أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


"البواكير"




نسخة (فريدة) ليس مثلها عند أحد! [1]



بقلم محبكم : سيدعلي قورية (العزوني) - نسبا -(المالكي) -مذهبا-



الحمد لله وحده ، و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده ، و على آله و صحبه .

و بعد :

...بينما أنا جالس في مكتبتي (المتواضعة) -جعلها الله عامرة -… أتصفح بعض الكتب وقع بصري على دفاتر و جزازات أوراق - علاها الغبار و طالها النسيان- كنت قد سودت فيها بحوثا و مقالات ، و إن كان جلها غير مراجع -يحتاج إلىتهذيب و تنقيح-أو غير تام- يحتاج إلىإكمال و إتمام- ،

فخطر لي أن أعيد النظر في جملة منها فأقتبس -منها- ما يستحق أن ينشر في هذا الملتقى(الطيب) مع إضافة بعض الفوائد (الزوائد) التي سنحت بها القريحة مما جد للخاطر (الكليل) و ظهر للذهن (العليل)
...و لكني ترددت كثيرا قبل أن أشرع في هذا المشروع(العلمي) لما يحتاجه من بسطة في العلمأفتقرها- (فمن كتب فقد عرض عقله على الناس) و من صفاء ذهني و نفسي -أفتقده

ثم قررت الإقدام مع الاعتراف بكساد البضاعة و قلة الزاد لأمريناثنين(فالكاتب الحق لا يكتب ليكتب)[2] :

أولهما : رجاء شحذ القريحة (العلمية)و تحصيل المنفعة ،
و لا أظن عوائد البحثعنكم خافية فهو كما قيل يطلع :( على حقائق الفنون ، و دقائق العلوم )[3] بل (و يثبت الحفظ و يذكي القلب ، و يشحذ الطبع ، و يجيد البيان ، و يكسب جميل الذكر ، وجزيل الأجر ، و يخلده إلى آخر الدهر) [4] .

...كما لا أظن فضيلة الكتابةعنكم غائبة
... فالأمر كما قال الصولي –أبو بكر محمد بن يحى (ت335هـ) - : (وبالكتابة جمع القرآن، وحفظت الألسن والآثار، ووكدت العهود، وأثبتت الحقوق، وسيقت التواريخ، وبقيت الصكوك، وأمن الإنسان النسيان، وقيدت الشهادات، وأنزل الله في ذلك آية الدين وهي أطول آية في القرآن)[5]

و ثانيهما – و هو الأهم - :
أني أظن( ظنا راجحا يكاد يكون يقينا)أني لن أعدم في هذا الملتقى الطيب – و فق الله المشرفين عليه و رواده إلى كل خير – :

- أخا منصفا يستفيد من تساويدنا .
- أخا محبا يدعو لنا.
- أخا ناصحا يهدي إلينا أخطاءنا .

...و هذه كلها عوائد لا تحصل بالإحجام فاخترت الإقدام ،

و تجسيد هذا المشروع في سلسلة احترت في تسميتها !
ثم ارتأيت أنتوسم:

بالبواكير


لأنها باكورة كتاباتي [6] ، و بعضها يرجع إلى بداية المرحلة الجامعية و إلى المرحلة الثانوية – بل أظن : و المتوسطة –


و إن كان الأمر الذي ألهمني هذا الاسم هو تذكري لكتاب الأديب)الأريب( الأستاذ علي الطنطاوي – رحمه الله – )البواكير([7] .


و لعل في هذه الإشارة [8]حصانة-من المتابعة “ (…)؟! المكللة - بالإدراج في زمرة أهل السرقات(الأدبية)[9]!... و إن كانت سرقة لا حد فيها .
...هذا ما جاد به القلم في التعريف بهذه السلسلة ،

و الله من وراء القصد ،
و به الاستعانة و منه التوفيق و عليه التكلان ،
و لا حول و لا قوة إلا به – لا رب غيره ، و لا إله سواه -



[1] أظن أن القارئ اللبيب – الفطن – قد انتبه و فهم ....!هذه النسخة من كتاب البواكير شبيهة بنسخة )كليلة و دمنة( التي كانت عند الرافعي ليس مثلها عند أحد –ما شاء من مثل وجده فيها – انظر )تحت راية القرآن( ص134

[2] ما بين الهلالين كلمة قالها الرافعي – وصدق- انظر )وحي القلم( 1/13

[3] تذكرة )السامع و المتكلم( لابن جماعة ص107

[4] ما بين هلالين من كلام الخطيب البغدادي – رحمه الله -


أدب الكتاب ص24[5]


[6] و قد وصفت رسالة ابن أبي زيد القيرواني بأنها باكورة السعد لأجل أنها من أوائل مؤلفاته فقد ألفها و عمره سبع عشرة سنة – على ما ذكره المترجمون له خلافا لما ذكره زروق من أنه ألفها و عمره سبع و عشرون سنة – انظر) العجالة شرح الرسالة (1/22-23 ، و لعلها سميت بالباكورة أيضا لأنها من أوائل المختصرات في المذهب المالكي بعد تفريع ابن الجلاب و للشيخ بن عمر بن سداق بن عمر شرح يسمى )فتح المالك على باكورة مذهب مالك ( و الله أعلم .

[7]و هو مطبوع متداول

[8] على أن تسمية اللاحق كتابه بمثل ما سمى به السابق جادة مطروقة عند أهل العلم ، و من أراد أن يتبين ذلك فلينظر في مثل) كشف الظنون( لحاجي خليفة و )هدية العارفين( للباباني و ما ألف في موضوعهما .

[9] و قد كتب الأدباء في هذا الموضوع إما استقلالا بالتأليف كما صنع أبوعلي محمد بن الحسن بن المظفر الحاتمي (ت: 388هـ)حيث ألف كتابه) الرسالة الموضحة في ذكر سرقات المتنبي و ساقط شعره(
و إما تبعا كما صنع أبو الفتح الأبشيهي (ت: 852هـ) حيث عقد بابا في ذكر الخطب و الخطباء و الشعراء و سرقاتهم و كبوات الجياد و هفوات الأمجاد