السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجـــــــاحظ
ترجمتــــــه :
أبو عثمان ( عمرو بن بحر بن محبوب ) ، والجاحظ لقب أطلق عليه لجحوظ كان في عينيه ، وُلِد في البصرة حوالي عام 159هـ ، ويقال 163هـ ، في أسرة فقيرة ، وتوفي أبوه وهو ما يزال طفلاً ، غير أن ذلك لم يحل بينه وبين العلم والاتصال بالعلماء والأخذ عنهم ، كان مشوه الخلقة ، ومات والكتاب على صدره قتلته مجلدات من الكتب وقعت عليه ، لقد عُمِّر الجاحظ طويلاً ، فعاش ما يقارب ستة وتسعين عاماً ، وتوفي عام 255هـ ، بعد أن ترك عدداً ضخماً من الكتب في حقول المعرفة المختلفة ، وأشهر هذه الكتب : الحيوان ، البيان والتبيين ، البخلاء ، رسالة التربيع والتدوير ، وغيرها من الكتب .
ومن أهم خصائص أسلوب الجاحظ السخرية ، وهذه سمة تعيش في كتابات الجاحظ ، كما أنها كانت من صفاته الشخصية .
نوادر الجــــــاحظ :
1- === {{ علامـــة لي }} ===
جاء رجل إلى الجاحظ ، وقال له : أريدك أن تكتب إلى صاحبك فلان كتاباً توصيه فيه أن يساعدني في أمر أحتاجه منه .
فكتب الجاحظ رسالة إلى صاحبه ،وختمها وأعطاها للرجل ، حمل الرجل الرسالة ، ولما خرج من بيت الجاحظ فضَّها وقرأها فإذا فيها : ( أرسل إليك هذا الكتاب مع شخص لا أعرفه فإذا ساعدته لن أشكرك ، وإذا لم تساعده لن ألومك ) .
فغضب الرجل وعاد إلى الجاحظ حانقاً ، فقال الجاحظ : كأنك فضضت الرسالة وقرأت ما فيها .
قال الرجل : نعم .
فقال الجاحظ : لا تغضب ، ما جاء في الرسالة إنما هو علامة لي إذا أردت العناية بشخص .
قال الرجل : قطع الله يديك ورجليك ولعنك .
قال الجاحظ : ما هذا ؟
قال الرجل : هذا علامة لي إذا أردت أن أشكر شخصاً .
2- === {{ نباح الكلاب }} ===
قال الجاحظ : مررت على خربة ، فإذا فيها معلم ينبح نباح الكلاب ، فوقفت أنظر إليه ، وإذا بصبي قد خرج من دار فقبض عليه المعلم ، وجعل يلطمه ، ويسبه فقلت عرفني خبره !
فقال المعلم : هذا صبي لئيم يكره التعليم ويهرب ، ويدخل الدار ولا يخرج ، وله كلب يلعب به ، فإذا سمع صوتي ظنَّ أنه صوت الكلب ، فيخرج ، فأمسكه .
3- === {{ عبرت ببلاءٍ عن بلاء }} ===
سأل الجاحظ ورَّاقاً عن حاله فأجاب :
عيشي أضيق من محبرة ، وجسمي أدق من مسطرة ، وجاهي أرق من الزجاج ، ووجهي عند الناس أشد سواداً من الحبر بالزاج ، وحظي أخفى من شق القلم ، وجسمي أضعف من قصبة ، وطعامي أمض من الحبر ، وشرابي أمر من العفص ، وسوء الحال ألزم بي من الصمغ .
فقال الجاحظ : لقد عبرت ببلاءٍ عن بلاء .
4- === {{ حتى ترى الدنيا }} ===
كان الجاحظ على طعام ، فمرت بقربه امرأة طويلة القامة ، فأراد أن يمازحها
فقال لها : انزلي كلي معي !
فقالت : اصعد أنت حتى ترى الدنيا .
5- === {{ لحــوم الناس }} ===
نزل الجاحظ على صديق له ، فلم يطعمه لحماً ، فعرض له ، فقال الصديق :
إني لا أكثر اللحم منذ سمعت الحديث : ( إن الله يكره البيت اللحم ) .
فقال الجاحظ : يا أخي ، إنما أراد البيت الذي تُؤكل فيه لحوم الناس بالغيبة .
فلم يؤخر حضور اللحم منذ ذلك الوقت .
كتاب // أجمل وأروع نوادر وظرفاء العرب
إعداد // سامر محي الدين حشيمة
،
،
،
تقبلوا مني فائق ودي وتقديري
أختكم :: :: :: ::
:: :: :: :: دفا المشاعر :: :: :: ::