أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


قال الإمام رحمه الله تعالى في صحيه:
باب لا يقال فلان شهيد .

وقال الشيخ ابن عاشور رحمه الله تعالى في النظر الفسيح عند مضايق الأنظار في الجامع الصحيح :

( هذا تبويب غريب ، فإن إطلاق اسم الشهيد على المسلم المقتول في الجهاد الإسلام ثابت شرعاً ، ومطروق على ألسنة السلف فمن بعدهم ، وقد ورد في حديث الموطأ ، وفي : الصحيحين : أن الشهداء خمسة غير الشهيد في سبيل الله ، والوصف بمثل هذه الأعمال يعتمد النظر إلى الظاهر الذي لم يتأكد غيره ، وليس فيما أخرجه البخاري هنا إسناداً وتعليقاً ما يقتضي منع القول بأن فلان شهيد ، ولا النهي عن ذلك .
فالظاهر أن مراد البخاري بذلك أن لا يجزم أحد بكون أحد قد نال عند الله ثواب الشهادة ، إذ لا يدري ما نواه من جهاده ، وليس ذلك للمنع من أن يقال لأحد : إنه شهيد ، وأن تجري عليه أحكام الشهداء ، إذا توفرت فيه ، فكان وجه التبويب أن يكون : باب لا يجزم بأن فلاناً شهيد إلا بإخبار من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، مثل قوله في عامر بن الأكوع : (( إنه لجاهد مجاهد )) .
ومن هذا القبيل زجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أم العلاء الأنصارية حين قالت في عثمان بن مظعون : شهادتي عليك : لقد أكرمك الله ، فقال لها: (( وما يدريك أن الله أكرمه )) ) اهـ .

قلت : تبويب الإمام البخاري واضح ولا غبار عليه أي لا يقال على سبيل القطع والجزم إلا ما ورد به الوحي ، وإما إن كان من باب الرجاء والأمل والإجمال فلا بأس ، والله تعالى أعلم وأحكم .