[align=center]ألا يا قيسُ هلّلا عدتَ فينا .. لترثيْ الحبَ في عذب الكلامِ
وتبكي ثم تندبُ ثم تحزنْ .. على من مات في قلب الأنام
فهذا الميْتُ لَمْ ينعوهُ أهلهْ .. وقـد قتلوهُ أوغادٌ لئامِ
تظاهروا أنهمْ أحفادُ قيسٍ وليلاهمْ تخفتْ في اللِّثامِ
وأخفوا خلف أشباه الوجوهِ قلوباً مثلَ ضاريةِ الهوامِ
ونطقوا عنهُ قولاً ليس فيهمْ سوى الكلمات منه بلا افْتِهَامِ
فقالوا ثم قالوا ثم قالوا إلى أن أوهموا كل الأنامِ
فصارَ الحبُ في زمن العجائبْ كما الأشياءُ يُعْرَضُ أو يُسامِ
يقولُ حبيبتيْ.. وتقولُ عمريْ.. وكلٌ في عشيقهِ مُسْتَهًامِ
يمر الشهر أو بعض الليالي يجاهد فيها عبثا كي ينامِ
كما يزعمْ... ولكنًّ الحقيقةْ .. شخيرُهُ يعلو أصوات الزحامِ
ويُسْمِعُهَا .. ومثلهُ لا تُقَصِّرْ .. كلاماً بل ضروباً في الغرامِ
فإنْ تسمعْ حديثهما ستذكرْ جميلاً أو بُثينةْ في الانسجامِ
وتعجبُ إذْ تراها بعد شهرٍ لآخرَ تشكو أعراضَ الهيامِ
فما حملتهُ مِنْ ودٍّ مزيفْ تُبَدِّلُهُ كأثيابِ المنامِ
فتخلعهُ لتلبسَ زيَّ آخرْ كأنها تشكو أعراض انفصامِ؟؟
فتعشقُ آخرَ ثمَّ آخرَ ثمَّ آخرْ ويفعلُ مِثْلُها البطلُ الهمامِ
فذاكَ العاشقُ الولهانُ أيضاً إلى جولييت آثرَ الانضمامِ
وما قالاهُ مِنْ عذبِ التغني ببعضهما زال كما الغمام
ولم يتعدى أبعادَ الحناجرْ فيا أسفي على ذاكَ الغرامِ
أقيسٌ صِرنا في زمنٍ عجيبٍ عن الإسفافِ ليس به تسامي
وأصحاب الهوى العذري ماتوا فتاه الحب في بحرِ الظلام
أعتذر مسبقا من كل العاشقين: فإنما قصدت أولئك الذين صار الحب عندهم
لعبة كبقية الألعاب يمارسونها مجرد كلمة يرددونها حروفا تكررت على ألسنتهم
جزافاً حتى قتلوا فيها كل معناً جميل
وتقبلوا تحياتي
كبرياء رجل[/align]