النتائج 1 إلى 14 من 14

الموضوع: محاسبة النفس

  1. #1

    ~ [مراقب الصفوف الأولية ] ~

    الصورة الرمزية أبو محمد 19
    تاريخ التسجيل
    Sep 2005
    الدولة
    المدينة النبوية
    المشاركات
    3,318

    محاسبة النفس

    محاسبة النفس
    الخطبة الأولى

    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان وسلم تسليماً .

    أما بعد :

    فيا أيها المسلمون :

    أوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } الحشر18{وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }الحشر19

    عباد الله :

    لقد دعانا سبحانه لعبادته ، وأمرنا بتوحيده وطاعته . قال عز وجل : {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }الذاريات56 نعم ـ أيها الناس ـ : {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ }المؤمنون 115لقد جعل الله العبادة مورداً للتكليف ، ومحلاً للأمر والنهي ، وأعطاهم أداة العلم والعمل من القلب والسمع والبصر والجوارح نعمةً منه وتفضلا . فمن استعملها في طاعته سبحانه فقد قام بشكرها وأدى حقها ، ومن استعملها في شهواته المحرمة وأغراضه السيئة ولم يرعَ حَقَّ الله فيها فقد خَسِرَ خسراناً مبيناً ، وحَزِنَ حينما يُسألُ حزناً طويلا .

    قال تعالى : {إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً }الإسراء36.

    عباد الله :

    لا شك أن أمراض القلب ومعاصي الجوارح إنما تنشأ من جانب النفس ، فالموادُّ الفاسدةُ كُلُّها إليها تنصبُّ ، ثم تنبعث منها إلى القلب وسائر الأعضاء .

    ومن أجل هذا استعاذ النبي r من شر النفس وما يتولد منها من الأعمال حيث كان يقول في خطبته : ( ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ) فإذا كانت النفس هكذا تقطع على المرء طريقه إلى ربه { إن النفس لأمّارة بالسوء إلا ما رحم بي } فواجبٌ على العقلاء أن يقفوا معها وقفةَ المحاسبة قبل يوم الحساب .

    ففي الخبر : ( الكيِّسُ من دان نفسه [ أي جاهدها وحاسبها على تقصيرها ] وعمل لما بعد الموت والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني ) وثبت عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال : ( حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا فإنه أهونُ عليكم في الحساب غداً أن تحاسبوا أنفسكم اليوم ، وتزينوا للعرض الأكبر يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية ) . وقائل هذا الكلام كان أولَ من طبق هذا على نفسه قال أنس رضي الله عنه سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يوماً وقد خرجتُ معه حتى دخل حائطاً فسمعته يقول : والجدار بيني وبينه : عمر بن الخطاب أمير المؤمنين بخٍ والله لتتقين الله يا بن الخطاب أو ليعذبنك.

    وهكذا يكون المؤمن وبمثل هذه المحاسبة يصل العبد إلى التقوى . قال ميمون بن مهران : ( لا يكون الرجل تقياً حتى يكون أشد محاسبة لنفسه من الشريك لشريكه ) . وقال الحسن البصري : ( إن المؤمن والله ما تراه إلا يلوم نفسه ما أردت بكلمتي ما أردت بأكلتي ما أردت بحديث نفسي وإن العاجز يمضي قُدُماً ما يعاتب نفسه )

    ولقد كان دأبُ أسلافنا رحمهم الله عملٌ بالعلم ومحاسبةٌ للنفس وهضمٌ لها وأخبارهم في هذا أكثر من أن تحصر وأشهر من أن تذكر .

    فهذا وكيع بن الجراح رحمه الله الإمام العابد أغلظ له رجل وتكلم عليه فدخل وكيع بيته فمرّغ وجهه ثم خرج إلى الرجل فقال : زد وكيعاً بذنبه فلولاه أي الذنب ما سُلطت عليه .

    وهذا الإمام الحافظ عبد الله بن وهب رحمه الله يقول : نذرتُ أني كلما اغتبت إنساناً أن أصومَ يوماً ، فأجهدني ذلك فكنت أغتاب وأصوم فنويت أني كلما اغتبت إنساناً أن أتصدق بدرهم فمن حُبَّ الدراهم تركت الغيبة فرحم الله أولئك الأقوام أين من يشبههم الآن .

    أيها الإخوة : لا يزالُ المرءُ بخيرٍ ما كان له واعظاً من نفسه ، وكانت المحاسبة من هِمَّتِهِ فما أعظمَ شقاءَ الغافلين عن أنفسهم الذين نسوا الله فنسيهم .

    إن من ألهته حياتُهُ وشغلته أهؤاؤه وأضاع عُمُرَهُ في المحرمات عادَ أمره إلى الحسرة والندامة وأصبح مفلساً يوم القيامة : {قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَاء اللّهِ حَتَّى إِذَا جَاءتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُواْ يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ }الأنعام31 . أيُّ حسرة على العبد أعظمُ من أن يكون عمره عليه حُجّة . وأيامه تقوده إلى زيادة الردى والشقوة . أما كان لهذا المسكين من مرور الأيام والسنين عظة وعبرة لقد مرت هذه الفترة وكأنها ساعة أو لحظة ، فاستحق أن يسمعَ التوبيخ على التفريط والإضاعة والتقصير : { أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ}فاطر37

    أيها المسلمون :

    إنَّ زكاة النفس وطهارتها وفلاحها وسعادتها ، موقوفة على محاسبتها على كل خطوة أو نظرة وعلى كل كلمة أو خطرة فبمحاسبتها يَطَّلعُ على عيوبها ونقائصها فيمكنه السعي في إصلاحها . فينشغل بذلك عن عيوب الآخرين ، ويعالج ما يمكن أن يَشعُرَ به من غرور وعجب وكبر على المسلمين .

    قال بعض السلف : ( ما أحسب أحداً تفرّغ لعيب الناس إلا من غفلة غفلها عن نفسه . وقال آخر : ( إذا رأيتم الرجل مُوكلاً بعيوب الناس ناسياً لعيبه فاعلموا أنه قد مُكِرَ به ) ومما أُثر عن الفاروق عمر رضي الله عنه قوله ك ( كفى بالمرء إثماً أن يستبين له من الناس ما يخفى عليه من نفسه ويمقت الناس فيما يأتي ) . وقيل للربيع بن خثيم رحمه الله : ألا تذكر الناس ؟ فقال : ما أنا عن نفسي براضٍ فأتفرغَ من ذمّها إلى أن أذم الناس إن الناس خافوا الله في ذنوب الناس وأمِنوه على ذنوبهم ) .

    ( إن من علامات الإنابة : ترك الاستهانة بأهل الغفلة والخوف عليهم مع فتحك باب الرجاء لنفسك فترجو لنفسك الرحمة وتخشى على أهل الغفلة النقمة ولكن ارجُ لهم الرحمة واخش على نفسك النقمة فإن كنت ولا بدَّ مستهيناً بهم ماقتاً لهم نظراً لانكشاف أحوالهم لك ورؤية ما هم عليه فكن لنفسك أشدَّ مقتاً منك لهم ، وكن أرجى لهم لرحمة الله منك لنفسك ) . أهـ هذا ما قاله الإمام ابن القيم رحمه الله .

    عباد الله : ومحاسبة النفس نوعان : نوعٌ قبل العمل ونوع بعده .

    فأما النوع الأول :

    فهو أن يقف عند أولِ همّه وإرادته ولا يبادر بالعمل حتى يتبين له رجحانه على تركه .

    قال الحسن رحمه الله : رحم الله عبداً وقفَ عند همّه فإن كان لله مضى وإن كان لغيره تأخر ) .

    النوع الثاني :

    محاسبة النفس بعد العمل وهو ثلاثة أنواع :

    أحدُها : محاسبتها على طاعة قصَّرت فيها من حق الله تعالى فلم توقِفها على الوجه الذي ينبغي من إخلاص ومتابعة ونحوها .

    الثاني : أن يحاسب نفسه على كل عمل كان تركه خيراً له من فعله .

    الثالث : أن يحاسب نفسه على أمر مباح أو معتاد : لم فعله ؟ وهل أراد الله والدار الآخرة فيكون رابحاً أو أراد به الدنيا .

    أيها المسلم :

    إياك أن تسئ إلى نفسك فإنها أعزَّ الأنفس عليك والإساءةُ إليها بترك محاسبتها وبمعصيتها لله تعالى .

    فما أكرم العبد نفسه بمثل طاعة الله ولا أهانها بمثل معصية الله . ومن جعل شهوته تحت قدميه خاف الشيطان من ظلّه ، ومن عوّد نفسه الخير انقادت له وسهل عليه فعله ، ومن جرأها على المعاصي استهانت بها وألِفها قلبه .

    والنفس كالطفل إن تهمله شَبَّ على … حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم .

    أيها المسلمون : إن السعيد حقاً من حاسب نفسه على الدوام ولا سيما في آخر العام ففي مرور الشهور والأعوام وفي تعاقب الليل والنهار عظة وعبرة لأولي الأبصار فالدنيا تطوى من وراء الناس والموت مورد لا بد لهم منه وإنما المرء أيام مجموعة كلما مضى يوم ذهب بعضه ولا يبقى للعامل إلا ما صلح من عمله .

    فعجيب حال هذا الغافل : ( يوقن بالموت ثم ينساه ، ويتحقق من الضرر ثم يغشاه ، أيخشى الناس والله أحق أن يخشاه ، يغتر بالصحة وينسى السقم ويفرح بالعافية ولا يتذكر الألم يزهو بأيام الشباب وينسى الهرم اهتمامه بالعلم أكثر من اهتمامه بالعمل يطول عمره ويزداد ذنبه يبيضُّ شعره ويسودُّ قلبه يجمع المال من المتشابه والحرام ، ويسعى بقدميه إلى التفريط والإجرام ، ناسياً نزول الموت وحلول الأجل ، وشدة الكرب وانقطاع العمل حينما يتلجلج اللسان ويبكي الأهل والإخوان ، وهذا المحتضر لا يستطيع الكلام ، قد شخص بصره ، وبدا له عمله فإمَّا يُبشّر بروح وريحان أو جحيم ونيران .

    نعم والله لتموتنَّ كما تنامون ، ولتُبعَثُنَّ كما تستيقظون ، فجنة للمطيعين ونار جهنم للعاصين : { أَفَمَن يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }فصلت40.

    فأين من يتكاسل عن الصلاة ؟ وأين المصّرون على مشاهدة الأفلام والمحرمات ؟ وأين أصحاب الكبائر والموبقات . أما لهم بمن مضى عبرة ، أما علموا أن الموت يأتي بغتة .

    قال الحسن رحمه الله : يا معشر الشيوخ : الزرع إذا استوى ما ذا يصنع به ؟ قالوا : يحصد ، قال يا معشر الشباب : كم من زرع قد ادركته الآفات قبل الاستواء . وقرأ رحمه الله ـ قول الله عز وجل : { عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ }ق17 فقال : يا ابن آدم بسطت لك صحيفتك ووكلّ بك ملكان أحدهما عن يمينك والآخر عن شمالك فصاحب اليمين يكتب الحسنات وصاحب الشمال يكتب السيئات ، فاعمل ما شئت ، أقلل أو أكثر ، فإذا مت طويت صحيفتك ، وجعلت في عنقك فتخرج يوم القيامة فيقال لك : {اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً }الإسراء14 ثم قال رحمه الله : عَدَلَ ـ والله ـ من جعلك حسيب نفسك .

    ألا فاتقوا الله ـ رحمكم الله ـ واختموا عامكم هذا بتوبة نصوح ، ما دامت التوبة ممكنة وبابها مفتوح .

    جعلني الله وإياكم من التائبين ووفقنا لمحاسبة أنفسنا إنه جواد كريم .

    هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو التواب الرحيم .


    الخطبة الثانية
    محاسبة النفس

    الحمد لله الواحد القهار هدم بالموت مشيد الأعمار ، وجعل في اختلاف الليل والنهار عبرة لأولي الأبصار وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة أرجو بها النجاة من عذاب النار . وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المصطفى المختار ، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه المهاجرين منهم والأنصار ، وعلى من تبعهم بإحسان ما تعاقب الليل والنهار .

    أما بعد :

    فاتقوا الله ربكم وجاهدوا أنفسكم على فعل الواجبات وترك المحرمات وحاسبوها على التفريط والكسل واعلموا ( أن أضرَّ ما على المكلف : الإهمال والكسل وترك المحاسبة والاسترسال وتسهيل الأمور وتمشيتها فإن هذا يؤدي به إلى الهلاك وهذه حال أهل الغرور ، يغمض عينيه عن العواقب ويتكل على العفو فيهمل محاسبة نفسه والنظر في العاقبة فإذا فعل ذلك سَهُلَ عليه مواقعة الذنوب وأنس بها وعَسُرَ عليها فطامها )

    واعلموا رحمكم الله ـ أن من أشد ما يقسي القلب ويفسد العمر ويقتل الوقت صحبة البطالين والكسالى والهاملين أصحاب الجهالات واللهو والسهرات لصوص القلوب الذين يضيعون الزمن ويفسدون العمل ويسيئون الصحبة فإياك أن تجالسهم ففي أحضانهم تولد البطالة والرذيلة ضيّعوا أمر الله وأفنوا أوقاتهم في معصية الله فما أعظم خسارتهم وهكذا من لم يُشغل نفسه بالحق تشاغلت بالباطل فإلى من عزم على حفظ وقته وتجديد توبته أقول : عليك بصحبة الجادين العاملين والأخيار الناصحين والبررة الصالحين الذين يحرصون على أوقاتهم أشدّ من حرص الشحيح على دراهمه ودنانيره ـ وما يلقها إلا الذين صبروا وما يلقها إلا ذو حظ عظيم .

    وفقني الله وإياكم لما يرضيه وهدانا جميعاً صراطه المستقيم إنه جواد كريم .

    ثم صلوا وسلموا على نبي الرحمة والهدى نبينا محمد بن عبد الله القرشي إمام المتقين وسيد الأولين والآخرين . اللهم صل وسلم عليه وعلى آله الطيبين وخلفائه الراشدين وصحابته أجمعين والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .

    منقول من قسم (منبر الجمعة من موقع شبكة نور الإسلام )






  2. #2
    ~ [ عضو مؤسس ] ~

    الصورة الرمزية جواهر عبدالله
    تاريخ التسجيل
    Aug 2005
    الدولة
    وَما تَدْرِي نَفسٌ بِ
    المشاركات
    8,316
    بارك الله فيك .. وجعل الفردوس مثواك

    شكراً لطرحك المفيد بإذن الله

    جعله الله في ميزان حسناتك .
    أنـا
    سيلـي
    تـراه أكبـر
    مـن إنـه
    يحجـزه ســدك


    αĺȷoɦʁαɦ

  3. #3

    ~ [ المشرفة العامة ] ~

    الصورة الرمزية أمل عبدالعزيز
    تاريخ التسجيل
    Jan 2003
    الدولة
    $بيتــــــــنا$
    المشاركات
    27,500
    ,
    ,
    ,
    أيها الإخوة : لا يزالُ المرءُ بخيرٍ ما كان له واعظاً من نفسه ، وكانت المحاسبة من هِمَّتِهِ فما أعظمَ شقاءَ الغافلين عن أنفسهم الذين نسوا الله فنسيهم .
    .

    .

    جزاك الله خير وخطب رائعة
    نسأل الله التوفيق والسداد في الدنيا والآخرة....
    .
    [poem=font="Simplified Arabic,5,crimson,bold,normal" bkcolor="black" bkimage="" border="ridge,7,crimson" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]

    ياقلبي المتعب لك شهور منصاب=وين الفرح ؟ ماعنّه الوقت خبّر
    لاتلتفت للي يقولون لك طاب=ولا إذا قالوا تصبّر .. تصبّر
    إنت إنكسرت وخانتك فزعة أصحاب=وعمر الزجاج إللي انكسر ماتجبّر


    [/poem]






    خصخصة وتشفيــر منتديات غرابيـــل

    :واو:


    الدرس السابع من دروس الشعر النبطي ( الهلالي والمنكوس ) ... أمل عبدالعزيز ...




  4. #4

    أبو داحـــمـ


    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    المشاركات
    2,538
    جزاكـ الله الف خير


    على هذا الموضوع القيَّم
    [poem=font="Simplified Arabic,5,red,normal,italic" bkcolor="white" bkimage="" border="double,5,black" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
    بعض البشر ودك بريموت تشغيـل=لا من عجن بعض السواليف طفه
    وبعض البشر لا سولفوا للرجاجيل=مثل السبـايـك بالتجـــوري تصفــه[/poem]
    الشاعر الجعيثن

  5. #5
    ~ [ نجم ماسي ] ~ الصورة الرمزية هادي2006
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    المشاركات
    2,230
    جزاك الله الف خير اخي الفاضل ابو محمد

    على هذا الموضوع القيَّم والرائع

    فجزاك الله عنا كل خير

  6. #6

    ~ [مراقب الصفوف الأولية ] ~

    الصورة الرمزية أبو محمد 19
    تاريخ التسجيل
    Sep 2005
    الدولة
    المدينة النبوية
    المشاركات
    3,318
    وأنتم جزاكم الله خيراً
    وبارك الله فيكم






  7. #7
    ٍ ٍ أميره إحساسه ٍ ٍ الصورة الرمزية ][ وريـــــف ][
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    الدولة
    ][ نجــــــد ][
    المشاركات
    279
    ابو محمد

    الله غفور ورحيم

    يبسط يده في النهار ليتوب مسئ الليل

    ويبسط يده في الليل ليتوب مسئ النهار

    0
    0

    وفقك الله وجزاك خير الجزاء
    أستغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم وأتوب أليه.

  8. #8

    ¤©§] شمـوخ العـز [§©¤

    الصورة الرمزية ناصر الراشد
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    الدولة
    !
    المشاركات
    10,050
    جزاك الله خير وبارك الله فيك
    يحسبون الصمت مثل أول علآمة للرضا
    يعلم الله ما سكت لهالزمن الا قهر !


    [/CENTER]

  9. #9

    ~ [مراقب الصفوف الأولية ] ~

    الصورة الرمزية أبو محمد 19
    تاريخ التسجيل
    Sep 2005
    الدولة
    المدينة النبوية
    المشاركات
    3,318
    وأنتم جزاكم الله خيراً






  10. #10
    رياضي راقـي الصورة الرمزية أهلاوي أصيل
    تاريخ التسجيل
    Aug 2006
    الدولة
    في القلب
    المشاركات
    2,053
    جزاك الله كل خير وجعل كل ما كتبته في ميزان حسناتك

    حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا

    تقبل تحياتي

  11. #11

    ~نجمة في سماء التألق ~

    الصورة الرمزية ريف العين
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    المشاركات
    18,853


    يعطيك ألف عافيه اخوي على الطرح المفيد والرائع

    جعله الله في موازين حسناتك

  12. #12

    ~ [مراقب الصفوف الأولية ] ~

    الصورة الرمزية أبو محمد 19
    تاريخ التسجيل
    Sep 2005
    الدولة
    المدينة النبوية
    المشاركات
    3,318
    وأنتم جزاكم الله خيراً






  13. #13
    ~ [ عضو جديد ] ~ الصورة الرمزية fahadad1
    تاريخ التسجيل
    Aug 2006
    المشاركات
    13
    بارك الله في كاتب الموضوع واسمح لي ان أدلو بدلوي .................

    محاسبة النفس
    صالح العليوي
    دار القاسم

    الحمد لله الذي وعد من حاسب نفسه، وأخذ بزمامها الآمن يوم الوعيد أحمده، سبحانه شرّف أولياءه، وتفضل عليهم بيوم المزيد، وأشهد أن لا إله إلا الله العزيز الحميد، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله خير داع إلى المنهج الرشيد، والهدى السديد، صلى الله وبارك عليه وعلى آله وأصحابه الذين هم قدوة الناس في محاسبة النفس، حذراً من يومٍ هوله شديد، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم لا مفرّ منه ولا محيد، وسلم تسليماً كثيراً.

    أما بعد فيا عباد الله. أوصيكم ونفسي بتقوى الله ومحاسبة أنفسكم، فإن محاسبة النفس هو طريق استقامتها، وكمالها، وفلاحها، وسعادتها، يقول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ [الحشر:18]، قال ابن كثير في تفسيره: وقوله: وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ أي حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وانظروا ماذا ادّخرتم لأنفسكم من الأعمال الصالحة ليوم معادكم وعرضكم على ربكم.

    وقد قال تعالى: وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا [الشمس:7-10]، قال الإمام البدوي رحمه الله في تفسيره: قال الحسن: معناه قد أفلح من زكى نفسه فأصلحها وحملها على طاعة الله عز وجل قَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا أهلكها وأضلها وحملها على المعصية.

    وفي الحديث عن أنس بن مالك عن رسول الله قال: { الكيّس من دان نفسه، وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني } [رواه الإمام أحمد والترمذي]. وروى الإمام أحمد في كتاب الزهد عن عمر بن الخطاب أنه قال: ( حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا، فإنه أهون عليكم في الحساب غداً، أن تحاسبوا أنفسكم اليوم، وتزيّنوا للعرض الأكبر يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ [الحاقة:18] )، ونقل ابن القيم عن الحسن أنه قال: ( المؤمن قوّام على نفسه يحاسب نفسه لله، وإنما خفّ الحساب يوم القيامة على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا، وإنما شقّ الحساب يوم القيامة على قوم أخذوا هذا الأمر من غير محاسبة ).. وقال وهب فيما ذكره الإمام أحمد رحمه الله: ( مكتوب في حكمةآل داود: حق على العاقل، أن لا يغفل عن أربع ساعات: ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يخلو فيها مع إخوته الذين يخبرونه بعيوبه ويَصدقونه عن نفسه، وساعة يتخلى فيها بين نفسه وبين لذاتها فيما يحل ويجمل، فإن في هذه الساعة عوناً على تلك الساعات وإجماماً للقلوب ). وقال ميمون بن مهران: ( لا يكون العبد تقياً حتى يكون لنفسه أشد محاسبة من الشريك لشريكه ولهذا قيل: النفس كالشريك الخوّان إن لم تحاسبه ذهب بما لك ). وكتب عمر بن الخطاب إلى بعض عماله: ( حاسب نفسك في الرخاء قبل حساب الشدة، فإن من حاسب نفسه في الرخاء قبل حساب الشدة عاد أمره إلى الرضى والغبطة، ومن ألهته حياته وشغلته أهواؤه عاد أمره إلى الندامة والخسارة ) [أخرجه البيهقي في الوهد وابن عساكر]. ونقل ابن الجوزي في ذم الهوى عن السلمي قال: سمعت أبا الحسين الفارسي يقول: سمعت أبا محمد الحريري يقول: من استولت عليه النفس صار أسيراً في حكم الشهوات محصوراً في سجن الهوى. وحرَّم الله على قلبه الفوائد، فلا يستلذ كلامه ولا يستحليه، وإن كثر ترداده على لسانه، وقال الشيخ عبد العزيز السلمان رحمه الله في كتابه موارد الظمآن: ( فإذا علم أنه مناقش في الحساب عن مثاقيل الذر، في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة أحوج ما يكون إلى الحسنات، وغفران السيئات، تحقق أنه لا ينجيه من هذه الأخطار إلا إعتماده على الله، ومعونته على محاسبة نفسه ومراقبتها ومطالبتها في الأنفاس والحركات، ومحاسبتها في الخطرات واللحظات، فمن حاسب نفسه قبل أن يحاسب خف في القيامة حسابه وحضر عند السؤال جوابه وحسن متقلبه ومآبه.


    تجهزي بجهاز تبلغين به *** يا نفس قبل الردى لم تخلقي عبثاً


    وحاذري سقطة الذل وانكسري *** باب كريم كم هدى وعفا


    واخشي حوادث صرف الدهر في مهل *** واستيقظي لا تكوني كالذي سقطا


    في هوة الذل كان فيها قطع مدته *** فوافت النفس سعيها كما سلفا

    قال ابن قدامة في منهاج القاصدين: ( واعلم أن أعدى عدو لك نفسك التي بين جنبيك، وقد خلقت أمارة بالسوء، ميالة إلى الشر، وقد أمرت بتقويمها وتزكيتها وفطامها من مواردها وأن تقودها بسلاسل القهر إلى عبادة ربها، فإن أهملتها جمحت وشردت ولم تظفر بها بعد ذلك وإن لزمتها بالتوبيخ رجونا أن تصير مطمئنة، فلا تغفلن من تذكيرها.

    واعلموا عباد الله: أن محاسبة النفس أنواع.

    قال ابن القيم رحمه الله ومحاسبة النفس نوعان: نوعٌ قبل العمل ونوعٌ بعده.

    فالنوع الأول: الذي هو قبل العمل فهو: أن يقف عند أول همه وإرادته، ولا يبادر بالعمل حتى يتبين له رجحان العمل به على تركه، قال الحسن رحمه الله: ( رحم الله عبداً وقف عند همه فإن كان لله مضى وإن كان لغيره تأخر ).

    النوع الثاني: محاسبة النفس بعد العمل وهو ثلاثة أنواع:

    أحدها: محاسبتها على طاعة قصرت فيها من حق الله تعالى فلم توقعها على الوجه الذي ينبغي. ثم يحاسب نفسه هل قام بطاعة الله على وجه يرضي الله تعالى أم قصر بذلك؟

    الثاني: أن يحاسب نفسه على كل عمل كان تركه خيراً من فعله.

    الثالث: أن يحاسب نفسه على أمر مباح أو معتاد، لِمَ فعله؟ وهل أراد به وجه الله والدار الآخرة؟ فيكون رابحاً، أو أراد به الدنيا وعاجلها؟ فيخسر ذلك الربح ويفوته الظفر به.

    ولمحاسبة النفس آثار ومنافع عظيمة منها:

    1 - الإطلاع على عيوب النفس ومن لم يطلع على عيوب نفسه لم يمكنه إزالتها.

    2 - المحاسبة توجب للإنسان أن يمقت نفسه في جانب حق الله عليه، وهذه كانت حال سلف الأمة، كانوا يمقتون أنفسهم في مقابل حق الله عليهم. روى الإمام أحمد عن أبي الدرداء أنه قال: ( لا يفقه الرجل كل الفقه حتى يمقت الناس في جنب الله، ثم يرجع إلى نفسه فيكون لها أشد مقتاً ).

    وقال محمد بن واسع محتقراً نفسه وهو من العباد: لو كان للذنوب ريح ما قدر أحد أن يجلس معي. قال ابن القيم رحمه الله: ( ومقت النفس في ذات الله من صفات الصدِّيقين، ويدنو العبد به من ربه تعالى في لحظة واحدة أضعاف أضعاف ما يدنو بالعمل ). وقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: ( من مقت نفسه في ذات الله آمنه الله من مقته ).

    3 - ومن ثمار محاسبة النفس إعانتها على المراقبة، ومعرفة أنه إذا إجتهد بذلك في محياه إستراح في مماته، فإذا أخذ بزمامها اليوم وحاسبها إستراح غداً من هول الحساب.

    4 - ومن ثمارها أنها تفتح للإنسان باب الذل والإنكسار لله، والخضوع له والإفتقار إليه.

    5 - ومن أعلى ثمارها الربح بدخول جنة الفردوس وسكناها، والنظر إلى وجه الرب الكريم سبحانه، وإن أهمالها يعرض للخسارة ودخول النار، والحجب عن الله وصَلَى العذاب الأليم.

    وترك محاسبة النفس وإهمالها، له أضرار عظيمة، قال ابن القيم رحمه الله تعالى: ( وأضر ما عليه: الإهمال، وترك المحاسبة والإسترسال، وتسهيل الأمور وتمشيتها، فإن هذا يؤول به إلى الهلاك، وهذه حال أهل الغرور، يغمض عينيه عن العواقب ويمشي الحال ويتكل على العفو، فيهمل محاسبة نفسه والنظر في العاقبة، وإذا فعل ذلك سهل عليه مواقعة الذنوب وأَنِس بها، وعسر عليه فطامها، ولو حضره رشده لعلم أن الحمية أسهل من الفطام وترك المألوف والمعتاد ).


    إذا ما أطعت النفس في كل لذة *** نسيت إلى غير الحجا والتكرم


    إذا ما أجبت النفس في كل دعوة *** دعتك إلى الإمر القبيح المحرم

    فاتقوا الله عباد الله، وحاسبوا أنفسكم، فإن صلاح القلب وسلامته بمحاسبة النفس، وفساده وعطبه بإهمال النفس والإسترسال في ملذاتها، وشهواتها وإهمال ما به كمالها، فاحذروا ذلك تُعِزُّوا أنفسكم وتسعدوا عند لقاء ربكم.

    وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.






    [align=center]التوقيع:
    ذو المشاركات الخمس غصب عن إللي مايرضى[/align]
    ذو المشاركات الخمس غصب عن إللي ما يرضى

  14. #14

    ~ [مراقب الصفوف الأولية ] ~

    الصورة الرمزية أبو محمد 19
    تاريخ التسجيل
    Sep 2005
    الدولة
    المدينة النبوية
    المشاركات
    3,318
    fahad
    شكراً على إضافتك للموضوع
    وجزاكم الله خيراً






معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. أقوال في محاسبة النفس
    بواسطة سيف الله المسلول في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 26-02-2007, 10:43 PM
  2. حكم محاسبة النفس على صيغة جدول(قياسات نفسية أو إستبيان )
    بواسطة *أهداب* في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 31-12-2006, 05:05 AM
  3. كيفية محاسبة النفس .
    بواسطة أبو محمد 19 في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 18-06-2006, 02:47 PM
  4. ))((××محاسبة النفس ××))((
    بواسطة (*)~سدوومة~(*) في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 01-05-2006, 09:35 PM
  5. وقفة محاسبة
    بواسطة بغـدادالأمجاد في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 20-10-2005, 06:05 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •