اخطأت الإدارة الهلالية في حق فريقها الكروي بعد أن وافقت على مشاركته في بطولة الأندية الخليجية نظرا لأنها لم تعد «طموحا» للفريق اذ تجاوزها كما تجاوزت الكرة السعودية الاقليمية سواء على مستوى المنتخب الوطني او الأندية الكبيرة على اعتبار أن الفرق الخليجية تلعب امام الكرة السعودية تحت مفهوم حياة أو موت في حين ترى مبارياتها خارج هذا الإطار عادية بل وتصل لحد فقد الأساسيات الكروية في كثير من الأحيان وإن حصلت على البطولة فهو امر مفروغ منه ولم تأت بجديد وإن لم يحصل ذلك فأنت قد سقطت سقوطا ذريعا وهو الامتحان الذي وضعت الادارة الهلالية فريقها الكروي فيه دون دواع ملحة مع التأكيد على أن الأخطاء لم تقتصر على هذا الجانب فحسب بل تجاوزته بعدة مراحل فالفريق يعتبر في بداية الاستعداد ولم يلعب سوى مباراة واحدة رسمية والمدرب جديد ليس على الفريق بل على الكرة العربية عموما ولم يتعرف بعد على قدرات لاعبيه ولا طبيعة المنافسات وكذا الأمر مع اللاعبين المحترفين «الأجانب» فقوارو والتايب حديثا عهد مع الفرقة الزرقاء حتى أن الأخير لم يشارك حتى الآن بدواعي «البطاقة الدولية» وكان من الأجدر ان تتم المخاطبة منذ توقيع العقد لجلبها بدلا من محاولة احضارها في الوقت الحرج وفي نهاية المطاف تبدأ عجلة المنافسة في الدوران والفريق بأمس الحاجة لمشاركته وهو يقبع في المدرجات، وجاءت الحاجة الماسة لمشاركة التايب وقوارو نظرا لابتعاد أغلب عناصر الفريق المؤثرة فالجابر يتمتع باجازته السنوية في عاصمة العطور «باريس» والتمياط لم يحضر للتدريبات الا متأخرا وكذلك الدعيع والشلهوب ولم يتم تجهيزهم للمشاركة حتى أنهم لم يشاركوا في المعسكر الخارجي اضافة الى غياب بقية العناصر المؤثرة الأخرى مع المنتخب الوطني وهو الأمر الذي لم يراع ايضا ووفق كل هذه المعطيات فإن الادارة الهلالية تتحمل كامل مسؤولية خسارة بطولة الأندية الخليجية حتى قبل أن تبدأ وهي التي أقدمت على خطوة غير محمودة العواقب ووضعت الجهاز الفني «الحديث» تحت مجهر الاختبار رغم انه يحتاج لوقت طويل للاعداد ومعرفة اللاعبين وهي التي «فرغت جعبته» من عناصر القوة فظهر عليه «الارتباك» التكتيكي ولم يجد ما يسد به الثغرات فاستعان «بالهليل» في محور الارتكاز وهو المدافع الذي لا يستطيع تأدية هذا الدور والذي يحتاج للاعب بمواصفات خاصة لعل من ابرزها «الرؤية الواضحة» لارجاء الملعب وهو أمر لا يجيده اطلاقا وهي التي ايضا جردت الفريق من بعض عناصره الشابة والتي يتوقع برزوها من امثال مازن الفرج في المقابل استعانت بأسماء لم يعد لديها ما تقدمه وظهر عليها تأثير عوامل كبر السن والاصابات كالصويلح تركي بل واعارة الياس والعصفور لأندية أخرى رغم حاجة الفريق الماسة لهما.
وباتت أوضاع الفريق قابلة للانفجار على غرار ما يحدث في الجار التقليدي «النصر» بعد الخسارة الثقيلة من ضيف الممتاز الجديدة «الفيصلي» برباعية تاريخية أفرزت عن اقالة الجهاز الفني بقيادة البرتغالي ارثر جورج والمدافع الهولندي «فان قاق» وتسريح ستة من لاعبي الفريق بعد الغضب الجماهيري العارم.
وستواصل الادارة الزرقاء اخطاءها الجسيمة إن هي أقدمت على خطوة مماثلة باقالة البرتغالي «خوزيه بيسيرو» فهو لم يملك حتى الآن الوقت الكافي للحكم على المجموعة خصوصا وان عناصر قوة الفريق غير موجودة تحت قيادته.