- وإحذر مساوئ أخلاق تُشانُ بها * وأسوأ السوء سوء الخلق والبَخَلِ
- وكم من فتى أزرى به سوء خُلُقه * فأصبح مذموماً قليل المحامدِ
- الحلم
- وإستشعر الحلم في كل الأمور ولا * تسرع ببادرةٍ يوماً إلى رجلِ
- وإن بُليت بشخص لا خلاق له * فكن كأنك لم تسمع ولم يقلٍ
- وللكف عن شتم اللئيم تكرماً * أضر له من شتمه حين يشتم
- الصدق
- وما شيئٌ إذا فكرت فيه * بأذهب للمروءة والجمالٍ
- من الكذب الذي لاخير فيه * وأبعد بالبهاء من الرجالٍ
- عليك بالصدق ولو أنه * أحرقك الصدق بنار الوعيدِ
- وأبغي رضى المولى فأغبى الورى * من أسخط المولى وأرضى العبيدِ
- الحياء
- ورُبَّ قبيحة ماحال بيني * وبين ركوبها إلا الحياءُ
- فكان هو الدواء لها ولكن * إذا ذهب الحياء فلا دواءُ
- إذا لم تصن عِرضاً ولم تخش خالقاً * وتستحي مخلوقاً فما شئت فاصنعْ
- التواضع
- وأقبح شيئ أن يرى المرء نفسه * رفيعاً وعند العالمين وضيعُ
- تواضع تكن كالنجم لاح لناظر * على صفحات الماء وهو رفيعُ
- ولاتكن كالدخان يعلو بنفسه * على طبقات الجو وهو وضيعُ
- الصبر
- ولرُبٌّ نازلةٍ يضيق بها الفتى * ذرعاً وعند الله منها المخرجُ
- ضاقت فلما إستحكمت حلقاتها * فُرجت وكان يظنها لا تُفرجُ
- إصبر ففي الصبر خيرٌ لو علمت به * لكنت باركت شكراً صاحب النعم
- وإعلم بأنك إن لم تصطبر كرماً * صبرت قهراً على ما خُطَّ بالقلمِ
- الإقتصاد
- أنفق بقدرٍ ما إستفدت ولا * تسرف وعش فيه عيش مقتصدِ
- من كان فيما إستفاد مقتصداً * لم يفتقر بعدها إلى أحدِ
- العدل
- وما من يدٍ إلا ويد الله فوقها * وما من ظالمٍ إلا وسيُبلى بأظلمِ
- لا تظلمنّ إذا ما كنت مقتدراً * فالظلم آخره يفضي إلى الندمِ
- تنام عيناك والمظلوم منتبه * يدعوا عليك وعين الله لم تنمِ
- العفو
- وما قتل الأحرار كالعفو عنهم * ومن لك بالحر أن يحفظ اليدا
- إذا أنت أكرمت الكريم ملكته * وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا
- فوضع الندى في موضع السيف بالعلا * مضرُّ كوضع السيف في موضع الندى
- إذا ما الذنب وافى بإعتذار * فقابله بعفوٍ وإبتسام
- ولاتحقد وإنْ ملئت غيظاً * فإنّ العفو من شيم الكرام
- المروءة
- وما المرء إلا حيث يجعل نفسه * فكن طالباً في الناس أعلى المراتب
- وإذا كانت النفوس كبار * تعبت في مرادها الأجسام
- القناعة
- أفادتني القناعة كل عـــز * وأي غنى أعز من القناعة
- فصيّرها لنفسك رأس مال * وصيّر بعدها التقوى بضاعة
- إقنع بأيسر رزق أنت نائله * وإحذر ولا تتعرض للزيادات
- فما صفا البحر إلا وهو منتقص * ولا تعكّر إلا في الزيادات
- العفّة
- إن القناعة والعفــــــــاف * ليغنيان عن الغنى
- فإذا صبرت عن المنى * فأُشكر فقد نلت المنى
- المشورة
- الرأي كالليل مسودّ جانبه * والليل لا ينجلي إلا بإصباحِ
- فأضمم مصابيح آراء الرجال إلى * مصباح رأيك تزدد ضوء مصباحِ
- شاور سواك إذا نابتك نائبة * يوماً وإنْ كنت من أهل المشوراتِ
- فالعين تنظر منها ما دنا ونأى * ولا ترى نفسها إلا بمرآةِ
- الروية والتؤدة
- إستأنِ تظفر في أمورك كلها * وإذا عزمت على الهدى فتوكلِ
- من لم يـتـّـئــــد في كل أمر * تخطّاه التدارك والمنال
- تأنّ ولا تضق للأمر ذرعاً * فكم بالنجح يظفر من تأنّى
- الإتحاد والتعاون
- عزّت ولم تُكسر وإنْ هي بددت * فالهَون والتكسير للمتبدّدِ
- تأبى الرماح إذا إجتمعن تكسّراً * وإذا إفترقن تكسّرت آحاداً
- الأمانة
- وإذا أؤتمنت على الأمانة فإرعها * إنّ الكريم على الأمانة راعِ
- من خان مان ( كذب) , ومن مان هان, وتبرأ من الإحسان
- الرفق
- من يستعن بالرفق في أمره * يستخرج الحيّة من وكرها
- ورافق الرفق في كل الأمور فلم * يندم رفيقٌ ولم يذممه إنسانُ
- ولا يغرنّك حظٌّ جره خُرقٌ * فالخُرقُ هدمٌ ورفق المرء بنيانُ
- بــــــــــرّ الوالـــــــــــدين اهمها
- لأمك حقٌّ عليك كبيــــرُ * كثيرك يا هذا لديه يسيرُ
- فكم ليلةٍ باتت بثقلك تشتكي * لها من جواها أنّةٌٌ وزفيرُ
- وفي الوضع لا تدري عليها مشقّةٌ * فمن غُصصٍ منها الفؤاد يطيرُ
- وكم غسلت عنك الأذى بيمينها * وما حِجْرها إلا لديك سريرُ
- وتفديكَ مما تشتكيه بنفسها * ومن ثدييها شُربٌ لديك نميرُ
- وكم مرةٍ جاعت وأعطتك قوتها * حناناً وإشفاقاً وأنت صغيرُ
- فضيّعتها لما أسنّت جهالةً * وطال عليك الأمر وهو قصيرُ
- فآهاً لذي عقلٍ ويتبع الهوى * وآهاً لأعمى القلب وهو بصيرُ
- فدونك فإرغب في عميم دعائها * فأنت لما تدعو إليه فقيرُ
- صلة الرحم
- وحسبك من ذلّ وسوء صنعةٍ * معاداة القربى وإن قيل قاطعُ
- ولكن أواسيه وأنسى ذنبه * لترجعه يوماً إليّ الرواجعُ
- ولا يستوي في الحكم عبدان: واصلٌ * وعبد لأرحام القرابة قاطعُ
- الكرم والمعروف والإحسان
- ويُظهرُ عيبَ المرءِ في الناس بخلُه * ويستره عنهم جميعاً سخاؤهُ
- تغطَّ بأثواب السخاء فإنني * أرى كل عيبٍّ والسخاء غطاؤهُ
- أرى الناس خُلاّن الجواد ولا أرى * بخيلاً له في العالمين خليلُ
- أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم * فلطالما إستعبد الإنسانَ إحسانُ
- الشكر
- شُكر الإله بطول الثناءِ * وشُكر الولاة بصدق الولاءِ
- وشُكر النظير بحسن الجزاءِ * وشُكر الدنيء بحسن العطاءِ
- أوليتني نعماً أبوح بشكرها * وكفيتني كل الأمور بأسرها
- فلأشكرنّك ما حييت وإن أمت * فلتشكرنّك أعظمي في قبرها
- الصراحة
- عِدايَ لهم فضلٌ عليّ ومنّةٌ * فلا أذهب الرحـمن عني الأعاديا
- هم بحثوا عن زلّتي فإجتنبتها * وهم نافسوني فإكتسبت المعاليا
- لا خير في وُدِّ إمرئٍ متملقٍ * حلو اللسان وقلبه يتلهبُ
- يعطيك من طرف اللسان حلاوةً * ويروغ منك كما يروغ الثعلبُ
- الأمل
- لا خير في اليأس كل الخير في الأملِ * أصل الشجاعة والإقدام في الرجلِ
- أعلّلُ النفس بالآمال أرقبُها * ما أضيق العيش لولا فسحة الأملِ
- وللنفوس وإن كانت على وجلٍ * من المنيّة آمالٌ تقوّيها
- فالصبر يبسطها والدهر يقبضها * والنفس تنشرها والموت يطويها
- الجِدّ والعمل
- من أراد العُلا عَفواً بلا تعبٍ * قضى ولم يقض من إدراكها وَطَرَا
- لا يُبلغُ السؤال إلا بعد مَؤلمة * ولا يتم المنى إلا لمن صَبَرَا
- دعِ التكاسل في الخيرات تطلبها * فليس يسعد بالخيرات كسلانُ
- لقد هاج الفراغ عليك شغلاً * وأسباب البلاء من الفراغِ
- الإعتبار
- الدهر أدّبني والصبر ربّاني * والقوت أقنعني واليأس أغناني
- وحنّكتني من الأيام تجربةً * حتى نهيتُ الذي قد كان ينهاني
- قمع النفس عن الهوى
- يا خادم الجسم كم تشقى بخدمته * لتطلب الربح مما فيه خُسرانُ
- أقبل على النفس وإستكمل فضائلها * فأنت بالنفس لا بالجسم إنسانُ
- كتمان السر
- لا يكتم السر إلا ذي ثقة * والسر عند خيار الناس مكتومُ
- فالسر عندي في بيت له غلق * ضاعت مفاتيحه والباب مختومُ
- ومستودعي سراً تضمنت سره * فأودعته من مستقر الحشا قبرا
- ولكنني أُخفيه عني كأنني * من الدهر يوماً ما أحطت به خُبرا
- وما السر في قلبي كميّتٍ في حفرة * لأني أرى المدفون ينتظر النشرا
- الغيبة والنميمة
- لا تلتمس من مساوي الناس ما ستروا * فيهتك الله ستراً عن مساويكا
- وأذكر محاسن ما فيهم إذا ذُكروا * ولا تَعِب أحداً فيهم بما فيكا
- الحقد والحسد
- أعطيتُ كل الناس مني الرضا * إلا الحسود فإنّه أعياني
- ما إنّ لي ذنباً إليه علمتُه * إلا تظاهر نعمةِ الرحـمنِ
- وأبى فما يرضيه إلا ذلتي * وذهاب أموالي وقطعُ لساني
- أيا حاسداً لي على نعمتي * أتدري على من أسأت الأدب
- أسأت على الله في حُكمه * لأنك لم ترض لي ما وهب
- فأخزاك ربّي بأن زادني * وسدّ عليك وجوه الطلب
مع تقديرى لكم جميعا