في يوم مطير.تدغدغ قطرات المطر وجهة الطبيعة لتزيدها جمالا على جمالها ولتخفف بعض الألأم عن كاهلها. عقدت العزم على أن لاتفوتني فرصة كتلك..فتفقدت متاعي ومايلزمني لرحلة برية في مثل هذا اليوم.. فنظرت لدابتي ( سيارتي ) فكأني بها تقول مابالك أيه الكسول في مثل هذا اليوم الجميل؟ فنظرت الى موخرة سيارتي لوجود متاع رحلتي . فإذا حقيبتي التي تخفي بداخلها لوازم رحلتي ..سنتكلم عنها لاحقا .تقبع في زاوية من السيارة كأنها تحدق الي وتقول حان وقت المرح...لاأطيل عليكم ..ركبت سيارتي وعزمت التوجه لمكان في البرية أقصده في مثل هذه الأوقات..وأثناء سيري عرجت على صديق لي سوداني ..لكي أحصل منه على قليل من حليب الخلفات أتزود به في رحلتي.. فلما رأني أنبلج ووجهه عن أسنان كبياض الثلج مرحبا بي ويقول عرفت أنك لاتفوتك مثل هذه الأووقات...فهب مسرعا كغزال في الفلاة..وماهي سوى دقائق واحضر الحليب شديد البياض كبياض قلبه الطيب..فودعته بعدما أعطيته المقسوم...وأنطلقت أسابق الريح فكأنني وسيارتي في سباق...وصلت الى مكان بين الجبال البرية تحيط بها شجيرات السلم من كل صوب كطفل يعانق أمه.. وزخات المطر تنعش الأبدان ..وفرشت بساطي واحضرت حطبي الذي هو رفيق رحلتي ووضعت واقيا بسيطا يقيني قطرات المطر.. وأوقدت ناري وأحضرت حقيبتي...يتبع في المرة القادمة...تحياتي.