أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


يا طالب العلم ورافع راية الإسلام
يقول لك الشيخ سلمان العودة

نصائح يسطّرها –الشيخ- ويقدّمها إلى طلبة العلم، ملؤها الحبُّ والإخاءُ، ومراده؛ نصـرُ الدِّين، وجَمْعُ الكلمة، وبثُّ الألفة، وتقديرُ العلماء، واحترامُ الأئمة فأئمتنا أقمارٌ مضيئة؛ صاغت لنا طريق الهداية بسهر الليالي والصبر على المشاق بأنواعها، وكانت الأخلاقُ شعارهم ودثارهم:
** يقول الشيخ في هذا الأمر: (حفظوا مقام العلم، كما حفظوا مقام الأخلاق، وأيُّ علم بغير أخلاق؛ فهو علمٌ بلا عمل، أو هو صورة العلم لا حقيقته.
فإنَّ مِن أعظم العلم معرفة القطعيّات، ومن أعظم القطعيّات معرفة القَطْعيّات الأخلاقية والعملية؛ ولذا فقد اتّفقوا -واتّفقت الأُمّة كلّها- على وجوب محبّة المؤمنين بعضهم بعضاً، وعلى تحريم التّباغض والتّحاسد بين المؤمنين، وعلى أن رباط الإخاء الإيماني لا يزول إلا بزوال أصل الإيمان من القلب، وإن كان يتفاوت بتفاوته، كما اتّفقوا على حفظ الحقوق المنصوصة، والالتزام بالأخلاق المفترضة بين النّاس). [مع الأئمة/ص33].
** وقالَ الشيخ ونِعمَ ما قال: (إنّ معرفة الخلاف، والإحاطة بالأقوال، والوقوف على الأدلة؛ يورثُ هدوءاً في النّفْس، ويوسّعُ دائرة العُذْر للمُخالف، ويمنحُ مجالاً لحُسن الظّنّ به، ويحفظُ معاقِدَ الولاء والبراء التي هي أُصول الدِّين ومحكماته وقواعدهُ، فلا يتحوّل الخلافُ الفقهي أو الاجتهادي إلى سببٍ للخصومة والبغضاء والتعصب). [طفولة قلب...].
** وقال: (ندّعي أن الخلاف لا يُفسد للود قضية، بينما نتداعى إلى الصّواريخ العابرة للأخلاق عند أول بادرة اختلاف). [حساب الشيخ على تويتر/17/1/2013].
** وبصدق الطلب والإنصاف؛ نال أئمتنا –العلماء- ما نالوا من الخير والقَبول؛ حول هذه القضية قال الشيخ: (إنَّ الرّجوعَ إلى رأي المخالف؛ لا يكونُ إلا من إمامٍ صادقٍ، مُرادُه الله والدَّار الآخرة -وهم كانوا كذلك- لم يُذعنوا لأتّباعهم وتلاميذهم، ولا فتحوا آذانهم لنقل الحديث عن زيد وعُبيد، على سبيل الذَّم والوقيعة وإيغار الصُدور، ولا حزّبوا مَن وراءَهم على طاعتهم واتِّباعهم، وعيب مخالفيهم، ولم يكونوا مُذعنين لإرادة الطّلاب، ولا مأخوذين بكثرتهم؛ بل كانوا مستقلِّين استقلالاً ذاتيّاً عن الأتْباع، مع حفظهم لحقوقِهم ومقاماتِهم).[مع الأئمة/ص36].
** وسأله سائل:هل يجوز جرح أحد من العلماء؛ لأننا سمعنا عالماً آخر من العلماء يجرحه؟ فأجاب:
(طالب العلم المبتدئ؛ أسوء ما يعمله أن ينصِّب نفسه حكماً بين الأئمة والعلماء!! لكن هذا لا يمنع أن يقلّد أحدهم إذا كان ليس أهلاً لأن يجتهد في المسألة، ويرجّح بفهمه وعلمه؛ فلا مانع أنه يقلّد أحد هذين العالمين، أما أن ينحي على العالم الآخر، أو يجرّح فيه لأنّه سمع عالماً آخر يقول فيه قولاً، فهذا لا يجوز؛ لأنه لا يحقّ له أن يجعل من نفسه حكماً بين هؤلاء). [قواعد في توحيد الكلمة].
** وقال: (افهم الكلام فهماً موضوعياً علمياً، وإيّاك أن تبني على الكلام قصوراً من الظّنون، والتّوقعات، والاحتمالات وغير ذلك، فإنَّ هذا سببٌ في عدم الانتفاع بالعلم، وفي إيذاء الآخرين). [المراجعات/1].
**وقال: (نحن -دائماً وأبداً- نقول للناس: جزاكم الله خيراً! انتقدونا؛ لكن بالتي هي أَحسن، ليس بالشّتيمة ولا بالسّبِّ ولا بالتّعيير ولا بالافتراء والكذب والتّزوير، ولا باتِّهام النّيات...
فهناك فَرقٌ بين النّقد البنّاء الذي يستهدفُ الإصلاح، وبين النّقد الذي يستهدفُ التّشهير والتّجريح وتشويه السّمعة، والحطِّ من المكانة). [صلاح الظّاهر والباطن].
**وقال: (تعويد الإنسان نفْسه وتدريبها على الاعتدال والإنصاف عمليّاً؛ هو من الأمور العزيزة التي يجب على الدّاعية وطالب العلم والشّاب المسلم أن يُربّي ويوطّن نفْسه عليها).
[تقويم رجال الإسلام في العصر الحاضر].
**وقال: (إنَّ كثيراً من الطلبة إذا اختلفوا مع شخصٍ؛ تنقَّصُوه وهجروه، وربما تمنّوا هلاكَهُ! أو أن تنزل به فضيحة في عِلْمِه أو دِينه أو في دُنياهُ، حتى يشمتوا به؛ لفرطِ ما تشرَّبت قلوبهم من ذلك!! وهذا من سوء الرأي وضيق الأُفق وقلّة الدِّين). [مع الأئمة/ص138].
**وقال: (يجب الحذر من حظوظ النفس الخفية التي قد تحدث فرحاً بالغلط الذي قد يقع من أخيك). [حساب الشيخ على تويتر/9/11/2012].
**وقال: (طلبة العلم.. هم الأليق بأن يكونوا أوسع الناس أُفقاً، وأبعد الناس نظراً، وأكبر الناس عقولاً، وأصبغ النّاس، وأحلمهم، وأرحم النّاس بالنّاس، والمنتظر منهم -ومن غيرهم- أن من أساء إليك أن تحسن إليه، ومن أخطأ في حقِّك أن تصيب في حقِّه، وألا تقابل الإساءة بالإساءة؛ بل تقابل الإساءة بالإحسان، وتعفو وتصفح وتلتزم بالأفق الأوسع). [قواعد في توحيد الكلمة].
** المعلم والشيخُ هما أصل العملية التعليمة، هذا ما أكد عليه حين قال: (حبالُ العلم طويلة، وأغواره بعيدة، وشواطئه نائية، ومن ثَمَّ فإنّه لا ينالُ إلا بالقدوة والأستاذ والمتابعة والتواضع والاستقامة، وما عدا ذلك؛ لا يعدُو أن يكون فقاقيع لا تُغني إلا بقدر ما تمكث، ثم لا تلبث أن تزول دون أثر، وتمحي بغير نفع). [مع الأئمة/ص62].
** وقال أيضاً: (إنّ الذي أخذ علمه عن الأوراق والقماطر، ولم يثنِ ركبته عند أهل العلم؛ كثيراً ما يقع في الخطأ والوهم والتّحريف والتّصحيف؛ لسوء فهمه وقلّة علمه وضبطِه). [حديث الرَكْب].
المرجع كتاب (عبق الوردة من روض الشيخ سلمان بن فهد العودة)