منذ تولت الشركات " الوطنية " عقود سفلتة الشوارع في مدن المملكة بعد استبعاد الشركات الأجنبية ( لحاجة في نفس يعقوب !!) وشوارعنا في حال يرثى لها ، لا تصل إلى ربع المواصفات العالمية للطرق .
لا يمضي على سفلتتها بضع أسابيع إلا وتبدأ فيها النتوءات والتعرجات .
وأجزم أننا البلد الوحيد في العالم الذي يعاد سفلتة شوارعه بعد سنة أو سنتين أو حتى عشر سنوات .
في السابق وعندما كانت الشركات ( الأجنبية ) التي تحترم نفسها هي من تقوم بالسفلتة يصبح الطريق المسفلت جزءاً من الجيل لا يتغير ولا يتبدل إلا بتبدل الجيل البشري الذي يستخدمه .
وهناك طرق كثيرة بين القرى والمدن لا زالت تعمل في أحسن حالاتها منذ إنشائها قبل أربعين عاماً وأكثر على يد الشركات الأجنبية .
ومن تسنى له منا مشاهدة عمليات السفلتة قبل ثلاثين عاماً سوف يذكر كيف كانت مساحة مائة متر من الطريق يلتم عليها عشرات العمال المهرة وعشرات الآليات التي تستخدم للرص تقطعه ذهاباً وإياباً عشرات المرات وتأخذ وقتاً طويلاً .
والأهم من ذلك أنه سوف يتذكر كيف كانت " خلطة " الإسفلت وكأنها ( بطحاء ) ملونة باللون الأسود ، حيث يتم خلط قليل من القار مع كثير من الحصى والتراب لمزيد من التماسك والعمر الطويل للطريق بعد استيفاء حقه من الرص .
وللننظر إلى جسر السعودية البحرين مثلاً .
هل سبق أن أعيدت سفلتته ؟ وهل نحس فيه بأي نوع من النتوءات ؟ .
رغم ما مر به من ملايين السيارات والشاحنات ؟ .
ما الذي يحدث بالضبط عند سفلتة الشوارع عن طريق شركات الغباء والغش وانعدام الضمير ( الوطنية ) ؟ .
الخلطة المثالية للإسفلت تكون بقليل من القار مع كثير من الحصى والتراب . وهذا كما أسلفت يتطلب جهداً ووقتاً وقبل ذلك " ضميراً " لا تتحلى به معظم الشركات الوطنية ! التي قامت بعكس الخلطة تماماً ، ( كثير من القار وقليل من التراب والحصى ) مما يجعل من ترصيصه سهلاً وسريعاً يتبعه سرعة صرف الاستحقاق !! ، ولا يهم بعد ذلك ما سيظهر فيه من تعرجات بعد عدة أسابيع . بل إن ذلك مفيد جداً لعقد الصيانة الطويل والمربح !!.
ولو أن الأمر اقتصر على غش الدولة ونهب الأموال لهان الأمر .
الخلطة المغشوشة المتبعة في السفلتة المعاصرة تجعل من الطريق وكأنه ( صالة تزلج ) بسبب كثرة القار وقلة الحصى والتراب ، مما يجعل من الوقوف المفاجئ مشروع تصادم محقق ، ولن تسلم من ذلك السيارات المزودة بنظام فرامل ( إيه بي إس ) فهو في النهاية يتحسس مرحلة الانغلاق في الإطار ، ومتى ما كان احتمال الانغلاق مبكراً بسبب لزوجة الطريق يحرمك النظام من فترة متبقية للتوقف فيما لو كان الطريق خشناً .
وأجزم أن خلطة الإسفلت الرديئة هي المسئول الأول عن حوادث السيارات في مدننا .
من يقرع الجرس وينقذ الأرواح والممتلكات ، ويعيد شركات السفلتة ( الأجنبية ) ؟؟ .
السفلتة حسب المواصفات العالمية :
تأملوا في الخشونة :
إسفلت على الطريقة الوطنية
ناعم وزلق ، تجعل من الطريق صالة تزلج ، والويل لمن يضطر لاستخدام الفرامل .
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بيبرس
-new.gif)
