أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم
روى مسلم في صحيحه عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِى كَافِرًا أَوْ يُمْسِى مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا ».ما أقسى هذا التقلب ... نشاهده اليوم
قال النووي في شرح صحيح مسلم : ... لعظم الفتن ينقلب الانسان فى اليوم الواحد هذا الانقلاب .
قال المباركفوري في شرح سنن الترمذي : قوله ( يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا ) أَيْ مَوْصُوفًا بِأَصْلِ الْإِيمَانِ أَوْ بِكَمَالِهِ. ( وَيُمْسِي كَافِرًا ) أَيْ حَقِيقَةً أَوْ كَافِرًا لِلنِّعْمَةِ أَوْ مُشَابِهًا لِلْكَفَرَةِ أَوْ عَامِلًا عَمَلَ الْكَافِرِ . وَقِيلَ الْمَعْنَى يُصْبِحُ مُحَرِّمًا مَا حَرَّمَهُ اللَّهُ ، وَيُمْسِي مُسْتَحِلًّا إِيَّاهُ وَبِالْعَكْسِ .
قال المباركفوري : وَهَذَا الْمَعْنَى الْأَخِيرُ اِخْتَارَهُ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ ، وَقَدْ ذَكَرَهُ التِّرْمِذِيُّ فِي هَذَا الْبَابِ
( يَبِيعُ أَحَدُهُمْ دِينَهُ ) أَيْ بِتَرْكِهِ ( بِعَرَضٍ ) أَيْ بِأَخْذِ مَتَاعٍ دَنِيءٍ وَثَمَنٍ رَدِيءٍ .
قَالَ الْمُظْهِرُ : فِيهِ وُجُوهٌ :
أَحَدُهَا : أَنْ يَكُونَ بَيْنَ طَائِفَتَيْنِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ قِتَالٌ لِمُجَرَّدِ الْعَصَبِيَّةِ وَالْغَضَبِ ، فَيَسْتَحِلُّونَ الدَّمَ وَالْمَالَ .
وَثَانِيهَا : أَنْ يَكُونَ وُلَاةُ الْمُسْلِمِينَ ظَلَمَةً ، فَيُرِيقُونَ دِمَاءَ الْمُسْلِمِينَ وَيَأْخُذُونَ أَمْوَالَهُمْ بِغَيْرِ حَقٍّ ، وَيَزْنُونَ وَيَشْرَبُونَ الْخَمْرَ ، فَيَعْتَقِدُ بَعْضُ النَّاسِ أَنَّهُمْ عَلَى الْحَقِّ وَيُفْتِيهِمْ بَعْضُ عُلَمَاءِ السُّوءِ ، عَلَى جَوَازِ مَا يَفْعَلُونَ مِنْ الْمُحَرَّمَاتِ ، مِنْ إِرَاقَةِ الدِّمَاءِ وَأَخْذِ الْأَمْوَالِ وَنَحْوِهَا .
وَثَالِثُهَا : مَا يَجْرِي بَيْنَ النَّاسِ مِمَّا يُخَالِفُ الشَّرْعَ فِي الْمُعَامَلَاتِ وَالْمُبَايَعَاتِ وَغَيْرِهَا فَيَسْتَحِلُّونَهَا .
قلت ( أبو مسلم خالد ): وكل هذا واقع ملموس نشاهده في أزماننا هذه سلّمنا الله من الفتن والانقلاب فيها .