أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود  قَالَ كَانَ نَبِىُّ اللَّهِ  إِذَا أَمْسَى قَالَ « أَمْسَيْنَا وَأَمْسَى الْمُلْكُ لِلَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ رَبِّ أَسْأَلُكَ خَيْرَ مَا فِى هَذِهِ اللَّيْلَةِ وَخَيْرَ مَا بَعْدَهَا وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا فِى هَذِهِ اللَّيْلَةِ وَشَرِّ مَا بَعْدَهَا رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ وَسُوءِ الْكِبَرِ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابٍ فِى النَّارِ وَعَذَابٍ فِى الْقَبْرِ ».
وَإِذَا أَصْبَحَ قَالَ ذَلِكَ أَيْضًا « أَصْبَحْنَا وَأَصْبَحَ الْمُلْكُ لِلَّهِ ... ».
هذا الحديث رواه أبو بكر بن أبي شيبة في مصنفه (29886) وفي مسنده (314) وعنه مسلم (6909) وأبو يعلى (4993) ومن طريقه رواه أبو الفضل الزهري في حديثه (316) والببهقي في إثبات عذاب القبر (163) وأبو نعيم في مستخرجه كما ذكره بن حجر في نتائج الأفكار (2/355)
ورواه النسائي في الكبرى (9767) وعمل اليوم والليلة (23) وعنه السني في عمل اليوم والليلة (37) من طريق أحمد بن سليمان .
ورواه الطبراني في الدعاء (342) من طريق عبدالله بن عمر بن أبان .
ورواه بن حبان (963) من طريق أبي الشعثاء علي بن الحسن.
ورواه الطبراني في الدعاء (341) من طريق أبي عقيل الجمال يحي بن حبيب .
ورواه أبو عوانة في مستخرجه كما في إتحاف المهرة لابن حجر (10/336) من طريق عمار بن رجاء
جميعهم أعني (( بن أبي شيبة ، وأحمد بن سليمان ، وأبا الشعثاء ، وأبا عقيل يحي بن حبيب وعمار)) عن حسين بن علي الجعفي عن زائدة بن قدامة .

وروى مسلم (6709) والنسائي في الكبرى (10333) وفي عمل اليوم والليلة (578 ) وأبو نعيم في مستخرجه ومن طريقه بن حجر كما في نتائج الأفكار (2/354) من طريق قتيبة بن سعيد .
وروى الإمام أحمد في مسنده (4192) عن عبدالرحمن بن مهدي .
وروى أبو عوانة في مستخرجه كما في إتحاف المهرة لابن حجر (10/336) من طريق العلاء بن عبدالجبار .
جميعهم أعني ((قتيبة بن سعيد و عبدالرحمن بن مهدي والعلاء بن عبدالجبار )) عن عبدالواحد بن زياد .
وروى أبو داود (5071) من طريق خالد بن عبدالله .
وروى مسلم (6908) عن عثمان بن أبي شيبة .
وروى أبو داود (5073) عن محمد بن قدامة .
وروى البيهقي في الدعوات الكبير (24) من طريق إسحاق بن إبراهيم .
وروى الترمذي (3390) عن سفيان بن وكيع .
وروى أبو نعيم في مستخرجه ومن طريقه بن حجر كما في نتائج الأفكار (2/354) وأبو عوانه في مستخرجه كما في إتحاف المهرة لابن حجر (10/336) من طريق يوسف بن موسى .
جميعهم أعني (( عثمان ، وبن قدامة ، وإسحاق ، وسفيان بن وكيع ،ويوسف )) عن جرير بن عبدالحميد.

جميعهم أعني (( جرير بن عبدالحميد ,وخالد بن عبدالله ، وزائدة بن قدامة ، وعبدالواحد بن زياد )) عن الحسن بن عبيدالله عن إبراهيم بن سويد الأعور النخعي عن عبدالرحمن بن يزيد عن عبدالله بن مسعود  أَنَّ النَّبِىَّ  كَانَ يَقُولُ إِذَا أَمْسَى : « أَمْسَيْنَا وَأَمْسَى الْمُلْكُ لِلَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ »
هكذا رواه خالد بن عبدالله عند أبي داود ، وهكذا رواه عبدالواحد بن زياد من طريق عبدالرحمن بن مهدي .
لكن في رواية البقية زيادات
فأمَّا رواية جرير بن عبدالحميد فقد اتفقت رواية عثمان بن أبي شيبة ، وسفيان بن وكيع وإسحاق بن إبراهيم ويوسف بن موسى على هذا اللفظ:((أَمْسَيْنَا وَأَمْسَى الْمُلْكُ لِلَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ)) قَالَ أُرَاهُ قَالَ فِيهِنَّ.
[ وعند أبي داود قال :(( زاد في حديث جرير : وأمَّا زبيد فكان يقول : كان إبراهيم بن سويد يقول))] :« لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ رَبِّ أَسْأَلُكَ خَيْرَ مَا فِى هَذِهِ اللَّيْلَةِ وَخَيْرَ مَا بَعْدَهَا وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا فِى هَذِهِ اللَّيْلَةِ وَشَرِّ مَا بَعْدَهَا رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ وَسُوءِ الْكِبَرِ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابٍ فِى النَّارِ وَعَذَابٍ فِى الْقَبْرِ ».
وَإِذَا أَصْبَحَ قَالَ ذَلِكَ أَيْضًا « أَصْبَحْنَا وَأَصْبَحَ الْمُلْكُ لِلَّهِ »
وزاد أبو داود في رواية محمد بن قدامة :(( رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ وَمِنْ سُوءِ الْكِبْرِ أَوِ الْكُفْر )) فزاد ((أو الكفر)) على الشك .
فالذي يظهر أنَّ لفظة ((الكفر)) في هذا الحديث = لفظة شاذة ،
كما أنَه لم يأت في رواية جرير ابن عبدالحميد رفع هذا اللفظ إلى النبي .
لكن ورد الرفع في رواية حسين بن علي الجعفي عن زائدة بن قدامة
فقد رواه عن حسين بن علي الجعفي :
( أولاً ) أبو بكر بن أبي شيبة
وله ثلاث صور:
1- إمَّا دمج اللفظين حتى يصبحا نصاً واحداً من حديث النبي  كما في مسند بن أبي شيبة ، ومسند أبي يعلى
2- وإمَّا دمج اللفظين مع توكيد رفعه إلى النبي  كما في مصنف بن أبي شيبة ، وحديث أبي الفضل الزهري .
3- وإمَّا فصل اللفظين مع توكيد رفعه .كما عند البيهقي في إثبات عذاب القبر .
كما أنَّه وردت زيادات في متنه مثل :(( اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ وَالْهَرَمِ والْكِبَرِ وَفِتْنَةِ الدُّنْيَا وَعَذَابِ الْقَبْرِ))
بزيادة (( الهرم ، وفتنة الدنيا ))
وهذا نص متن حديث بن أبي شيبة :(( عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللهِ  إذَا أَمْسَى قَالَ :(( أَمْسَيْنَا وَأَمْسَى الْمُلْكُ لِلَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ لاَ إلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُك مِنْ خَيْرِ هَذِهِ اللَّيْلَةِ وَخَيْرِ مَا فِيهَا ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا وَشَرِّ مَا فِيهَا اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ وَالْهَرَمِ والْكِبَرِ وَفِتْنَةِ الدُّنْيَا وَعَذَابِ الْقَبْرِ ))
وَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ : وَزَادَنِي فِيهِ زُبَيْدٌ ، عَنْ إبْرَاهِيمَ بْنِ سُوَيْد ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ، رَفَعَهُ ، قَالَ : ((لاَ إلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ ، لاَ شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.))

(وثانياً) أبو الشعثاء
فقد رواها بن حبان وفيها زيادة :(( وأعوذ بك من الكسل والهرم وسوء العمر وفتنة الدجال وعذاب القبر))
ففيها زيادة :(( وسوء العمر وفتنة الدجال ))
وفيها التصريح بإضافة هذه اللفظة إلى النبي  حيث ورد في المتن :(( قال الحسن بن عبيد الله : وحدثني زبيد عن إبراهيم بن سويد عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله عن النبي  أنه كان يقول فيه : (( لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ))
وهذا نصه :(( عن عبد الله بن مسعود قال : كان النبي صلى الله عليه و سلم يقول إذا أصبح : ( أصبحنا وأصبح الملك لله والحمد لله أسألك من خير هذا اليوم ومن خير ما فيه وخير ما بعده وأعوذ بك من الكسل والهرم وسوء العمر وفتنة الدجال وعذاب القبر ) وإذا أمسى قال مثل ذلك قال الحسن بن عبيد الله : وحدثني زبيد عن إبراهيم بن سويد عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه كان يقول فيه : ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ))
( ثالثاً ) أحمد بن سليمان الرهاوي
وروايته عند النسائي وبن السني وفيها زيادة في متنه :(( اللهم إني أعوذ بك من الجبن والبخل وسوء الكبر وفتنة في الدنيا وعذاب في النار ))
فزاد :(( من الجبن والبخل ))
ونص روايته :(( عن عبد الله عن رسول الله  انه كان يقول إذا أمسى:(( أمسينا وأمسى الملك لله والحمد لله لا إله إلا الله وحده لا شريك له اللهم إني أعوذ بك من الجبن والبخل وسوء الكبر وفتنة في الدنيا وعذاب في النار)) وإذا أصبح قال مثل ذلك .
وزاد فيه زبيد عن إبراهيم بن سويد عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله يرفعه قال: (( وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير))

( رابعاً ) أبو عقيل يحي بن حبيب بن إسماعيل بن عبدالله بن حبيب بن أبي ثابت
وروايته عند الطبراني في الدعاء وفي إسناده ومتنه ثلاثة أوهام ذكرها الدارقطني في العلل برقم(826) حيث قال :(( وَرَوَى هَذا الحَدِيث أَبُو عُقَيلٍ الأَسَدِيُّ الجَمّالُ يَحيَى بن حَبِيبِ بنِ إِسماعِيل ، عَن عَبدِ الله بنِ حَبِيبِ بنِ أَبِي ثابِتٍ ، عَن حُسَينٍ الجُعفِيِّ ، عَن زائِدَة ، عَن إِبراهِيم بنِ مُهاجِرٍ ، عَن إِبراهِيم التَّيمِيِّ ، عَن عَبدِ الرَّحمَنِ بنِ يَزِيد ، عَن عَبدِ الله.
وَوَهِم مِن ذَكَر إِبراهِيم بن مُهاجِرٍ ، وإِبراهِيم التَّيمِيّ ، وإِنَّما رَواهُ زائِدَةُ ، عَنِ الحَسَنِ بنِ عُبَيدِ الله ، عَن إِبراهِيم بنِ سُوَيدٍ.
وَقال أَبُو عُقَيلٍ فِي آخِرِهِ قال إِبراهِيمُ بن مُهاجِرٍ : وزادَنِي فِيهِ زُبَيدٌ ، وهَذا وهمٌ أَيضًا ، وإِنَّما قال الحَسَنُ بن عُبَيدِ الله : وزادَنِي فِيهِ زُبَيدٌ ، كَما رَواهُ أَبُو بَكرِ بن أَبِي شَيبَة ، عَن حُسَينٍ ، عَن زائِدَةَ.)) أهـ
وهذه الأوهام هي :
1- الوهم في ذكر (( إبراهيم بن مهاجر )
2- الوهم في نسبة إبراهيم النخعي إلى ( إبراهيم التيمي )
3- الوهم من أبي عقيل حيث قال في آخره : قال إبراهيم بن مهاجر .
4- ويضاف إلى هذه الأوهام الثلاثة وهمٌ رابعٌ في نسخة كتاب العلل للدارقطني تحقيق : خالد المصري . وهذا الوهم هو :(( ثنا أبو عقيل يحيى بن حبيب بن إسماعيل عن عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت ثنا الحسين بن علي الجعفي )) حيث الصواب :(( بن عبدالله بن حبيب ، لا عن عبدالله بن حبيب ))
وقد ذكر محقق العلل (3/457) في الحاشية رقم (4) قوله :((في ( م ) " بن "خطأ ))أهـ .
قلت : هذا التصويب خطأٌ من المحقق وفقه الها تعالى وذلك لما يلي :
( أولاً ) أنَّه ورد في كتاب أطراف الغرائب والأفراد للدارقطني (2/18) برقم (3747) قول الدارقطني :(( حديث : كان رسول الله  إذا أمسى قال : ((أمسينا ..... ))
الحديث تفرد به أبو عقيل الجمال يحيى بن حبيب عن حسين بن علي عن زائدة عن الحسن بن عبيد الله عن إبراهيم بن المهاجر عن إبراهيم التيمي .
وعن زبيد عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله .)) أهـ
فالإسناد عند الدارقطني بـ((يحيى بن حبيب عن حسين بن علي)).
( ثانياً ) أنّ الإسناد في كتاب الدعاء للطبراني هكذا :(( ... ثنا أبو عقيل يحيى بن حبيب بن إسماعيل بن عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت ثنا الحسين بن علي الجعفي ))
( ثالثاً ) أنَّ أبا عقيل اسمه بالكامل هكذا :(( يحيى بن حبيب بن إسماعيل بن عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت ))
( رابعاً ) لم يذكر من ترجم لأبي عقيل أنَّ من شيوخه عبدالله بن حبيب بن أبي ثابت ، وكذلك من ترجم لحسين بن علي الجعفي لم يذكروا من تلاميذه عبدالله بن حبيب بن أبي ثابت .
وبناءً على ما سبق فهذا الإسناد مسلسل بالأوهام ، ولعل الوهم راجع فيما يبدو إلى أبي عقيل ،ولهذا يقول الحافظ بن حجر في التقريب عن أبي عقيل هذا :(( صدوق ربما وهم ))
فهذا الحديث بهذا الإسناد ضعيف .
( خامساً )وأما رواية عبدالله بن عمر بن محمد بن أبان
عند الطبراني في الدعاء فليس فيها زيادات تذكر .
وتبقى هذه الزيادات في الألفاظ إمَّا :
1- أن تكون قد رواها كل راوٍ بما حفظ منها فمنهم من اقتصر على بعضها مما لم يذكره الآخر وهكذا ، كلُ بحسب ما حفظ
2- وإما تكون هذه الألفاظ مما رويت بالمعنى فروى كل راوٍ بعض ألفاظ الحديث بما فهمه وكان قريباً للمعنى فلعل ((سوء الكبر)) قريب من ((الهرم)) ، و((سوء العمر )) والله أعلم .
وقد قمت بجمع ألفاظ هذه الروايات في متن واحد وجعلت رواية زائدة بن قدامة هي الأصل ثم زدت عليها من بقية الروايات الأخرى مع عزو كل زيادة لصاحبها.
ورمزت :
1- لجرير بحرف (ج)
2- وخالد بحرف (د)
3- وعبدالواحد بحرف (و)
فصار المتن كالتالي :
عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللهِ  إذَا أَمْسَى قَالَ :
((أَمْسَيْنَا وَأَمْسَى الْمُلْكُ لِلَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ لاَ إلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ))[(د) وَ (و)]
(( له الملك ، وله الحمد ، وهو على كل شيءٍ قدير)) [(ج) ]
((اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُك مِنْ خَيْرِ هَذِهِ اللَّيْلَةِ وَخَيْرِ مَا فِيهَا))
(( وخير ما بعدها )) [ (ج) ]
((وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا وَشَرِّ مَا فِيهَا))
(( وشر ما بعدها )) [ (ج) ]
((اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ ((الجبن والبخل)) والْكَسَلِ وَالْهَرَمِ والكبر ((وسوء الْكِبَرِ)) ((وسوء العمر)) ((وَفِتْنَةِ الدجال )) وفتنة الدُّنْيَا وَعَذَابِ الْقَبْرِ (( وعذاب النار)) .
والله أعلم .
ويمكن أن نعتبر أنَّ بعض هذه الألفاظ قريبة المعاني فيما بينها .
وتم اختيار لفظة الهرم على لفظة (( الكبر )) و((سوء الكبر )) و (( سوء العمر )) والسبب في ذلك أنَّ الغالب في الاستعاذة منه في أحاديث كثيرة = هو(( الهرم)) وهو أرذل وأسوأ المراحل العمرية عند الإنسان
وعليه يمكن أن يكون المتن كالتالي :((.......... اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الجبن والبخل والْكَسَلِ وَالْهَرَمِ وَفِتْنَةِ الدجال وفتنة الدُّنْيَا وَعَذَابِ الْقَبْرِ وعذاب النار))

ومما سبق يتبين لنا أنَّ الحديث ثابت مرفوع عن النبي  ، من طريق الحسن بن عبيدالله.
لكن خالفه سلمة بن كهيل
فرواه موقوفاً .
فقد روى النسائي في الكبرى (10334) وفي عمل اليوم والليلة (579) والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (13/565) وأشار إليه أبو داود في سننه عقب هذا الحديث (5071) ومثله الترمذي عقب هذا الحديث (3390) من طريق شعبة عن سلمة بن كهيل سمع إبراهيم بن سويد عن عبد الرحمن بن يزيد قال :(( كان عبد الله بن مسعود يأمرنا أن نقول إذا أصبحنا وإذا أمسينا:(( لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد أصبحنا وأصبح الملك لله والحمد لله اللهم إني أعوذ بك من شر هذا اليوم وشر ما بعده اللهم إني أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر وعذاب في القبر وعذاب في النار .))
قال شعبة وحدثني الحسن بن عبيد الله عن إبراهيم بن سويد عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله عن النبي  بنحو ذلك .
قال أبو عيسى الترمذي :(( هذا حديث صحيح وقد رواه شعبة بهذا الإسناد عن ابن مسعود لم يرفعه))
والذي يظهر أنَّ الحديثين المرفوع منهما والموقوف كلاهما صحيح ،و لاسيما أنَّ شعبة بن الحجاج رحمه الله رواه على الوجهين موقوفاً ، ومرفوعاُ ،
والحسن بن عبيدالله رواه مرفوعاً لكون بن مسعود  رفعه ، وربما كان بن مسعود يأمرهم بهذا الذكر دون أن يضيفه إلى النبي  اكتفاءً برفعه لهم ولو مرة ، ولا سيما إذا علمنا أنَّ بن مسعود  كان ممن يتحاشا رفع الحديث إلى النبي  .
وقد روى بن ماجه في مقدمة سننه في باب التوقي في الحديث عن رسول الله  فذكر عن عمرو بن ميمون قال:(( ما أخطأني ابن مسعود عشية خميس إلا أتيته فيه .
قال فما سمعته يقول بشيء قط قال رسول الله  فلما كان ذات عشية قال :(( قال رسول الله )) . ( قال فنكس .))
قال فنظرت إليه فهو قائم محللة أزرار قميصه قد اغرورقت عيناه وانتفخت أوداجه .
قال :(( أو دون ذلك . أو فوق ذلك . أو قريبا من ذلك . أو شبيها بذلك)) .
والله أعلم .
وإذا ثبت الحديث وصح مرفوعاً وموقوفاً فالحكم حينئذٍ للمرفوع ، و لاسيما إذا كان الحديث من الأذكار المتعبد بها ، وخاصةً عن بن مسعود الذي اشتهر عنه النكير على من زاد أو ابتدع أذكاراً وأوراداً ما أنزل الله بها من سلطان ، كما يعرف ذلك من اطلع على كتاب البدع لابن وضاح ففيه عن بن مسعود من ذلك آثار . والله أعلم .

وللحديث شاهد من حديث البراء بن عازب 
فقد روى الطبراني في المعجم الكبير (2/24) وفي الدعاء (295) ومن طربقه بن حجر في نتائج الأفكار (2/355) من طريق غسان بن الربيع ثنا أبو إسرائيل الملائي عن طلحة بن مصرف عن عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء بن عازب قال : ((كان رسول الله  يقول إذا أصبح وأمسى :(( أصبحنا وأصبح الملك لله والحمد لله لا إله إلا الله وحده لا شريك له اللهم إنا نسألك خير هذا اليوم وخير ما بعده ونعوذ بك من شر هذا اليوم وشر ما بعده اللهم إني أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر وأعوذ بك من عذاب النار))
قلت وفي إسناده غسان بن الربيع ((ضعفه الدارقطني وقال مرةً : صالح .)) قاله الذهبي في ميزان الاعتدال (3/334)
وزاد بن حجر عليه في اللسان (4/486) قوله :(( وذكره بن حبان في الثقات قال :كان نبيلا فاضلا ورعا واخرج حديثه في صحيحه عن أبي يعلى عنه ))
وانظر الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (2/246) والمغني في الضفاء (2/506) وتعجيل المنفعة (2/105)
ولعل المراد من عبارة الدارقطني بأنه (( صالح )) أي في الاعتبار والمتابعات لا في الاحتجاج ولهذا يقول الذهبي في ميزان الاعتدال (3/334) :(( ليس بحجة في الحديث قال الدارقطني ضعيف وقال مرة صالح ))
ولهذا يقول الهيثمي في مجمع الزوائد (10/114):(( رواه الطبراني من طريق غسان بن الربيع عن أبي إسرائيل الملائي وكلاهما الغالب عليه الضعف وقد وثقا وبقية رجاله رجال الصحيح))
لكن لم يتفرد به غسان بن الربيع بل تابعه عليه إسماعيل بن أبان الوراق وهو ثقة
فقد روى بن السني في عمل اليوم والليلة (38) عن إسماعيل بن إبراهيم بن بلال
وروى بن جميع الصيداوي في معجم الشيوخ (70) عن أحمد بن حمدان قاضي جبل
كلاهما أعني ( إسماعيل بن بلال و أحمد بن حمدان ) عن محمد بن عبد الملك الدقيقي ، حدثنا إسماعيل بن أبان ، حدثنا أبو إسرائيل ، عن طلحة بن مصرف ، عن عبد الرحمن بن عوسجة ، عن البراء بن عازب ،  قال : ((كان رسول الله  يقول إذا أصبح وأمسى : « أصبحنا وأصبح الملك لله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، اللهم إني أسألك من خير هذا اليوم ، وخير ما بعده ، وأعوذ بك من شر هذا اليوم ، وشر ما بعده ، اللهم إني أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر ، وأعوذ بك من عذاب في النار ، وعذاب في القبر »
ومدار الطريقين على أبي إسرائيل إسماعيل بن خليفة قال عنه أحمد بن حنبل:(( يكتب حديثه وقد روى حديثا منكرا في القتيل)) وقال يحيى بن معين ((صالح الحديث)) وقال مرة :((ضعيف)) وقال في موضع آخر((أصحاب الحديث لا يكتبون حديثه)) وقال محمد بن المثنى ((ما سمعت عبد الرحمن حدث عنه شيئا قط)) وقال عمرو بن على ((ليس من أهل الكذب)) وقال أبو زرعة ((صدوق إلا أن في رأيه غلوا)) وقال أبو حاتم ((حسن الحديث جيد اللقاء وله أغاليط لا يحتج بحديثه ويكتب حديثه وهو سيء الحفظ)) وقال عبد الله بن المبارك ((لقد من الله على المسلمين بسوء حفظ أبي إسرائيل)) وقال النسائي ((ضعيف)) وقال في موضع آخر ((ليس بثقة)) وقال أبو جعفر العقيلي(( في حديثه وهم واضطراب وله مع ذاك مذهب سوء )) وقال أبو أحمد بن عدي ((عامة ما يرويه يخالف الثقات وهو في جملة من يكتب حديثه)) ولخص حاله الحافظ بن حجر في التقريب بقوله ((صدوق سيء الحفظ )) انظر تهذيب الكمال (3/77-83)
فالحديث بهذا الإسناد ضعيف لكن يمكن أن يتقوى بوروده من حديث عبدالله بن مسعود  كشاهد آخر ولهذا قال الحافظ بن حجر في نتائج الأفكار(2/356):(( وسنده حسن)). أي لغيره . والله أعلم .