أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



الموضوع يتناول ماجاء في امتحان أهل الفترة يوم القيامة وانطباقه على من لم تبلغه دعوة الإسلام من المعاصرين


وقد وقفت في هذا الباب على مايلي:


- اسحق بن راهوية #41.. أخبرنا معاذ بن هشام (صدوق يخطيء) حدثني أبي -هشام الدستوائي- (ثقة) عن قتادة -بن دعامة- (ثقة يدلس)عن الحسن- البصري- (ثقة يرسل) عن أبي رافع (ثقة) ، عن أبي هريرة (موقوفا)


- والبزار في كشف الأستار# 2172 بنفس الإسناد من طريق محمد بن المثنى (ثقة) موقوفا على أبي هريرة أيضا .



" أربعة يحتجون يوم القيامة : رجل أصم ، ورجل أحمق ، ورجل هرم ، ورجل مات في الفترة ، فأما الأصم فيقول : رب لقد جاء الإسلام ولم أسمع شيئا ، وأما الأحمق ، فيقول : رب لقد جاء الإسلام والصبيان يحذفوني بالبعر ، وأما الهرم ، فيقول : رب لقد جاء الإسلام وما أعقل ، وأما الذي مات في الفترة ، فيقول : رب ما أتاني لك رسول ، فيأخذ مواثيقهم ليطيعنه ، فيرسل إليهم رسولا أن ادخلوا النار ، قال : " فمن دخلها كانت عليه بردا وسلاما ، ومن لم يدخلها يسحب إليها " .


وهذا إذا إسناد حسن إلى أبي هريرة رضي الله عنه وجاء من طريق آخر فيه ضعف مرفوعا لكنه يصلح شاهدا للخبر


اسحق بن راهوية#514 .. أخبرنا النضر (ثقة) ،نا حماد -بن سلمة- (ثقة) عن علي بن زيد (ضعيف يعتبر به) عن أبي رافع (ثقة) ، عن أبي هريرة (مرفوعا)



(أربع كلهم يدلي على الله بحجة وعذر : رجل مات في الفترة ، ورجل مات هرما ، ورجل معتوه ، ورجل أصم أبكم ، فيقول الله لهم : إني أرسل إليكم رسولا فأطيعوه ، فيأتيهم فيتأجج لهم نارا ، فيقول : اقتحموها من دخلها كانت عليه بردا وسلاما ، ومن لم يقتحمها حقت عليه كلمة العذاب) ا.هـ

وثبوت مثل هذا عن أبي هريرة رضي الله عنه له حكم الرفع لأن هذا مالامجال للرأي فيه والله أعلم، وأنظر الحديث التالي:



عند البزار في كشف الاستار 2172

محمد بن المثنى(ثقة) معاذ بن هشام (صدوق يخطيء) ، هشام الدستوائي (ثقة) قتادة بن دعامة (ثقة يدلس) الحسن البصري (ثقة يرسل) الأسود بن سريع)



يعرض على الله الأصم الذي لا يسمع شيئا ، والأحمق ، والهرم ، ورجل مات في الفترة ، فيقول الأصم : رب جاء الإسلام وما أسمع شيئا ، ويقول الأحمق : رب جاء الإسلام وما أعقل شيئا ، ويقول الذي مات في الفترة : رب ما أتاني لك من رسول " . قال البزار : وذهب عني ما قال الرابع ، قال : " فيأخذ مواثيقهم ليطيعنه ، فيرسل إليهم تبارك وتعالى : ادخلوا النار ، فوالذي نفس محمد بيده ، لو دخلوها ، لكانت عليهم بردا وسلاما

وهذا أيضا اسناد حسن متصل وأخرجه ابن راهوية#41 والإمام أحمد#15866
عن معاذ عن هشام عن قتاده عن الأحنف بن قيس(ثقة) عن الأسود بن سريع (مرفوعا)

وهذا الإسناد فيه انقطاع يسير بين الأحنف بن قيس والأسود بن سريع رضى الله عنه.


والأسانيد حسنه كما تبين ويشد بعضها بعضا ، ويظهر أن معاذ بن هشام روى الحديث بأكثر من طريق ونرجو ألا يكون أخطأ ويدعم ذلك أن له شاهد من غير طريقه وإن كان مداره على (علي بن زيد هو ابن أبي مليكة) وهو ضعيف لكنه يصلح للإعتبار إن شاء الله
قال بن عدي (مع ضعفه يكتب حديثه) ، وقال ابو حاتم (ليس بالقوي يكتب حديثه ولايحتج به) ، قال أحمد بن صالح (يكتب حديثة وليس بالقوي لابأس به).



وأنظر الشاهد التالي

مسند ابن الجعد# 2038

حدثنا أحمد بن منصور(ثقة) ، نا الحسن الأشيب(ثقة) ، ومحمد بن جعفر(ثقة) عن فضيل بن مرزوق (صدوق يهم)، عن عطية-العوفي- (ضعيف يعتبر به)، عن أبي سعيد الخدري (مرفوعا)



عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : " الهالك في الفترة والمعتوه والمولود " ، قال : " يقول الهالك في الفترة : لم يأتني كتاب ولا رسول ، ثم تلا هذه الآيات : ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله سورة طه آية 134 ، ويقول المعتوه : لم يجعل لي عقلا أعقل به خيرا ولا شرا ، ويقول المولود : رب لم أدرك الحلم ، قال : فترفع لهم نار , فيقال لها : ردوها أو ادخلوها ، قال : فيردها أو يدخلها من كان في علم الله سعيدا ، لو أدرك العمل ، قال : ويمسك عنها من كان في علم الله شقيا لو أدرك العمل ، قال : فيقول : إياي عصيتم ، فكيف برسلي بالغيب أتتكم ؟ " , قال محمد بن جعفر : " إياي عصيتم فكيف لو أتتكم رسلي ؟ "




والأشيب ومحمد بن جعفر لم يذكر الحافظ المزي أنهما أخذا عن فضيل والله أعلم ولكنهما توبعا حيث رواه عن فضيل عبدالله بن صالح العجلي كما جاء في تفسير بن أبي حاتم# 16950 ولم يورد اللفظ كاملا بل أورد الإحتجاج دون الإمتحان، وتابعهم كذلك سعدويه كما جاء عند عبد البر في التمهيد18\128



ومدار الحديث على فضيل بن مرزوق وهو مختلف فيه وإن كان يصلح للشهادة وقد احتج به مسلم، وكذلك عطية العوفي وهو ضعيف لكن يعتبر به قال أبوحاتم (ضعيف يكتب حديثه) ، وقال ابن معين (ضعيف إلا أنه يكتب حديثه) ووثقه ابن سعد.


فهذا الحديث عن أبي سعيد الخدري من طريق آخر كذلك يشهد لماجاء عن أبي هريرة والأسود بن سريع رضي الله عنهم أجمعين.


ومايثبت هو حدوث الإمتحان في الآخرة وهو من جنس السؤال في القبر والأمر بالسجود يوم القيامة وأخذ المواثيق والعهود على الرجل الذي هو آخر أهل الجنة دخولا والله أعلم، و ما يثبت هو امتحان أهل الفترة والأحمق (المعتوه) والأصم وهم من جاءت بهم الروايات ويجمعهم أنهم بلغوا الحلم والتكليف ولم تبلغهم الدعوة بما تقوم به الحجة عليهم في الدنيا وهذه هي علة إمتحانهم في الآخرة

قال تعالى (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا)

ويشترك معهم في هذه العلة من لم تبلغه دعوة الإسلام في عصرنا والله أعلم.




أما المولود فلم يثبت إمتحانه في الآخرة من طريق صحيح فلم يأت إلا من طريق ضعيف لم يعتضد بغيره كما سبق، والأمر فيه خلاف معروف في أولاد المشركين فهم في الراجح من أقوال العلماء بين أمرين إما الإمتحان أو أنهم في الجنة وهذا بحث آخر نذكر منه إجمالا:

الإمتحان

والإمتحان وإن لم يثبت لهم على وجه الخصوص ولكن يدعمه قول النبي عليه الصلاة والسلام :
(الوائدةُ والموءودةُ في النارِ إلا أن تدركَ الوائدةُ الإسلامَ) صححه الألباني \صحيح ابي داوود# 4717
مما دل على دخول أصناف منهم أو بعضهم النار بدليل قوله عليه الصلاة والسلام (الموءودة في النار)
وفي الحديث تأويل وكلام.


دخول الجنة

وأطفال المشركين ماتوا على الفطرة ولم يبلغوا الحلم والتكليف وفي صحيح البخاري#7047 في حديث الروية
(وأما الرجلُ الطويلُ الذي في الروضةِ فإنه إبراهيمُ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، ، وأما الوِلدانُ الذين حوله فكل مولودٍ مات على الفطرةِ ) . قال : فقال بعض المسلمين : يا رسولَ اللهِ، وأولادُ المشركين ؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : وأولادُ المشركين) ا.ه
وهذا بحث مختلف يسره الله لنا.




_______________________________
بقي أن نذكر أن أحاديث الإمتحان وردت من طرق أخرى لكنها شديدة الضعف كما يظهر فلاتصلح للشهادة مثل أورده البزار في مسنده عن ثوبان رضي الله عنه من طريقين مدار أحدهما على (ريحان بن سعيد عن عباد بن منصور) وهي طريق منكرة قال ابن حبان عن ريحان (يعتبر حديثه من غير روايته عن عباد بن منصور) وقال أحمد بن صالح الجيلي (ريحان الذي يروي عن عباد منكر الحديث). ومدار الآخر على (اسحق بن ادريس الخولاني) متروك الحديث.
وماجاء عند البيهقي في الإعتقاد #1\135وعند غيره عن أنس بن مالك من طرق مدارها على الليث بن أبي سليم (ضعيف مضطرب الحديث) عن عبدالوارث الأنصاري قال أبوزرعة (منكر الحديث) ولم يعرفه الباقون فقالوا مجهول سوى الدارقطني وقال (ضعيف) فهذا منكر.
وأخيرا ماجاء في الزهد لأسد بن موسى الأموي #97 عن أبي هريرة من طريق (حماد بن أبي سليمان) وهو كثير الخطأ ومتهم بالإرجاء (وهذا الحديث قد يتعلق بهذا الأمر!) عن إبراهيم النخعي ولا أظنه سمع من أبي هريرة والله أعلم.