أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


الحمد لله الذي شرع سنن الفطرة و أمر بإرخاء اللحية و إعفائها و الصّلاة و السّلام على النبيّ ذي اللحية و على آله و صحبه إلى يوم العرض...

أمّا بعد:


ما إنْ يرزقك الله شُعيرات تكسوا وجهك تبدأ أبالسة الجنّ و الإنس معا للحيلولة دونها و الصدّ عنه
ا!!!

مررتُ بمحنٍ كثيرة و عوّضني الله بعدها بمنح جليلة لا أنساها و أنّى لي من نسيانها...بيد نُقشتْ على صفحات قلبي


فمع بدوّ سوادها كان والدي (شفاه الله) كغيره من الآباء يسترقون السّمع من زيدٍ و عمرو فتأتيه الوساوس فتظلّ به حتى ينصاع لشفرةٍ لا تدع و لا تذر....


و لمّا بلغتُ مراحل القوّة كنتُ عاقاً له في مكان البرّ لله تعالى...و بتّ الفتى الملتحيّ


و دخلتُ مدرسة في ضواحي طرابلس و كان مديرها يرحمه الله تعالى يُسمعني كلاماً متقاطعاً فحواها سبّاً و شتماً لتلك الشعرات!!! و كنتُ أغطّيها بكلتا يديّ حتى لا يراها...و أنّى لنور الفطرة أنْ يُحجب!!!!


و عندما أنهيتُ أعوام و أعواد الدّراسة بدأتُ أبحثُ عن عملٍ أقتات منه,فكلّ منْ قابلته يقبل بشخصي عاملا عنده شرط حلق تلك الشُعيرات!!! فظللتُ سنة حتى عوضني الله بعملٍ أجني من ورائه أضعافا ما كنتُ أرجوه من بقية الوظائف...


لأنني حقيقة...كنتُ مؤمناً بقوله تعالى...و من يتق الله يجعل له مخرجاً و يرزقه من حيث لا يحتسب...و لا يخفى ذاك المقام و تيك المقالة في وجه(جوزيف شاهين) مدير شركة كابلات لبنان!!!


كان ذو هيبة و ذو هذه تهاب أنْ تُذكر قبله....فكيف بكان و أخواتها!!!

دخلتُ مرةً فرآى وجهيي غطّاه سواداً فناداني و كان جالساً خلف مكتبه, و خرجتْ كُليمات قلائل من ثنياه...الا تعلم أنَّ من شروط العمل...حلق اللحية!!!

و من حوله حاشيته...فليس الاّ تأيداً من الله أرجوه في وقتٍ ضاقت عليّ الأرض بما رحبتْ و بلغ قلبي الحنجرة...فقلتُ له مطمئناً...كنتُ أتوقع يا أستاذ جوزيف أنْ أراك مثلي ذو لحية!!!


فما إنْ أنهيتُ موعظتني البليغة حتى ضرب بكفيه ذاك المكتب الذي تربّع خلفه...و كأنّ زلزلة و صاخّة و طامّة قارعة!!! قرعتْ آذان الحاضرين


و وقف و لسانه يُسابق شفتيه...ماذا تقول؟؟؟؟ و حافة حاجبه عانق الآخر...فهو العبوس القمطرير...


و إذاء ذا الغضب كنتُ في غاية الهدوء...

و هذا فضلٌ من الله تعالى أنْ جعلني ثابت القدم أمام رياحٍ هبّت من جيفة لا تؤمن بمحمّدٍ صلى الله عليه و سلم.

قلتُ له...نعم...الستَ نصرانياً!!! الستَ من أتباع المسيح عليه السلام...الستَ تحبّه كما أحبّه أنا!!! حبّك له يدعوك للتّشبه به و بلحيته كما هو مشاعٌ عندكم في صورٍ فوتوغرافية...بلحية!!!


هدأت العاصفة...و بدأتْ تؤتى ثمارها...قال بما هو حجّة عليه...لكن أنطقه الله تعالى الذي أنطق كلّ شي...نعم صدقتَ...و هنا تبلورة أعين حاشيته لقوله صدقتَ...ثمّ أدرك لفظته التي سبقت لسانه...ليقول...اخرج...اخرج...ا كمل عملك...


و يحضرني العام المنصرم عندما كنتُ في أعالي جبال لبنان الشّمالية و قد تسرولتْ بياض الثلج و لفّها رياح البرد و إذ تنقطع دوني السّبل و تتعثّر سيارتي بعجلاتها قيعان الثلج و مستنقعاته!!!


و ظللتُ أكثر من ساعة...لا جدوى...و كانت تلك القرية نصرانية عن بكرة أبيها تُدعى (بان) و فيها صومعة كبيرة يأتي اليها ربّان الدول الأوروبية,من كل حدبٍ و صوبٍ...


و ما هي الاّ سويعات و أرى شاخصاً يتحرّك فما إن اقترب حتى بدأت ملامحه...سيارة و بداخلها ثلاثة شبانٍ و شابة....و اجتازني الشّاخص و المركب بما فيه....


ثمّ أوقفهم الله الذي بيده الأمر كلّه...و عادوا أدراجهم...و ناداني أحدهم...هل تريد مساعدة يا (أبونا)!!!! يقصد القساوسة..فظنني واحد منهم..


و من حنكتي...و ملازمتي...أيّام الصبا كنائسهم...و حفظي لترانيهم...فقلتُ بلسانهم...نشكر الربّ لمساعدتكم...فترجّل أحدهم...و علّنا نكمل أنء بقية للعمر بقايا..


كتبه علي سليم