أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


انتقيت بعض الفوائد وباختصار للشرح ، لكتاب شرح كتاب العبودية لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله شرحه الشيخ صالح الفوزان حفظه الله :



- وهناك فرق بين العبادة والعبودية ، فالعبادة هي : ما أمر الله - جل وعلا - به من الطاعات ، وتجنب المحرمات ، وأما العبودية فهي تتجه للأشخاص ، فالناس كلهم عباد لله ،لكن منهم من عبوديته لله طوعية اختيارية ، وهم المؤمنون ، ومنهم من عبوديته لله قهرية ...

- فكيف نعرف أن الله يحب هذا الشيء ويرضاه ؟ إذا أمر به ، وشرعه فإنه يحبه ويرضاه ، وأما إذا لم يأمر به ولم يشرعه ، فإنه لا يحبه ولا يرضاه .

- فالمحبة من أعمال القلوب ، وهي المحركة على على الطاعة والامتثال .

- قوله ( والشكر لنعمه ) : الشكر أيضا من أعمال القلوب ، فالشكر يكون بالقلب ، ويكون بالجوارح ، أي بالعمل ، قال تعالى { اعملوا ءال داود شكرا } فالشكر يكون بالقلب والاعتراف لله سبحانه وتعالى بالنعم ، والثناء عليه بها ، ويكون بالعمل بأن يصرف هذه النعم لطاعة الله عز وجل .

- ... ولما كان الناس لا يعرفون أو لا يعلمون العبادة التي ترضي الله سبحانه وتعالى ، فإنه لم يكلهم إلى اجتهادهم ، ولا إلى ظنهم ، وإنما أرسل الرسل يبينون لهم كيف يعبدون الله سبحانه وتعالى ، وأنزل الكتب أيضا لبيان عبادة الله جل وعلا .

- قوله تعالى : { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين } فأمر الرسل أن يأكلوا من الطيبات أي : الحلال المباح ، وفي هذا نهي عن الأكل من الحرام ، والتغذي بالحرام ، لأن الأكل من الطيبات يعين على العمل الصالح ، والأكل من الحرام يصرف عن العمل الصالح .


- قوله : ( وجعل ذلك لزاما لرسوله إلى الموت كما قال : { واعبد ربك حتى يأتيك اليقين } ) :
أي جعل عبادة الله وحده لازمة للرسول صلى الله عليه وسلم إلى الموت ، كما قال تعالى : { واعبد ربك حتى يأتيك اليقين } واليقين هو الموت ، فليس لعمل المسلم غاية دون الموت ، وليس هناك حد من العبادة إذا بلغه الإنسان يترك العبادة ، لأنه وصل إلى الله كما تقول غلاة الصوفية ، كما يظن الذين يرون أن من بلغ مرتبة من الولاية فإنه تسقط عنه التكاليف ويصير من الخاصة ، أو من خاصة الخاصة ، لأنهم بزعمهم وصلوا إلى الله عز وجل ، وهذا مخالف لهذه الآية الكريمة ، وهل هناك أعظم من الرسول صلى الله عليه وسلم ؟ وهل هناك أفضل من الرسول صلى الله عليه وسلم ؟ وهل هناك أعلى مقاما من الرسول صلى الله عليه وسلم ؟ ومع هذا أمره الله بمواصلة العبادة إلى الموت ، ولم يجعل لها حدا إذا وصله ينتهي ...


- فالعبادة شاملة لكل الخلق بما فيهم الملائكة الكرام عموما ، والملائكة المقربون خصوصا ، والأنبياء والرسل ، والأولياء والصالحون ، وسائر الخلق ، فكلهم عباد لله سبحانه وتعالى يجب أن يعبدوه وحده لا شريك له وأن لا يشركوا به شيئا ، ولا يستكبروا عن عبادته .








- يتبع إن شاء الله تعالى -