البشائر الإسلامية للعساكر السعودية -حرسَها اللهُ-(الطليعة)
الحمد لله ، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله أما بعد:

فلا يخفى على أحدٍ ما تمر به بلاد المسلمين من هجمة شرسة من أعداء الإسلام الخارجيين والداخليين .

أما العدو الخارجي فيعرفه كل أحد ، وقد قامت الدولة السعودية -حرسَها اللهُ- بكل ما تستطيعه في سبيل دفع هذا العدو ، وفضل دفعه لا يخفى على أحد والحمد لله .

وأما العدو الداخلي المندس في صفوف المسلمين فقد ظهر فساد معتقده ، وخطورة طريقته بعدما حصل من تفجير وإفساد ، وجرم وإلحاد في بلاد المسلمين حتى أن الحرمين الشريفين لم يسلما من تخطيط هؤلاء المجرمين أخزاهم الله .

وقد رأيت لبعض المارقين كتاباً يقلب فيه الحقائق ، ويلبس على الجهال والأغمار فبدل أن يشكر العساكر السعودية على حسن صنيعهم ، ويحفزهم ، ويناصرهم ويدعو لهم ، إذا به يكفرهم!! ويدعو إلى قتلهم وقتالهم!!

فكتبت هذه الرسالة رداً على أباطيله ، ولأنه قد يخفى على كثير من الناس فضل قتال هذه الطائفة المارقة ، وقد يدب إلى العساكر الإسلامية السعودية المنصورة بعضُ الملل من طول المرابطة ، وما يسمعونه من تخذيل المخذلين ، وبعض عبارات المنافقين ممن أشرت إليهم


كتبت هذه البشائر الإسلامية مبيناً أن هؤلاء العساكر :
1-مجاهدون في سبيل الله .

2-وأنهم مرابطون على ثغور الإسلام .

3-وأنهم حماة الدين الإسلامي والعقيدة السلفية .

4-وأنهم جند الله وحزبه الغالبون .

5-وأن أعمالهم من حراسة ومرابطة ومتابعة للمارقين ، ومقاتلة للمفسدين من أعظم الأعمال ، وأكثرها أجراً ، وأوفرها حظاً ونصيباً.

وهذا الفضل العظيم والأجر الجزيل يشمل رجال الأمن بشتى صنوفهم ، وتنوع وظائفهم ، وتعدد مسمياتهم فيشمل وزارة الدفاع والطيران وما يتبعها كالجيش بشتى فروعه ، ويشمل الحرس الوطني بشتى فروعه ، ويشمل وزارة الداخلية وما يتبعها من أقسام وفروع كالأمن العام وغيره ، وجميع من يعمل على حراسة هذا البلد الإسلامي من عبث العابثين ، وتخريب المفسدين.

وجميع من يعاون العساكر السعودية ، ويساعدهم في القبض على الإرهابيين والمفسدين ، ويدلهم على الخوارج المارقين ، ويشير عليهم بما يفيدهم في مهامهم فهو شريكهم في الأجر والثواب والله لا يضيع أجر المحسنين والمصلحين.


تَـــــنــــبــيــهٌ مُــهِــم
وقبل ذكر البشائر النبوية والمناقب والفضائل للعساكر السعودية أُذَكِّـرُ بأمر مهم وهو أن رأس الأمر وأسه وأساسه هو توحيد الله وإخلاص العمل له -عزَّ وجلَّ-، فيكون في جهاده ورباطه وتعقبه للمفسدين مريداً وجه الله -عزَّ وجلَّ- ، ونصرة دينه ، وحماية بلاد الإسلام ، ولا يكن همه المال أو الرياء والسمعة أو العصبية والحمية .

فعن أبي موسى رضي الله عنه أن أعرابياً أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله ، الرجل يقاتل للمغنم ، والرجل يقاتل ليذكر ، والرجل يقاتل ليرى مكانه ؛ فمن في سبيل الله؟

فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله)) رواه البخاري ومسلم.

فيا رجل الأمن لا تغفل عن إخلاص العمل لله فأنت على خير ، وفي مواطن الشرف والعزة والجهاد والرفعة ، واحرص على تطبيق السنة النبوية في جميع أمورك وأحوالك .


واعلم أن تتبعك للإرهابيين ، وقتالك للخوارج المارقين من أعظم الأعمال وأزكاها وأعلاها .
عن علي -رضي اللهُ عنه- قال: قال رسول الله -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- : ((يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة)) متفق عليه.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخوارج: ((هم شرار الخلق والخليقة، طوبى لمن قتلهم وقتلوه، يدعون إلى كتاب الله وليسوا منه شيء، من قاتلهم كان أولى بالله منهم)).

وقال عليه الصلاة والسلام مبينا عظيم أجر من يقتلهم : ((لو يعلم الجيش الذين يصيبون مالهم على لسان نبيهم صلى الله عليه وسلم لنكلوا عن العمل)).

فهذه بشرى ما أعظمها من بشرى لرجال الأمن الساعين في القضاء على هؤلاء الطغمة وهذه الشرذمة الفاسدة ، والنبتة الخبيثة.


وستكون البشائر الإسلامية كالآتي:
أولاً: العساكر السعودية يحفظون الضروريات الخمس التي اتفقت الشرائع السماوية على حفظها.

ثانياً: العساكر السعودية بحربهم للخوارج والمفسدين هم من المجاهدين.

ثالثاً: العساكر السعودية والرباط في سبيل الله .

رابعاً: فضل قتال العساكر السعودية للخوارج والمارقين.

خامساً: من يقتل وهو يحارب الإرهابيين والخوارج فهو من أعظم الشهداء.

وسأكتفي بذكر الأمر الأول في هذه الطليعة، وبقية الأمور في الرسالة التامة -إنْ شاءَ اللهُ تعالَى- .


الأمر الأول
العساكر السعودية يحفظون الضروريات الخمس التي اتفقت الشرائع السماوية على حفظها.

فقد اتفقت الشرائع السماوية على حفظ الضروريات الخمس وهي: الدِّين، والنفس، والعقل، والمال، والعرض.

لحفظ الدين نهى عن الشرك ، وحرم المحرمات من كبائر وصغائر ، وشرع الجهاد في سبيل الله لنشر الإسلام ، وللحفاظ على دين الإسلام ودولة الإسلام .

ولحفظ النفس حرم الظلم والعدوان، وحرم قتل النفس بغير حق ، وشرع القصاص، وشرع حد الحرابة، وأمر بقتال الخوارج والمارقين.

ولحفظ العقل حرم الخمر والمسكرات ومنها المخدرات .

ولحفظ المال حرم إتلافه، وحرم الإسراف والتبذير، وحرم بذل المال في ما حرم -عزَّ وجلَّ-.

ولحفظ العرض حرم الزنا والنظر إلى العورات ، وحرم الغيبة والنميمة، وشرع حد الزنا والقذف.

وأدلتها كثيرة من الكتاب والسنة .

فالعساكر السعودية يحفظون الدين الإسلامي والعقيدة السلفية لأنهم يحمون بلاد المسلمين من عبث العابثين ، وإفساد الخوارج المارقين، فيجاهدون في سبيل الله ، ويقاتلون أعداء الله المتربصين.


والعساكر السعودية يحفظون النفوس المعصومة أن تزهق بباطل فيحرسون الشوارع والطرقات ، ويتتبعون الجناة والقتلة، ويرهبون كل من تسول له نفسه بأن جزاء القتل إنما هو القصاص وما أمر الله به.

والعساكر السعودية يحفظون على الناس عقولهم بمحاربتهم ومكافحتهم للمسكرات والمخدرات، وبإقامة الحدود عليهم بتسليمهم للشرع.

والعساكر السعودية يحفظون أموال الناس فيحاربون السراق ، ومزيفي العملات.

والعساكر السعودية يحفظون أعراض الناس فيقفون بالمرصاد لمن يريد أن يستطيل على عرض مؤمن أو معاهد، ويتعقبون المعاكسين والمعتدين.

وهذا ظاهر بحمد الله لا ينكره إلا جاحد معاند.

فلله درهم ، وشكر الله سعيهم.

وأذكر هنا بعض الأحاديث في فضل الحراسة في سبيل الله .

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله)).رواه الترمذي وغيره وهو حديث صحيح.

وعن ابن عمر رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ألا أنبئكم بليلة أفضل من ليلة القدر؟ حارس حرس في أرض خوف لعله أن لا يرجع إلى أهله)). رواه الحاكم(2/80) وقال صحيح على شرط البخاري. وهو حديث صحيح.


أسال الله أن يحفظ ولاة أمور هذه البلاد ، وأن يجعلهم ذخراً وفخراً للإسلام والمسلمين ، وأن ينصر بهم الدين الحنيف ، وأن يقيم بهم الحق والعدل ، وأن يوفقهم لقطع دابر المفسدين المارقين .
وأسأله تعالى أن يعينهم على أمر الدنيا والدين ، وأن يجعل عملهم خيراً للإسلام والمسلمين.

وأسأله تعالى أن يحفظ العساكر السعودية ، ورجال الأمن المنصورين من كل سوء ومكروه ، وأسأله تعالى أن يمكنهم من عدوهم ، وأن يوفقهم للخير أينما كانوا ، وفي أي ثغر حلوا ، وفي أي موقع رابطوا وتابعوا.


والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


منقول والكلام لاخونا ابو عمر العتيبي