النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: أحزابنا والوعى المفقود

  1. #1
    | سيد يوسف |
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    215

    أحزابنا والوعى المفقود

    أحزابنا والوعى المفقود
    سيد يوسف


    فى مصر- وفى بعض بلداننا العربية - أحزاب سياسية متعددة يصعب على جَمْعٍ من المثقفين أن يذكروا اسمها - لا جهلا وإنما- لأن بعض تلك الأحزاب لا وجود له إلا عبر بعض الوريقات أقصد الصحف، وبعضها الآخر لا تمثيل له أساسا فى المجالس النيابية، وبعضها يعيش على ذكرى الماضى الذى لن يعود حيث عجزت أن تطور من نفسها بحيث تتخلص من تلك العقلية الحزبية التى صاحبت نشأتها فليس من المعقول أن ما ناسب مراحل النشأة الأولى أن يمتد ليكون هو السمة الرئيسة عند نضج تلك الأحزاب إن كان ثمة نضج حقيقى .

    ونقصد بالعقلية الحزبية طريقة من التفكير تنغلق على نفسها وتحرم نفسها من الإفادة مما لدى غيرها من أفكار ورؤى، والاعتماد الفكرى على إنتاجها الخاص مما يؤدى بها إلى التسطيح وقلة النضج وما يستتبع ذلك من نتائج مثل غياب لغة الحوار وشيوع ثقافة الإقصاء والتبرير، وسوء قراءة الواقع السياسى، والاجتهاد المغلوط والمرجوح لقضايا المجتمع المعاصر، والعيش فى إطار الماضى ألفاظا وإنتاجا وثقافة .

    ومن ثم لم يعد مستغربا أن نجد لدى بعض تلك الأحزاب بعض الآفات التى تحتاج إلى وقفة مع النفس للتقويم من ذلك مثلا : الاعتماد على الرصيد البشرى أكثر من الاعتماد على الرصيد الفكرى، وشيوع ثقافة التبرير للأخطاء التى تقع فيها بدعوى حماية الصف الداخلى، وتفشى ظهور الزعامات ومن ثم الانقسامات إلى جماعات وأحزاب منبثقة عن الأحزاب ومولودة من رحم حزب أم....ومن ثم الانحراف بالغاية الحزبية من نشر الوعى الثقافى والسياسى والحزبى ومعالجة شئون المجتمع إلى الصراع مع الآخرين واتهامهم والحكم عليهم بالتخوين والعمالة ولا مانع لديهم من استخدام مفردات لم تعد مستخدمة فى الوقت الحاضر ولا عجب فقد انغلقت على نفسها منذ عشرات السنين!!

    فضلا عن ضعف بنية الأفراد داخل الحزب سواء البنية الفكرية أو التربية الحزبية فنرى فى كثير من أبناء الحزب بعض الآفات التى تدل على غياب النضج والوعى الحزبى مثل: الميل للعنف، قابلية تصديق الشبهات، تغليب الجانب اللفظى والجدلى عن الجانب العملى والحركى، ضعف استيعاب عناصر جديدة، الفشل فى تحقيق التواجد بالشارع، الحساسية للنقد، التنافس غير الشريف مع الآخرين، ظهور الشللية والجيوب داخل الصف الحزبى، وتوتر العلاقة مع مسئولى العمل الحزبى سواء المباشرين أو غير المباشرين، أخرى.

    فى فلسطين نموذج

    ولا شك أن نتائج ذلك خطيرة سواء على الحياة السياسية أو حتى على الحاضر الفكرى والثقافى الذى تعيشه أمتنا من ذلك مثلا : موت الحياة الحزبية أساسا وتقاتل بعض الأفراد وتنافسهم اللاشريف تحت دعوى صراعات الأحزاب ومن ثم تفرز تلك الصراعات ثقافة الطغيان لا سيما لدى الحزب الحاكم الذى لا يعرف عمليا مبدأ تداول السلطة حتى بتنا نرى أن فتح تمتن أنها أجرت انتخابات نزيهة فى فلسطين أودت بفتح وأنتجت حماس لكنها منة محسوبة عليها لا لها فضلا عن أنها لم تستكمل فضلها فباتت كمن كان ينفذ مخططا ما، والنيات عند الله، وما مصر- وغيرها- عن فلسطين ببعيد!

    واقعنا العربى
    واقعنا العربى يقول إن أحزابنا غاية، والأصل أن تكون تلك الأحزاب وسيلة لتداول السلطات والحد من الطغيان السياسى، ونواة للتربية السياسية السليمة لدى أفراد الشعب لكنها – يا للأسف- صارت عبئا على الوطن فى كثير من المناطق فممارساتها الداخلية ( من ديمقراطية وتداول طبيعي لرؤساء الأحزاب مثلا) تنم عن مستقبل غامض وان شئت الدقة فقل هى عوائق للنمو الاقتصادي بعجزها وإفلاسها الفكري ومن ثم باتت تشكل عائقا أمام الوعى الثقافي ففاقد الشيء لا يعطيه، وليت هذا فحسب بل لقد صارت كثير من تلك الأحزاب هى ديكورات توارى سوءة الأنظمة المستبدة كما فى مصر وغيرها .

    كيف الخلاص؟

    إن مناخ الحرية يفرز بيئة تقاوم الطغيان تلقائيا، وبيئة الفساد والطغيان تجعل بعض الأفراد يستمرئون ذلك المناخ، ومن ثم بات مطلبا ملحا العمل على إيجاد الفرد الحر عبر وسائل عدة منها الأسرة، والمدرسة، ووسائط المجتمع المتعددة، وإعادة النظر فى وسائل/ وأهداف التربية عندنا بدء من الأسرة ومرورا بوسائط التربية الأخرى.

    والفرد هو نواة التغيير وحيثما وُجدتْ النواة الصالحة تهيأت الظروف للنجاح، ولحركات ومنظمات المجتمع المدنى دور لا ينبغى إهماله أو الحط من شأنه مهما بدا ضعيفا فى المرحلة الراهنة.

    وكم أرجو أن تتجه جهود كثير من الفاقهين نحو إثارة وعى قومنا وإعادة إنتاج بنية أفراده من جديد بحيث تتشكل ملامح الإنتاج على قواعد الحرية واحترام بنيان الله فى الأرض ( الإنسان)
    احتراما يعلم صاحبه حين يبحث عن حقه(الحرية مثلا) أن لكل حق واجب يقابله(كاحترام حرية الآخرين ) وهكذا.

    سيد يوسف
    سيد يوسف

  2. #2
    ~ [ نجم ماسي ] ~ الصورة الرمزية عبدالرحمن الجبابرة
    تاريخ التسجيل
    Aug 2004
    الدولة
    حيث النقاء
    المشاركات
    6,000
    مرحبا بك أستاذي الكريم : سيد يوسف

    أولا أ شكر لك أستاذي على هذا الطرح المميز والرائع الذي أبانه قلمك .

    ثانيا : لا فقه لي في السياسة غير أني في بعض الأحيان أقارن ما يحصل أمام ناظري في عالم السياسة العربية والإسلامية مع ما قرأته عن بروتوكلات حكماء صهيون فأرى تطبيقا ومشاهدات ودلائل ومؤشرات توحي بصحة ونجاح تلك البروتوكولات في تحقيق أهدافها .

    لك مني خالص الود والتقدير برجاء الإستمرار في طرح مثل تلك المواضيع المميزة والهادفة
    مودتي .

  3. #3
    | سيد يوسف |
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    215
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحمن الجبابرة
    مرحبا بك أستاذي الكريم : سيد يوسف

    أولا أ شكر لك أستاذي على هذا الطرح المميز والرائع الذي أبانه قلمك .

    ثانيا : لا فقه لي في السياسة غير أني في بعض الأحيان أقارن ما يحصل أمام ناظري في عالم السياسة العربية والإسلامية مع ما قرأته عن بروتوكلات حكماء صهيون فأرى تطبيقا ومشاهدات ودلائل ومؤشرات توحي بصحة ونجاح تلك البروتوكولات في تحقيق أهدافها .

    لك مني خالص الود والتقدير برجاء الإستمرار في طرح مثل تلك المواضيع المميزة والهادفة
    مودتي .
    حياك الله اخى الاستاذ عبد الرحمن ولا حرمنى الله تعليقاتك الذكية
    وكيف لتعليق مثل هذا يكون صاحبه لا فقه له بالسياسية يا ذا العقل اليقظ
    جزاك الله خيرا لمرورك وتعليقك اخى الحبيب
    سيد يوسف

  4. #4
    ~ [ نجم مشارك ] ~
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    المشاركات
    119
    شكرا على الموضوع

    والى مزيد من التقدم


    كل عام وانتم بخير


  5. #5
    الصورة الرمزية بـيـبـرس
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    بـالـبـيـت ...
    المشاركات
    5,798
    [moveo=up]كيف الخلاص؟[/moveo]

    إن مناخ الحرية يفرز بيئة تقاوم الطغيان تلقائيا، وبيئة الفساد والطغيان تجعل بعض الأفراد يستمرئون ذلك المناخ، ومن ثم بات مطلبا ملحا العمل على إيجاد الفرد الحر عبر وسائل عدة منها الأسرة، والمدرسة، ووسائط المجتمع المتعددة، وإعادة النظر فى وسائل/ وأهداف التربية عندنا بدء من الأسرة ومرورا بوسائط التربية الأخرى.
    والفرد هو نواة التغيير وحيثما وُجدتْ النواة الصالحة تهيأت الظروف للنجاح، ولحركات ومنظمات المجتمع المدنى دور لا ينبغى إهماله أو الحط من شأنه مهما بدا ضعيفا فى المرحلة الراهنة
    وكم أرجو أن تتجه جهود كثير من الفاقهين نحو إثارة وعى قومنا وإعادة إنتاج بنية أفراده من جديد بحيث تتشكل ملامح الإنتاج على قواعد الحرية واحترام (( بنيان الله ))فى الأرض ( الإنسان)
    رغـم إنـي مـدري إيـش الـهـرجـة
    بـس بـايـن عـلـيـه مـوضـوع مـيـه مـيـه
    وعـنـدي سـعـال طـال عـمـرك
    هـل الإنـسـان بـنـاه الله أم خـلـقـه الله ..؟
    مـجـرد سـعـال
    يـعـطـيـك الـعـافـيـة
    ولـك تـحـيـتـي وودي

  6. #6
    | سيد يوسف |
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    215
    شكر الله مروركم ايها الاحبة
    سيد يوسف

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. تنمية مهارة الاستماع والوعي الصوتي في أطر الطفولة المبكرة
    بواسطة ريتشارد في المنتدى ملتقى الصفوف الأولية لأوراق العمل وعروض البور بوينت
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 21-02-2008, 01:35 PM
  2. مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 10-08-2007, 05:08 AM
  3. نصف مليون لمن يجد هذا المفقود
    بواسطة عبدالعزيز الشمري في المنتدى منتدى الأخبار
    مشاركات: 22
    آخر مشاركة: 14-06-2007, 05:48 PM
  4. أحزابنا السياسية غاية أم وسيلة؟
    بواسطة seeen في المنتدى منتدى الأخبار
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 14-02-2006, 08:56 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •