[foq]محبرة ازدهار وقت الانحطاط.....[/foq]
أشلائي ممزقة...
أعماقي مبعثرة..
آهاتي ضائعة...
يومياتي مقهورة...
نبراتي مُتجاهلة..
وحدتي دائمة...
ذكرياتي بعيدة..
أواااه من تجاهل قضى علي...
من قسوة قاتلت شموخي فباتت مقبرة إبداعي...
أواااااه من صراعات زاحمت أملي فأضحت محيا أطرافي...
آآآآآآآآآه من ليل مضى فشتتني..
وأذاب محبرتي بداخلي...
من نهار انقضى فأظلم من بعده
مدار فلكي...
ياللحظات وثوان لا بل
سنين وساعات..
وأيام ضائعات..
كنتُ عنوان الكلمة فيها...
كنتُ لون السطور التي نطقتم بها...
كنتُ دم شريان أُتلف ثم ما لبث أن عاد للحياة..
كنتُ بريق سماء وقت ليل كالح...
وصهيل خيل جامح لحظة التقاء عاشقين..
وبكاء طير بلا جناح لحظة افتراق المحبين...
آآآآآآآآآآه من عصر تسربل فعلاه الغبار...
حيث كنت بوابة العظماء..
وسجل العلماء..
ولسان الملوك والأمراء..
وسطوة الشعراء...
وبنان العقلاء...
وفلسفة الحكماء...
كنت وكنت ... ولا أدري هل لي بقية
أم ضاعت الهوية... ربما أكون فقدت بطاقتي
لحظة انكسار ريشتي...
وجفاف محبرتي..
لا بل أصبحت
في يد الجهلاء.. وكفوف الكاذبين من الزعماء..
خطوط أنامل كاذبة.. وصفحات زائفة...
وأقوال تافهة...
لا عظمة كالسابق...
لا كبرياء كالماضي..
لا ارتقاء في المستقبل...
تناثرتُ على قطعة جليد فتجمدْت....
رُميت على مدفأة فأُحرقت...
كُتبت على ورقة فأُهنت...
رُميت على أرض فدُهست...
لماذا تستبيحون حقي وأنا من تكتبون به؟؟
وتسطرون ملاحم العشق منه...
وتخلدون روح أزمانكم وعلمكم بحبره لا وتكتالون من محبرته..
أنا... من أنا؟؟؟
أنا قلم أُحيط بأسوار الأيام...
فأثلجته أصابع الزيف والطغيان..
والتهمته يد الاغتيال..
رجائي في كل يوم تقلبون صفحته..
وقت بزوغ الفجر..
أو إطلالة نجم..
أو إضاءة قمر...
أعيدوني إلى محبرتي...
إلى مكتبة عبد الحميد الكاتب...
ودواوين شعر أبو العلاء المعري..
وكتب ابن خلدون..
ونظريات أفلاطون..
وأحزان جرير...
وفكاهة الفرزدق..
لا بل إلى جنون قيس بن الملوح..
وبعد كل هذا هل يمكنكم يا من تسطرون بي
أن تعيدو قلما ينادي؟؟؟
إلى محبرته عصر ازدهاره بعد أن ساد الانحطاط....
************************
[align=center][/align]