[align=center]الجسد والروح[/align]


كانت حياتي وانا في ريعان شبابي لا تعرف الهم والحزن وكانت لا تحمل في طياتها الشك والريبة وعدم الاطمئنان للمستقبل الذي احسد عليه الان لا بل حتى عدم الاطمئنان من اليوم الذي اعيش فيه لاني اصبحت وبمجرد حادثة رغم بساطتها لكنها تحمل في جوفها الحقيقة التي لا يمكن التعرف عليها مهما طال الزمان لسبب بسيط هو ان البشر في هذا الزمان قد علم حتى الطفل البريء الحيلة والخداع .....

وبالتالي فقد اصبح هذا الزمن المر بأيامه التي اصبحت كالسيف يمزق الشي الذي يمر عليه لا بل اصبح الشي الامر منه هو ان الانسان الذي اصبح ....

لذا ليس عجباً من ان نرى طفلاً يعرف الخداع

وليس عجباً من ان نحس بأيام هذا الزمن مرة

وليس عجباً ان يكون الانسان هو لب هذه المرارة

لان كل واحدة من هذا قد يحصل لاي شخص وفي اي وقت وفي اي مكان ولاي سبباً كان ، بسيطاً كان ام معقداً

لكن الاعجب من هذا وذاك ان الروح قد تخدع وتمزق وتعصر مرارتها على هذا الجسد الذي لا يخلو من المشاعر والاحاسيس المرهفة الرقيقة العظيمة ، والعظمة لله ، هذا الجسد الذي قد اتصل واتحد مع روح لشخص لا استطيع ان اقول انه شخص ا خ ر

لا بل هو .... كل شي في حياتي .

كل شي في حياتي ليست كلمات اكتبها لاعبر عن شي ما ، ولا اكتبها لشي ما ولا بسبب هذه الحادثة ، وانما اقولها واكتبها الان وغدأ بعد ان كتبت وترسخت وترعرعت في اعماق اعماق قلبي ....



اه من قلبي كم شكوت لنفسك ولم تفهك روحي شكواك

اه من قلبي ومن حبي اللعين الذي قد ظلمك ايها القلب المسكين

فكم تشتكي وتقول لكن لا حياء لمن تشتكي وتنادي



ورغم علمي او عدم علمي لاني غير مستقر لاتخاذ اي قرار او حتى الخطوة التي اخطيها ان بعض الحالات او الاهات او العلل التي قد تصيب الانسان من جراء حادثة معينة والتي يتسبب بجرح او وجع في جزء صغير او كبير من هذا الجسد الذي ينقل ايعازات ما يشكو منه من اوجاع الى روحه وبالتالي وهذه النقطة التي تحتاج الى وقفة .

فأن هذه الروح سوف لا بل بالتاكيد فانها تتحسس اولاً بأول بكل وجع وبكل الم وبكل اهة ، ومن ثم تطلب النجدة من الاخرين او قد يكون عندها الدواء او قد تكون هذه الروح الموجعة المتئلمة قد وقعت في امل ما ، يطول او يقصر ، يتحقق ام لا .

لكن كل هذا ليس موجود لا في جسدي ولا في روحي ، فكيف يمكن ان اعيش واتأمل واصارع الحياة؟



قولوا لي ايها الاصدقاء والمقربون .... قولوا لي شي يريحني

قولوا قولوا اي شي

اي شي يطفى البركان القلبي ....

اي شي يعيد الاصرار والعزيمة ....



وانتم ايها الاهل الذين ربيتم ابن ، احمد الله حمدا كثيرا على فضله على تربيتكم هذه ، والتي كان ينقصها الشي الكثير من ارهاصات هذا الزمن وبالتالي فان كل الذي يجري او قد يجري فهو بسببكم

بسبب عدم معرفتي بالحيلة و .... و....

علمتموني اني افي الى الصديق واعطيه كلما املك

علمتموني ان اضحي بكل شي اذا ما شخص كان يحتاجني



لذا فها انا قد تتحسسون ايها الاصدقاء والاهل ما كتبته وما اعانيه وما لاحظتموه من تخبط في كلامي وافكاري وحتى مشاعري التي قد لا تعبر عن ما يجول بخاطري ، او قد يكون القلم هو السبب بعدم كتابه الحقيقة كما هي ، او قد يكون العقل هو ليس المرأة الحقيقية لمل يدور في روحي .

لانه وبكل بساطة ووقاحة ان جسدي ليس هو المريض بهذا المرض الموجود فيه الان وليس هو الموجع والمجر وح او .... او ....



وانما كان سبب هذه الاهات والاحزان هو مرض الروح التي افزعت هذا الجسد كمثل الحلم المزعج الذي يصيب الانسان في منامه ....

فانني تعلمت الكثير من الحياة لكن رغم هذا لم اعلم ولم اشاهد ولم اعرف ان الروح التي لا احد يعرف مكانها الا الباري عز وجل ، ان هذه الروح قد تكون في يوماً من الايام عبئاً وداءاً على هذا الجسد الذي احتضنها ورعاها من كل مكروه

هذا الجسد الذي حماها من برد الشتاء وحرارة الصيف

هذا الجسد المكروه الذي يغار من الهواء الذي يستنشقه لكي تعيش هذه الروح

هذا الجسد الذي ....

هذا الجسد الذي تعلم الكثير الكثير من هذه الروح الصافية العذبة الصماء التي لا تتكلم وانما هذا الجسد يجعلها تترنم فيحس بها احساساً مرهفاً

هذه الروح التي اعطت واعطت واعطت ثم ....



ثم ماذا تكلم ايها ايها الجسد .... تكلم

لما لا تتكلم ....

هل تكلمت .... ام انني اسمع صوتا خفيفا

لا بل اني سمعت حركة شفتيك وليس هذا بكلام

لا بل انه ليس هذا ايضاً

انما اشاهدك ايها الجسد كأنك في لحظاتك الاخيرة

اصبر ايها الجسد .... واشدد رحالك الى دنيا الخلود

وقبل هذا فلتكن لديك الشجاعة لكي تتكلم

تتكلم لا من اجل معرفة روحك ماذا فعلت بك

لا تكلم بدون روح

تتكلم ليس كمثل هذا الكلام

تتكلم وتنطق بالشهادة الاخيرة

لكي يستغفر لك الرب الجليل عن ما فاتك



فهل يا ترى يستطيع هذا الجسد من النطق بالشهادة العظيمة

اشهد ان لا اله الا الله

اشهد ان محمداً رسول الله





ام انه لا يستطيع الا بوجود روحه





udayhasan2005

6/10/2001[/align]
[align=left]ليلاً 1:35 [/align] السبت