كانت بالمدينة امرأة اسمها سلاّمة من احسن الناس وجها واتمهن عقلا فأحبت الأحوص واحبه هو كذلك فكان ياتي اليها فيرويها الشعر وينشدها اياه ومرت الأيام وهم على هذا الحال ... ولكن احد الحاقدين عليها عندما ذهب الى الخليفة يزيد بن معاوية قال للخليفة عندي نصيحة قال وماهي ؟ قال جارية تركتها في المدينة هي من اجمل الناس واكملهم ولا تصلح ان تكون الا لأمير المؤمنين ؟
فأرسل اليها يزيد فأشتريت له وحملت اليه 0
ثم ان شابين من بني امية ارادا الوفود الى يزيد بن معاوية فأتاهما الأحوص فسالهما ان يحملا له رسالة ففعلا
فكتب اليها معهما :
سلا ّم ذكرك ملصق بلساني = === وعلى هواك تعودني احزاني
ما لي رأيتك في المنام مطيعة ==== واذا انتبهت لججت في العصيان
ابداً محبك ممسك بفؤاه ==== يخشى اللجاجة منك في الهجران
لا تقتلي رجلاً يراك لما به === مثل الشراب لغلة الظمآن
ولكن جزعه غلبه عليها فخرج الى يزيد بن معاوية ممتدحا له 0 فلما قدم علييه قربه واكرمه 0 فأرسلن له سلاّمة خادما واعطته مالا على ان يدخله اليها فأخبر الخادم يزيد بن معاوية فقال له يزيد امض برسالتها ففعل الخادم ما امره به يزيد وادخل الأحوص وجلس يزيد يراقبهما وهما لايشعران به فلما رأت الجارية الأحوص بكت وبكى هو لما رآها وامرت له بكرسي فجلس عليه وجعل كل واحد منهما يشكو الى صاحبه شدة الشوق
حتى اذا هم بالخروج قال :
أمسى فؤادي في هم وبلبال === من حب من لم ازل منه على بال
فقالت // صحا المحبون بعد النأي اذ يئسوا === وقد يئست وما اصحو على حال
فقال // من كان يسلو بيأسٍ عن اخي ثقة === فعن سلاّمة ما فعن سلاّمة ما امسيت بالسالي
فقالت // والله والله لا انساك ياسكني === حتى يفارق مني الروح أوصالي
فقال // والله ما خاب من امسى وانت له === ياقرة العين في اهلٍ وفي مال
ثم زدعها وخرج فأخذه يزيد ودعا به فقال : اخبراني عما كان جرى بينكما في ليلتكما واصدقاني فأخبراه وانشداه ما قالا - فقال له يزيد أتحبها يا أحوص ؟ قال : اي يا امير المؤمنين :
حبا شديداً تليداً غير مطرفٍ === بين الجوانح مثل النار يضطرم
فقال لها : اتحبينه ؟ فقالت نهم يا امير المؤمنين
حبا شديداً جرى كالروح في حسدي === فهل يفرّق بين الروح والجسد
فقال يزيد : انكما لتصفان حبا شديدا خذها يا احوص فهي لك 0 وانصرف بها وهو من اقر الناس عيناً ))
هذا ولكم مني كل الحب والتقدير،،،:اموه:
رد مع اقتباس
