ذات ليله
عندما كانت أصابعي ترتعش
عندما كان عطرك يملأ الزمان والمكان
عندما كانت مواعيد القمر تسامر الأشتياق والبوح
عندما كتبنا أول عهد في تاريخ العاطفة
اللقاء الذي سجله التاريخ
كان ذلك في زمن لا أتذكره الآن
أفتقد عناوينه وملامحه
كأن الغياب المفاجيء الذي سافر بي إلى محيط الفقد
هو الذي بعثر مساحات التذكر
حملني الى الغياب والنسيان والجنون
ولازلت أفتقد العنوان والعـطر والمنديل
بحثت بين كتبي وأوراقي ودواوين أشعاري
تعبت من سؤال الصمت
وأحزان المواقيت ولحظات الوجع
كأن الفارق الزمني يطوي حنيني للعوده
وكأن أحزان الكون تجتمع أمامي
تتوغل داخل أعماق مساماتي لتنفذ تحت جلدي
كأن هذه الغيبوبة إمتداد من إغتيال الحلم
كأن التبعثر الواهم بين سطور الورق
ومشارط الموت ووجع الكلام
هوالمنفى الباعث لي بهذه الفجيعة المستيقظة أمامي بين الطرقات ومتاهات التشرد
نسيت إسمك وملامحك
لم أتذكر المكان ولا الزمان
أصداء تطاردني حتى في لحظة الغفوة
كانت هناك أحلام كثيرة .. أن نعيش ونبقى وأن تكبرالأحلام.
كانت أشياء كثيرة
كانت بالنسبه لنا هدفا ووعداً وطريقاًَ
كانت هناك ملامح نبحث عنها
وكانت وكانت وكانت
حتى جاءت تلك الليلة الشتائية
تلك القسوة المسائية
تلك المواعيد المباغته تلك الحقيقه اللاهثة
أصبحنا في دائرة الحِصار
نطرق أبواب اليتم والخوف والمصير المجهول
كُنا نطارد وهم
فطاردتنا حقائق قاتلة
أفزعتنا ملامح الريح والإعصار والجنون
تركتنا في عراء الزمن والخوف والموت
كنا لا نعرف أن النهاية هي ثوابت الحقيقة
وأن العشق المزروع بين أجفان الحب يغتال كل لحظة
يموت في لحظة
لينهي كل شيء في لحظة
تصورت أن يكون زمننا أكبر
وعواطفنا أقوى ومسافاتنا أطول
كأن العشق الذي غرسناه في تربة الواقع
هي الزهره التي تتوج هذا الحب بمواعيدنا المتفائلة
كنا نقول ولا ندري إلى أي مدى تتواصل كلِماتُنا
كأننا لا ندري أن الزمن يتغير ويدور
كأننا لا ندري أن الحال أصبح محال
كأننا نجهل الإعصار وإشتداد العواصف
فهذه التداعيات من النسيان جعلتنا ندفع الثمن باهظاً
لتتركنا على حافة الهاوية
سقطنا ... نعم سقطنا.. من شِدة الريح والإعصار
كانت ملامحها غريبة
وكانت إستغاثتنا ملامح من الضياع
فكانت النهايه وكانت العاصفه.... وكان إعلان القبض على العاطفة
ولا زلت أُحاول التذكر
من الجاني في تلك الليلة
هل هو .. الزمن .. الناس .. الظروف ؟
ومن الذي قتل الحب.. ؟؟؟
ربما أتذكر وربما أحاول الإجابة والخروج من أزمنة الغيبوبه ...!!!
بقلم أخوكم //منصور الحميدان//