’،


" الخُبــــــــز"

هو نتاج رحلة طويلة من العناء و المكابدة ..

هو ما يقتات عليه ملايين البشر ..

هو ما تدفع الدول مبالغاً طائلة لـ تطويره !!

- نعم بعض الدول تُطَوِّرُ الخبز و تعتني به كأهم مواردها
و الخبز كان ولا زال أداة تنشر بها ثقافات البلدان و ذلك عن طريق تصديرها ..


" المخبـــــــــــــــز"

مكان حيث توضع فيه المخبوزات لتطويرها و جعلها صالحة للالتهام ..

كان سبب انهيار الكثير من المخابز هو عدماهتمامها بكيفية وصول الخبز إليها !

بل كان الخبازون يجعلون من المخبوز ملكية لهم ..

و بذلك ينسبون إلى ذواتهم كل الفضل جاعلين من الشخصيات الأخرى

" نكرات " و " التعريف " لهم !

فانهارت المخابز بسبب جرائم الخبازين .. و على ذكر الخبازين !!


" الخبـــــــــــــاز "

هو تلك الآلة المتحكمة بطريقة الخبز و كيفية اخراج المخبوز بصورة مهذبة

لا تضر أحداً .. و بعض الأحيان لا تنفع أحداً !!

نعم هي آلة لتجردها من المنطق .. وقد مرت هذه الآلة بتطورات منذ نشأتها

فقد كانت مهنة الخباز قديماً حكراً على بني البشر ، و لكن الخبازين ارتكبوا جرائم كالتي ذكرناها .. جردتهم من البشرية ، فقرر مجتمع الرماديين ان ينفي عنهم البشرية ..

و يصنفهم ضمن الآلات .. و للعلم تصنيف مجتمع الرماديين غير مقبول إلا عند المزارعين .. !

سنشرح الأمر لاحقاً ..


" المُزارع "

هو الذي يبذل كل المجهود و يبدأ من البذرة ، و الفضل بعد الله يعود إليه عندما تصبح البذرة ثمرة .. !

و لأن الخبز ليس سوى نتاج للثمرة و الثمرة نتاج البذرة فإن الفضل في كل العمليات السابقة عائدٌ إلى حضرة الزارع المجتهد .. العفيف !

و بعد كل الضباب القابع فوق شخصية المزارع و الغموض الذي يلف شخصيته

لم يعطه أحدٌ حقه غير مجتمع الرماديين .. لأنهم نفس الطبقة " تقريباً "

و لأنهم يعانون المشاكل عينها !

فقرر مجتمع الرماديين انه لا يوجد - انسان - أو - كائن بشري - المذكورة أسمائهم أعلاه غير هذا المزارع الكادح ، فكانت هذه بذرة الصداقة بين المزارعين و الرماديين ..

" مجتمع الرماديين "



الشخص الرمادي هو الذي سيأسره اللون الرمادي في الصورة ..
بعكس الآخرين الذين سيفهمون الرمادي على أنه إيحاء بالكئابة !

الشخص الرمادي يحب الكلاسيكيات ، مبدع و لكن إبداعه " خام "

بلا مؤثرات و خارجية و لا ثقافات أجنبية دخيلة !!

الرمادي رجلاً كان أو امرأة هو كنز دفين لا يظهر حقيقته لأقرانه و لا لغيره !

له عقلٌ أكبر منه ..

المهم أن الرماديين لكونهم أكثر الناس رقياً و تجرداً من النرجسية و الأنانية

أنشئو سوياً مجتمع الرماديين فاستطاعوا ان يمتلكوا ما عجزت القوى العظمى عن امتلاكه و كان ذلك عن طريق قوة امتلكوها تسمى " القناعة "

بها كانوا اسعد الناس و أغناهم ..

هذه كل الشخصيات التي يجب ان نتعرف عليها قبل خوض غمار الحقيقة المرة !

ملحوظة : الفقرة القادمة تحتوي على صور للبالغين فقط .. لا يجب بالضرورة ان يكون لها علاقة بالحديث الذي فوقها او الذي تحتها .. !

بدأ كل شيء عندما سار المزارع في الأرض و مشى في مناكبها ، فطابت له النسائم و لذ له العيش !

كانت تلك اعادة تدوير لكل ما يملكه المزارع من إرث و تواريخ قابعة في دماغه

كان يعيد التأمل في العالم و يتخيل صورة الأرض و هو واقف عليها !

ثم يتخيل الشمس و هي تلمع في عينيه ، ثم يرى نفسه العاقل الوحيد في وسطه الذي يعيش فيه ..



منذ تلك النظرة ، أصبحت الوحدة هي الحالة الفضلى لكل بشري

كانت نظرة جلبت الهدوء

بها بدأ الهدوء يدب في كل التفاصيل ،

كانت هي البذرة .. و كل الثمار اللاحقة أتت من نتاج تلك النظرة !!

هالة من السكون اجتاحت العالم و أصبح الصمت محراباً لكل المعاني




عندما اطبقت الأفواه أصبح الوجود بارزاً أكثر بلا ضوضاء
بلا أصوات كثيرة تحجب الرؤية !
الكل يبتسم للآخر ، و يتمنى أن يعرف ما يدور بداخله ..

و هذا كان سبباً في تطوُّر نزعة حب الاستطلاع عند الكائن البشري

و هذه النزعة جعلته يكتشف جمال الأفق و روعة السحب .. و افتتن الرجل

بـ فتنة النعومة ، بـ سادنة القمر ، بـ التي خلقها الله من ضلعه !

فكان يشاركها في كل شيء .. حتى جعلها " في بعض الأحوال " أغلى من ذاته ..



و بعد ان تذوق البشري لذة الحديث مع حواء

و عذوبة أفكارها ، قرر أن يجعلها حكراً عليه ..

لن تخرج للعالم و لن يمتلكها أحد غيره !

* ماتت دهشة البشري بحواء ، فقد استهلكها و أصبحت شيئاً عادياً ..

فقدان الدهشة و الاعجاب بحواء جعل البشري يستكشف الأفق مرة أخرى !

يبحث عن الاندهاش كقيمة حياتية ، الجميل في الأمر أنه وجد الاندهاش

لكن ليس كـ قيمة حياتية بل كـ أسلوب حياة ..

بدأ الاستيطان يدب في منابر السكون و اختفى سجو المفاصل البشرية

و ظهر الصخب في ملامح الصور ، كما ترون .. كل شيء يدل على صخب التغيير







بعد ان شهد البشري هذا المقدار الهائل من الصخب ،

أراد أن يعيد إحياء ذاكرته .. فشغله عن ذلك استمرار الصخب

كثرة التفاصيل ، و فوضى الصباحات .. !

الضوضاء لم تعطي البشري فرصة ليتذكر أصله و أساس مدرسته الفكرية

- إن تمعن جيداً لوجد أن أساس كل هذه المحطات هي نظرة المزارع الأولى

و تأمله للوجود ،

و إن التفت للمزارع لوجده منهمكٌ في سبب خلقه و تكوينه
منهمكٌ في الشيء الذي أوجده الله ليقوم به على أكمل وجه ..



على عكس البشري المبتعد عن أفلاك المزارعين ،

انشغل بأشياء أخرى مثل :



كل شيء في الصورة السابقة مألوف إلا ..
اللون الأبيض ،

فهو فسحتهم للبحث عن النقاء وسط كل الضجيج

* إذاً انشغل البعض بالدين و البعض بملاهي الحياة و الصنف الأخير ....
اشتغل بالخبز .. !
نعم هذه هي كل الحكاية ..

الخُبز هو الفكرة ،

الخبَّاز هو المسئول عن تصدير الأفكار للعالم ،

المخبز هو عقل المفكر الذي ينمي الأفكار ،

المزارع هو الذي يمسك طرف الخيط و يزرع بذرة الفكرة

فيستغل الخبازون بساطته ليتبنو أفكاره البسيطة ،

الرمادي هو الذي شابه المزارع في المنهج إلا أنه يستمد

كل أفكاره من تعلقه بماضيه و ماضي أمته
قريباً جداً ستنهار مخابز العالم !

و لن تزرع البشرية إلا فوق حـ( ع )ـقول الرماديين !

وقتها :

ستجدني عند الحقل ،

ازرع بعض العقل ،

ازرع نفسي شمس نضالٍ ،

تثمر بعض الظل ،

انزع عن نفسي شهواتي ،

اجني ثمر النُبل ،

فوق مرافي الخُبز الداكنِ ،

يجثم شبح الجهل ،

دع مأساة الخُبز و نادي ،

إن سكوتك بعض الذل ،

الدنيا كسرةُ مخبوزٍ ،

و الموقف جدٌ لا هزل ،

و الخباز مرائٍ ، كاذبُ ، أفاكٌ أيضاً و مُضِل ،

أين صلاح الدين يطهر هذي الأمة من ذا الكحل ،

من زيف حياةٍ أبهرها ، من تقصيري و كذا البُخل ،

فأنا المفلسُ و المتقاعسُ و المشغوف بلدغ النحل ،

دع مأساة الخُبز و دندن ،

هُز كيان الكون و قل :

إني المسلم من بلساني نُظِمَت كل عقودِ الدُر ،

إني المؤمن من تاريخي يأسر كل لبيبٍ حُر ،

فوق حقول رماد الدنيا ، سوف أقيم محافل وجدي ،



^
^



للعقول الرمادية :)
طويل بس حلو للي يفهمه
ان شاءالله يعجبكم

م / ن

:$

..