بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

& اضغط هنا تلاوه عذبه خاشعه&

الثقة بالله نحتاجها جميعا رجالا ونساء؛ فهذه أم موسى - عليه السلام-
وقد جاءت هذه القصة مختصرة في سورة طه في قوله تعالى:
{إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى * أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِّي وَعَدُوٌّ لَّهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي* إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَن يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ}

[طـه(40)(38)(39)].

فتأمل في هذه الثقة العظيمة من أم موسى -عليه السلام- في وعد الله
قال ابن القيم رحمه الله:"فإن فعلها هذا هو عين ثقتها بالله -تعالى-، إذ لولا كمال ثقتها بربها لما ألقت بولدها وفلذة كبدها في تيار الماء، تتلاعب به أمواجه، وجريانه إلى حيث ينتهي أو يقف"

[مدارج السالكين(2/142)].

وقد حقق الله لها ما وعدها به، ورد لها فلذة كبدها، وحفظه من كل سوء ومكروه؛ فكن واثقا بوعد الله كوثوق أم موسى -عليه السلام-.
الثقة بالله صفة من صفات الأنبياء؛
فهذا خليل الرحمن إبراهيم -عليه السلام- حينما ألقي في النار كان على ثقة عظيمة بالله؛ حيث قال
:"حسبنا الله ونعم الوكيل" فكفاه الله شر ما أرادوا به من كيد، وحفظه من أن تصيبه النار بسوء،

قال تعالى: {قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ}
[الأنبياء(69)].

ولما فر نبينا -عليه الصلاة والسلام- من الكفار فدخل الغار؛ فحفظ الله نبيه من كيد الكفار، وحرسه بعينه التي لا تنام؛
فعن أنس بن مالك - رضي الله عنه- أن أبا بكر الصديق حدثه، قال: نظرتُ إلى أقدام المشركين على رءوسنا ونحن في الغار، فقلت: يا رسول الله لو أن أحدهم نظر إلى قدميه أبصرنا تحت قدميه فقال:
(يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما)

[رواه البخاري(3653) ومسلم(2381) وهذا لفظ مسلم].

إنها ثقة الحبيب -صلى الله عليه وسلم- العظيمة بالله، ولذلك خاف أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- على أن يصاب النبي -صلى الله عليه وسلم- بأذى؛ فرد عليه بلسان الواثق بوعد الله: {لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا}[التوبة(40)]،
وفعلا كان الله مع نبيه -عليه الصلاة والسلام- فحفظه وأيده ونصره، وجعل العاقبة له ولأتباعه من المؤمنين والمؤمنات.
فعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال:
"حسبنا الله ونعم الوكيل" قالها إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار،
وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا:

{إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}

[آل عمران(173)][رواه البخاري(4563)].


-----
وإذا كان العبد موقنا بأن الله رازقه، وبذل الأسباب الجالبة لذلك؛ رزقه الله، وأعطاه طلبه؛
وفي الحديث عن أبي الدرداء رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
(إن الرزق ليطلب العبد كما يطلبه أجله)

[رواه ابن حبان في صحيحه(3238)، وابن أبي عاصم في السنة(264)، وقال الألباني: \"صحيح لغيره\" كما في صحيح الترغيب والترهيب(1703)]
،
---------
فكن واثقا بالله، واثقا بحفظه لك إذا كنت حافظا لحدوده،
واثقا بأنه كافيك ورازقك، ومثيبك على أعمالك الصالحة،وأنه ناصر دينه، وأوليائه،
وفقنا الله وإياك إلى كل خير، وصرف عنا وعنك كل سوء ومكروه، والحمد الله الذي بنعمته تتم الصالحات، وصلى الله وسلم على خير البريات، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

المصدر : صيد الفوائد

سبحان الله وبحمده ... سبحان الله العظيم