أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


شر البلية ما يضحك: مسرحية ترسيم الحدود
بين سوريا والأردن عام 1932


هذا الموضوع – سايكس بيكو - من أشدّ المواضيع حساسية في تاريخ العرب المعاصر، وهو أصل الويلات، وبداية الدمار في هذه الأمة...

تاريخ هذه الأمة واحد ولا يمكن تقزيمه ليوافق هوى هذه الحدود المرسومة ويشبع رغبة عند بعض المرضى بالإنتماء القطري...

تقطيع الجسم الواحد، وإنشاء كيانات، ورسم حدود، وتسمية دول، وإعطاء جنسيات – جواز سفر فيما بعد - ، إنها الأوضاع التي تلت سقوط الخلافة العثمانية وتقسيم تركتها بين دول الغرب النصرانية الغازية في بداية القرن [ العشرين ]، والتي جاءت امتدادا للحروب الصليبية في القرنين الخامس والسادس الهجريين.

... كان الأمر قد رسم وخطط وبيت بليل، حيث قُسّمت بلاد الشام إلى أربعة أقسام " أقطار "، ووزعت الشاه المذبوحة بين الجزارين في اتفاقية " سايكس بيكو ".

وحتى تاريخ 1918م ، لم يكن يعرب ابن طرابلس في لبنان، وابن إربد في شمال الأردن، أنهما من جنسيات مختلفة، وأنه سيأتي يوم يصعب فيه الانتقال أو الدخول من بلد إلى آخر دون تأشيرة دخول أو جواز سفر.

أتت الأوامر من لندن وباريس، برسم الحدود وترسيم الحدود فعلا وتشكيل لجان لرسم الحدود.

يحدثنا " كرا كبرايد " في كتابه " خشخشة الأشواك "عن سير عملية رسم الحدود - بين سورية والأردن - قائلا: " في عام 1932م تم تشكيل لجنة لتخطيط الحدود بين سورية والأردن، والتي تم التوصل إليها في باريس قبل عدة أعوام.

وقد تألفت اللجنة من العقيد Beynet " بينت " عن الحكومة الفرنسية، وموظف سوري هو " بهيج الخطيب" وعن الجانب الأردني " خلف التل " والمؤلف نفسه عن الحكومة البريطانية. يقول: عند موافقة باريس على خط الحدود ، وكانت تتم هناك من قبل مجموعة لم يروا الأرض التي قسّموها، وكانت التعليمات واضحة منها:

1- جميع بيوت القرى التي تقع على خط الحدود تصبح داخل سورية.

2- إذا أحتاج تحقيق رسم الحدود إلى انحراف يجب أن ينحرف الحد إلى اليمين بحيث يمر بالقمم الجبلية.

ورحنا نطبّق التعليمات على الأرض، ووجدنا الخط المرسوم يخترق بعض البيوت مهما حرفناه جانبا، وهنا اقترحت بأنه ليس من ضرر يلحق بالمواطن في أن يتناول عشاءه – وزوجته – في بلد ثم يذهبان للنوم في بلد آخر .

فرد علي "بهيج الخطيب"- ممثل سورية - قائلا: مع احترامي وتقديري لرأيك إلا أنه من الضروري أن تكون البيوت جميعها ضمن بلادنا الحبيبة " سورية ".

وتصلّب خلف التل - ممثل الأردن - في موقفه رافضا ما قاله بهيج الخطيب، ووقف ممثل بريطانيا وفرنسا ينظران إلى العربيين وهما يتشاحنان ويتخاصمان.

ثم أضاف " كرا كبرايد " قائلا : بعد استماعي لما قاله زملائي الأفاضل يبدو أن الزاوية التي رسمها المساحون هناك في باريس ولندن زاوية خاطئة، فإذا ما وسعنا خمس درجات فإنها لن تخترق هذه البيوت.

يسخرون ويصدرون النكات ويتفكهون في تمزيق هذا الجسد الواحد وتقطيعه، والأمة سادرة في جهلها لا تدري إلى أي مسلخ تُجّرُّ. وصدّق بهيج الخطيب وخلف التل، أنهما من جنسيتين مختلفتين.

ولم يعرف أبناء القرى والأرياف وسكّان البوادي بما يجري بعد، بسبب رسم رسمه الأعداء في لندن وباريس أصبح البلد الواحد بلادا لها اسماء مختلفة ويقاتل الشخص من أجل بلد رسم حدوده الأعداء.

هذا الذي حدث في تمزيق بعضها حدث في كل الحدود التي رسمها الأعداء : سورية – العراق – مصر – ليبيا – الكويت – السعودية – الجزائر – المغرب.

ولو رجعنا إلى حيثيات رسم حدود كل دولة لوجدنا نفس الطريقة الهزلية والمزاجية في إنشاء وترتيب هذه الحدود.

المرجع:
----
أبو حسان الأذرعي: سايكس بيكو... بداية المأساة، مجلة السنة، العدد 65- ذو القعدة 1417هـ، ص 35- 38.

وأخيرا يرجى الدعم لأن هذه الصفحة تتعرض لهجوم من قبل الشبيحة الانجاس الخنازير أبناء الخنازير

http://www.facebook.com/AlnzamAlnsry...khBalkhzyWalar