفضل عيد ميلاد وسأذكره طيلة حياتي."

وربما لم ينته هذا اللاعب من فتح هداياه؛ فبعد هذا الانتصار في ربع النهائي، الذي تلى الانتصار على أوكلاند سيتي في مباراة الافتتاح، يستعد النادي المغربي على اجتياز نادي أتليتيكو مينيرو في المربع الأخير. وحين ذكّره موقع FIFA.com بأنه اللاعب المغربي الوحيد الذي فاز بكأس العرش ثلاث مرات متتالية مع ثلاثة أندية مختلفة، وهي الفتح الرباطي والمغرب الفاسي والرجاء البيضاوي بين 2011 و2013، يعترف اللاعب الأنيق بخجلٍ بادٍ: "صحيح أن هذه فرصة أخرى أستطيع أن أُخلّد فيها اسمي في التاريخ الكروي. آمل أن نقدم مباراة رائعة مرة أخرى وربما نخوض النهائي ونمنح الفرحة لكل المغاربة. إننا سنقابل رونالدينيو الساحر. وإن استطعت أن أتبادل القمصان معه، ستكون تلك هدية جميلة جداً..." لكنه بعد ذلك بدا كالمعتذر لأنه فكر في سعادته الشخصية.

وتدارك بقوله: "إن أكبر هدية بالنسبة لي هي أن أرضي الجمهور المغربي." إنه حقاً عالم تجري فيه الأمور بصورة معكوسة، فالشطيبي يوزع الهدايا في يوم ميلاده...