أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم
إنَّ الحمدَ لِلهِ نحمدُهُ ونستعينُهُ ونستغفِرُه ونعوذُ باللهِ من شُرورِ أنفسِنا ومن سيئاتِ أعمالِنا من يهدِهِ اللهُ فلا مُضِلَّ له ومن يُضْلِل فلا هاديَ له وأشهدُ أن لا إِلهَ إلا الله وحده لا شريكَ له وأشهدُ أنَّ محمَّداً عَبْدُهُ ورسُولُه.
أمّا بعدُ :
فهذه أربعون حديثاً في بابٍ من أبوابِ الدِّين مُهِمٍّ يحتاجُ إليهِ الخطيبُ والمحاضِرُ والمُوجِّه والمُعَلِّمُ والمُرَبِّي وغيرُهم من المسئولين عَنْ تَوجِيهِ النَّاس . جمعتُها وكتبتُ لها تَرَاجُمَ مختصرةً واستخرتُ اللهَ في نشرِها ليعُمَّ نفعُها بإذنِ اللهِ تعالى وهو المسئول أن يكتبَ لها القَبُولَ وينفعَ بها جامِعَها وناشِرَها وقارِئها وحافِظَها والنَّاظِرَ فيها إنَّه وَليُّ ذلك وهو القادِرُ عليه .
الموعظة البليغة تؤثر في السامعين
1-عن أَبي نَجيحٍ العِرباضِ بنِ سَارية -ررر ، قَالَ : وَعَظَنَا رسولُ اللهِ - صصص- مَوعظةً بَليغَةً وَجِلَتْ مِنْهَا القُلُوبُ ، وَذَرَفَتْ مِنْهَا العُيُونُ ، فَقُلْنَا :
يَا رسولَ اللهِ ، كَأَنَّهَا مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَأوْصِنَا ، قَالَ : (( أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللهِ ، وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإنْ تَأمَّر عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ ، وَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اختِلافاً كَثيراً ، فَعَليْكُمْ بسُنَّتِي وسُنَّةِ الخُلَفاءِ الرَّاشِدِينَ المَهْدِيِيِّنَ عَضُّوا عَلَيْهَا بالنَّواجِذِ ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ ؛ فإنَّ كلَّ بدعة ضلالة )) رواه أَبُو داود والترمذي ، وَقالَ : (( حديث حسن صحيح ))، وصححه الألباني .
2-عن عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَاصِمٍ -رررقَالَ : لَمَّا أَفَاءَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ - صصص- يَوْمَ حُنَيْنٍ قَسَمَ فِي النَّاسِ فِي الْمُؤَلَّفَةِ قَلُوبُهُمْ وَلَمْ يُعْطِ الأَنْصَارَ شَيْئًا؛ فَكَأَنَّهُمْ وَجَدُوا، إِذْ لَمْ يُصِبْهُمْ مَا أَصَابَ النَّاسَ، فَخَطَبَهُمْ فَقَالَ :(( يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ أَلَمْ أَجِدْكُمْ ضُلاَّلاً فَهَدَاكُمُ اللهُ بِي ، وَكُنْتُمْ مُتَفَرِّقِينَ فَأَلَّفَكُمُ اللهُ بِي ، وَعَالَةً فَأَغْنَاكُمُ الله بِي )) كلَّمَا قَالَ شَيْئًا، قَالُوا : ((اللهُ وَرَسُولُهُ أَمَنُّ))؛ قَالَ: مَا يَمْنَعُكُمْ أَنْ تُجِيبُوا رَسُولَ اللهِ - صصص- قَالَ، كُلَّمَا قَالَ شَيْئًا، قَالُوا :(( اللهُ وَرَسُولُهُ أَمَنُّ ))قَالَ: ((لَوْ شِئتُمْ قُلْتُمْ : جِئْتَنَا كَذَا وَكَذَا، أَتَرْضَوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالشَّاةِ وَالْبَعِيرِ وَتَذْهَبُونَ بِالنَّبِيِّ - صصص إِلَى رِحَالِكُمْ لَوْلاَ الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرءًا مِنَ الأَنْصَارِ، وَلَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا وَشِعْبًا لَسَلَكْتُ وَادِيَ الأَنْصَارِ وَشِعْبَهَا، الأَنْصَارُ شِعَارٌ وَالنَّاسُ دِثَارٌ، إِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الْحَوْضِ))مُتَّفَق عَلَيهِ .
3-عَنْ جَابِرِ -ررر- في حديثه الطويل في صفة حجة النييصصص قال : فَخَطَبَ النَّاسَ وَقَالَ : (( إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ حَرَامٌ عَلَيْكُمْ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِى شَهْرِكُمْ هَذَا فِى بَلَدِكُمْ هَذَا أَلاَ كُلُّ شَىْءٍ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ تَحْتَ قَدَمَىَّ مَوْضُوعٌ وَدِمَاءُ الْجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعَةٌ وَإِنَّ أَوَّلَ دَمٍ أَضَعُ مِنْ دِمَائِنَا دَمُ ابْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ كَانَ مُسْتَرْضِعًا فِى بَنِى سَعْدٍ فَقَتَلَتْهُ هُذَيْلٌ وَرِبَا الْجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعٌ وَأَوَّلُ رِبًا أَضَعُ رِبَانَا رِبَا عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَإِنَّهُ مَوْضُوعٌ كُلُّهُ فَاتَّقُوا اللَّهَ فِى النِّسَاءِ فَإِنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانِ اللَّهِ وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَلَيْهِنَّ أَنْ لاَ يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ أَحَدًا تَكْرَهُونَهُ. فَإِنْ فَعَلْنَ ذَلِكَ فَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غَيْرَ مُبَرِّحٍ وَلَهُنَّ عَلَيْكُمْ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَقَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ إِنِ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ كِتَابَ اللَّهِ. وَأَنْتُمْ تُسْأَلُونَ عَنِّى فَمَا أَنْتُمْ قَائِلُونَ ». قَالُوا نَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ وَأَدَّيْتَ وَنَصَحْتَ. فَقَالَ بِإِصْبَعِهِ السَّبَّابَةِ يَرْفَعُهَا إِلَى السَّمَاءِ وَيَنْكُتُهَا إِلَى النَّاسِ ((اللَّهُمَّ اشْهَدِ اللَّهُمَّ اشْهَدْ )). ثَلاَثَ مَرَّاتٍ . رواه مسلم.
الترهيب من الابتداع في الدين -موعظة نبوية -
4- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ-رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ : قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ -صصص - خَطِيبًا بِمَوْعِظَةٍ فَقَالَ :
((يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّكُمْ تُحْشَرُونَ إِلَى اللَّهِ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلاً {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ}أَلاَ وَإِنَّ أَوَّلَ الْخَلاَئِقِ يُكْسَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَلاَ وَإِنَّهُ سَيُجَاءُ بِرِجَالٍ مِنْ أُمَّتِى فَيُؤْخَذُ بِهِمْ ذَاتَ الشِّمَالِ فَأَقُولُ يَا رَبِّ أَصْحَابِى. فَيُقَالُ إِنَّكَ لاَ تَدْرِى مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ. فَأَقُولُ كَمَا قَالَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ
{وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِى كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ شَهِيدٌ إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}قَالَ : فَيُقَالُ لِى : إِنَّهُمْ لَمْ يَزَالُوا مُرْتَدِّينَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ مُنْذُ فَارَقْتَهُمْ )). وَفِى حَدِيثِ وَكِيعٍ وَمُعَاذٍ فَيُقَالُ: ((إِنَّكَ لاَ تَدْرِى مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ )). مُتَّفَق ٌعَلَيهِ .واللفظ لمسلم .
الوصية بالكتاب والسنة وآل البيت
5-عن زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ- رررقَالَ :
((قَامَ رَسُولُ اللَّهِ -صصص يَوْمًا فِينَا خَطِيبًا بِمَاءٍ يُدْعَى خُمًّا بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَوَعَظَ وَذَكَّرَ ثُمَّ قَالَ : (( أَمَّا بَعْدُ أَلاَ أَيُّهَا النَّاسُ فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ يُوشِكُ أَنْ يَأْتِىَ رَسُولُ رَبِّى فَأُجِيبَ وَأَنَا تَارِكٌ فِيكُمْ ثَقَلَيْنِ أَوَّلُهُمَا كِتَابُ اللَّهِ فِيهِ الْهُدَى وَالنُّورُ فَخُذُوا بِكِتَابِ اللَّهِ وَاسْتَمْسِكُوا بِهِ )). فَحَثَّ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ وَرَغَّبَ فِيهِ ثُمَّ قَالَ : (( وَأَهْلُ بَيْتِى أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ فِى أَهْلِ بَيْتِى أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ فِى أَهْلِ بَيْتِى أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ فِى أَهْلِ بَيْتِى )). فَقَالَ لَهُ حُصَيْنٌ : وَمَنْ أَهْلُ بَيْتِهِ يَا زَيْدُ أَلَيْسَ نِسَاؤُهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ ؟))قَالَ :(( نِسَاؤُهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ وَلَكِنْ أَهْلُ بَيْتِهِ مَنْ حُرِمَ الصَّدَقَةَ بَعْدَهُ )). قَالَ :(( وَمَنْ هُمْ قَالَ هُمْ آلُ عَلِىٍّ وَآلُ عَقِيلٍ وَآلُ جَعْفَرٍ وَآلُ عَبَّاسٍ . قَالَ :
(( كُلُّ هَؤُلاَءِ حُرِمَ الصَّدَقَةَ ؟ )) قَالَ : (( نَعَمْ)). رواه مسلم.
اغتنام فرص الحياة-موعظة نبوية -
6-عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ-رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ:
قَالَرَسُولُ اللَّهِ صصص لِرَجُلٍ وَهُوَ يعِظُه :
((اغْتَنِمْ خَمْساً قَبْلَ خَـــــمْسٍ :
شَبابَكَ قَبْلَ هَرَمِك ، وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِك ، وَغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِك ، وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغْلِك ، وَحَيَاتَكَ قَبْلَ مُوْتِك)) .
رواه الحاكم ، وقال : صحيح على شرطهما ،وصححه الألباني .
موعظة جبريل للرسول -صصص -
7-عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ- ررر- قَالَ:
((جَاءَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ إِلَى النَّبِيِّ صصص فَقَالَ :
يَا مُحَمَّدُ ، عِشْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مَيِّتٌ ، وَأَحْبِبْ مَنْ أَحْبَبْتَ فَإِنَّكَ مَفَارِقُهُ ، وَاعْمَلْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مَجْزِيٌّ بِهِ ثُمَّ قَالَ : يَا مُحَمَّدُ شَرَفُ الْمُؤْمِنِ قِيَامُ اللَّيْلِ وَعِزُّهُ اسْتِغْنَاؤُهُ عَنِ النَّاسِ )) .
رواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن وحسنه الألباني.
التذكير بأيام الله في المواعظ
8-عَنِ الزُّبَيْرِ- ررر- عنه قَالَ :
((كَانَ رَسُولُ اللَّهِصصصيَخْطُبُنَا ، فَيُذَكِّرُنَا بِأَيَّامِ اللَّهِ حَتَّى نَعْرِفَ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ وَكَأَنَّهُ نَذِيرُ قَوْمٍ يُصَبِّحُهُمْ الْأَمْرُ غُدْوَةً ، وَكَانَ إِذَا كَانَ حَدِيثَ عَهْدٍ بِجِبْرِيلَ لَمْ يَتَبَسَّمْ ضَاحِكًا حَتَّى يَرْتَفِعَ عَنْهُ )) . أخرجهأحمد و البزار والطبراني في الأوسط.
9-عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ- ررر:
(( قَالَتْ النِّسَاءُ لِلنَّبِيِّ صصص: غَلَبَنَا عَلَيْكَ الرِّجَالُ فَاجْعَلْ لَنَا يَوْمًا مِنْ نَفْسِكَ فَوَعَدَهُنَّ يَوْمًا لَقِيَهُنَّ فِيهِ فَوَعَظَهُنَّ وَأَمَرَهُنَّ فَكَانَ فِيمَا قَالَ لَهُنَّ : ((مَا مِنْكُنَّ امْرَأَةٌ تُقَدِّمُ ثَلَاثَةً مِنْ وَلَدِهَا إِلَّا كَانَ لَهَا حِجَابًا مِنْ النَّارِ فَقَالَتْ امْرَأَةٌ : ((وَاثْنَيْنِ )) فَقَالَ : ((وَاثْنَيْنِ )) .
رواه البخاري .
10- عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ :
(( قَامَ النَّبِيُّ صصصيَوْمَ الْفِطْرِ فَصَلَّى ، فَبَدَأَ بِالصَّلاَةِ ، ثُمَّ خَطَبَ ، فَلَمَّا فَرَغَ نَزَلَ فَأَتَى النِّسَاءَ فَذَكَّرَهُنَّ ، وَهُوَ يَتَوَكَّأُ عَلَى يَدِ بِلاَلٍ ، وَبِلاَلٌ بَاسِطٌ ثَوْبَهُ ، يُلْقِي فِيهِ النِّسَاءُ الصَّدَقَةَ)) مُتَّفَق ٌعَلَيهِ .
11-عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍررر أنه سأل ابْنَ عُمَرَ-رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ :
(( قُلْتُ : أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُتَلاَعِنَانِ أَيُفَرَّقُ بَيْنَهُمَا ؟ )) قَالَ : (( سُبْحَانَ اللَّهِ! نَعَمْ . إِنَّ أَوَّلَ مَنْ سَأَلَ عَنْ ذَلِكَ فُلاَنُ بْنُ فُلاَنٍ , قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَرَأَيْتَ أَنْ لَوْ وَجَدَ أَحَدُنَا امْرَأَتَهُ عَلَى فَاحِشَةٍ كَيْفَ يَصْنَعُ إِنْ تَكَلَّمَ تَكَلَّمَ بِأَمْرٍ عَظِيمٍ. وَإِنْ سَكَتَ سَكَتَ عَلَى مِثْلِ ذَلِكَ قَالَ :
فَسَكَتَ النَّبِىُّصصصفَلَمْ يُجِبْهُ ، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ أَتَاهُ ، فَقَالَ :
((إِنَّ الَّذِى سَأَلْتُكَ عَنْهُ قَدِ ابْتُلِيتُ بِهِ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَؤُلاَءِ الآيَاتِ فِى سُورَةِ النُّورِ { وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ } فَتَلاَهُنَّ عَلَيْهِ ، وَوَعَظَهُ وَذَكَّرَهُ، وَأَخْبَرَهُ أَنَّ عَذَابَ الدُّنْيَا أَهْوَنُ مِنْ عَذَابِ الآخِرَةِ، قَالَ: ((لاَ وَالَّذِى بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا كَذَبْتُ عَلَيْهَا.)) ، ثُمَّ دَعَاهَا فَوَعَظَهَا, وَذَكَّرَهَا ، وَأَخْبَرَهَا أَنَّ عَذَابَ الدُّنْيَا أَهْوَنُ مِنْ عَذَابِ الآخِرَةِ. قَالَتْ :
((لاَ وَالَّذِى بَعَثَكَ بِالْحَقِّ إِنَّهُ لَكَاذِبٌ )) فَبَدَأَ بِالرَّجُلِ فَشَهِدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ، ثُمَّ ثَنَّى بِالْمَرْأَةِ ، فَشَهِدَتْ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ وَالْخَامِسَةُ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ . ثُمَّ فَرَّقَ بَيْنَهُمَا )). رواه مسلم.
12- عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ-رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صصصلِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ حِينَ بَعَثَهُ إِلَى الْيَمَنِ :
((إِنَّكَ سَتَأْتِي قَوْمًا أَهْلَ كِتَابٍ فَإِذَا جِئْتَهُمْ فَادْعُهُمْ إِلَى أَنْ يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ . فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لَكَ بِذَلِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لَكَ بِذَلِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ . فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لَكَ بِذَلِكَ فَإِيَّاكَ وَكَرَائِمَ أَمْوَالِهِمْ وَاتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ فَإِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ )). مُتَّفَق ٌعَلَيهِ .
13-عَنْ لَقِيطِ بْنِ صَبْرَةَ- ررر- :
وفيه : ((قَالَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي امْرَأَةً وَإِنَّ فِي لِسَانِهَا شَيْئًا يَعْنِي الْبَذَاءَ قَالَ: (( فَطَلِّقْهَا إِذًا )). قَالَ : ((قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لَهَا صُحْبَةً وَلِي مِنْهَا وَلَدٌ))قَالَ : (( فَمُرْهَا يَقُولُ عِظْهَا فَإِنْ يَكُ فِيهَا خَيْرٌ فَسَتَفْعَلْ, وَلَا تَضْرِبْ ظَعِينَتَكَ كَضَرْبِكَ أُمَيَّتَكَ)) فَقُلْتُ : ((يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِي عَنْ الْوُضُوءِ )) . قَالَ : ((أَسْبِغْ الْوُضُوءَ وَخَلِّلْ بَيْنَ الْأَصَابِعِ وَبَالِغْ فِي الِاسْتِنْشَاقِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ صَائِمًا)).رواهأبو داود وصححه الألباني .
الظعينة : المرأة . وسميت ظعينة لأنها تظعن مع الزوج وتنتقل بانتقاله .
14-عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَمْعَةَ-ررر : أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّe يَخْطُبُ وَذَكَرَ النَّاقَةَ وَذَكَرَالَّذِيعَقَرَهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صصص :
(({إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا} انْبَعَثَ لَهَا رَجُلٌ عَزِيزٌ عَارِمٌ مَنِيعٌ فِي رَهْطِهِ مِثْلُ أَبِي زَمْعَةَ ))، ثُمَّ ذَكَرَ النِّسَاءَ فَوَعَظَ فِيهِنَّ ثُمَّ قَالَ :
((إِلاَمَ يَجْلِدُأَحَدُكُمُ امْرَأَتَهُ))فِى رِوَايَةِ أَبِى بَكْرٍ((جَلْدَ الأَمَةِ)). وَفِى رِوَايَةِ أَبِى كُرَيْبٍ ((جَلْدَ الْعَبْدِ وَلَعَلَّهُ يُضَاجِعُهَا مِنْ آخِرِ يَوْمِهِ ))، ثُمَّ وَعَظَهُمْ فِى ضَحِكِهِمْ مِنَ الضَّرْطَةِ فَقَالَ: ((إِلاَمَ يَضْحَكُ أَحَدُكُمْ مِمَّا يَفْعَلُ ؟))
رواهالبخاريومسلم. وهذا لفظ مسلم .
وعظ الولي موليته لحق زوجها
15-عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ-رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ :
(( لَمْ أَزَلْ حَرِيصًا عَلَى أَنْ أَسْأَلَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ الْمَرْأَتَيْنِ مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّe اللَّتَيْنِ قَالَ اللَّهُ : { إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا } . حَتَّى حَجَّ وَحَجَجْتُ مَعَهُ وَعَدَلَ وَعَدَلْتُ مَعَهُ بِإِدَاوَةٍ , فَتَبَرَّزَ ثُمَّ جَاءَ فَسَكَبْتُ عَلَى يَدَيْهِ مِنْهَا فَتَوَضَّأَ, فَقُلْتُ لَهُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَنْ الْمَرْأَتَانِ مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّصصصاللَّتَانِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى :{ إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} ؟ قال : قَالَ وَاعَجَبًا لَكَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ, هُمَا عَائِشَةُ وَحَفْصَةُ. ثُمَّ اسْتَقْبَلَ عُمَرُ الْحَدِيثَ يَسُوقُهُ قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَجَارٌ لِي مِنْ الْأَنْصَارِ فِي بَنِي أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ وَهُمْ مِنْ عَوَالِي الْمَدِينَةِ, وَكُنَّا نَتَنَاوَبُ النُّزُولَ عَلَى النَّبِيِّصصص فَيَنْزِلُ يَوْمًا وَأَنْزِلُ يَوْمًا فَإِذَا نَزَلْتُ جِئْتُهُ بِمَا حَدَثَ مِنْ خَبَرِ ذَلِكَ الْيَوْمِ مِنْ الْوَحْيِ أَوْ غَيْرِهِ, وَإِذَا نَزَلَ فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ, وَكُنَّا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ نَغْلِبُ النِّسَاءَ , فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَى الْأَنْصَارِ إِذَا قَوْمٌ تَغْلِبُهُمْ نِسَاؤُهُمْ, فَطَفِقَ نِسَاؤُنَا يَأْخُذْنَ مِنْ أَدَبِ نِسَاءِ الْأَنْصَارِ . فَصَخِبْتُ عَلَى امْرَأَتِي فَرَاجَعَتْنِي , فَأَنْكَرْتُ أَنْ تُرَاجِعَنِي قَالَتْ: وَلِمَ تُنْكِرُ أَنْ أُرَاجِعَكَ؟ فَوَاللَّهِ إِنَّ أَزْوَاجَ النَّبِيِّصصص لَيُرَاجِعْنَهُ وَإِنَّ إِحْدَاهُنَّ لَتَهْجُرُهُ الْيَوْمَ حَتَّى اللَّيْلِ. فَأَفْزَعَنِي ذَلِكَ وَقُلْتُ لَهَا: قَدْ خَابَ مَنْ فَعَلَ ذَلِكِ مِنْهُنَّ. ثُمَّ جَمَعْتُ عَلَيَّ ثِيَابِي , فَنَزَلْتُ فَدَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ فَقُلْتُ لَهَا: أَيْ حَفْصَةُ أَتُغَاضِبُ إِحْدَاكُنَّ النَّبِيَّصصص الْيَوْمَ حَتَّى اللَّيْلِ ؟ قَالَتْ: نَعَمْ, فَقُلْتُ : قَدْ خِبْتِ وَخَسِرْتِ, أَفَتَأْمَنِينَ أَنْ يَغْضَبَ اللَّهُ لِغَضَبِ رَسُولِهِ صصص فَتَهْلِكِي ؟ لَا تَسْتَكْثِرِي النَّبِيَّ صصص وَلَا تُرَاجِعِيهِ فِي شَيْءٍ وَلَا تَهْجُرِيهِ, وَسَلِينِي مَا بَدَا لَكِ وَلَا يَغُرَّنَّكِ أَنْ كَانَتْ جَارَتُكِ أَوْضَأَ مِنْكِ وَأَحَبَّ إِلَى النَّبِيِّصصص - يُرِيدُ عَائِشَةَ - . قَالَ عُمَرُ: وَكُنَّا قَدْ تَحَدَّثْنَا أَنَّ غَسَّانَ تُنْعِلُ الْخَيْلَ لِغَزْوِنَا, فَنَزَلَ صَاحِبِي الْأَنْصَارِيُّ يَوْمَ نَوْبَتِهِ, فَرَجَعَ إِلَيْنَا عِشَاءً فَضَرَبَ بَابِي ضَرْبًا شَدِيدًا وَقَالَ : أَثَمَّ هُوَ ؟ فَفَزِعْتُ فَخَرَجْتُ إِلَيْهِ, فَقَالَ: قَدْ حَدَثَ الْيَوْمَ أَمْرٌ عَظِيمٌ ، قُلْتُ : مَا هُوَ ؟ أَجَاءَ غَسَّانُ؟ قَالَ: لَا بَلْ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ وَأَهْوَلُ. طَلَّقَ النَّبِيُّ صصص نِسَاءَهُ فَقُلْتُ : خَابَتْ حَفْصَةُ وَخَسِرَتْ. قَدْ كُنْتُ أَظُنُّ هَذَا يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ. فَجَمَعْتُ عَلَيَّ ثِيَابِي, فَصَلَّيْتُ صَلَاةَ الْفَجْرِ مَعَ النَّبِيِّ صصص , فَدَخَلَ النَّبِيُّ صصص مَشْرُبَةً لَهُ فَاعْتَزَلَ فِيهَا, وَدَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ فَإِذَا هِيَ تَبْكِي, فَقُلْتُ : ما يُبكيكِ , ألم أكن حذَّرتُكِ هذا, أطلقَكُنَّ النبيُّصصص؟ قَالَتْ: (( لَا أَدْرِي, هَا هُوَ ذَا مُعْتَزِلٌ فِي الْمَشْرُبَةِ )) فَخَرَجْتُ فَجِئْتُ إِلَى الْمِنْبَرِ فَإِذَا حَوْلَهُ رَهْطٌ يَبْكِي بَعْضُهُمْ فَجَلَسْتُ مَعَهُمْ قَلِيلًا, ثُمَّ غَلَبَنِي مَا أَجِدُ فَجِئْتُ الْمَشْرُبَةَ الَّتِي فِيهَا النَّبِيُّ صصصفَقُلْتُ لِغُلَامٍ لَهُ أَسْوَدَ: (( اسْتَأْذِنْ لِعُمَرَ )), فَدَخَلَ الْغُلَامُ فَكَلَّمَ النَّبِيَّ صصص ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ: ((كَلَّمْتُ النَّبِيَّصصص وَذَكَرْتُكَ لَهُ فَصَمَتَ )), فَانْصَرَفْتُ حَتَّى جَلَسْتُ مَعَ الرَّهْطِ الَّذِينَ عِنْدَ الْمِنْبَرِ, ثُمَّ غَلَبَنِي مَا أَجِدُ فَجِئْتُ فَقُلْتُ : لِلْغُلَامِ : (( اسْتَأْذِنْ لِعُمَرَ )), فَدَخَلَ ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ : (( قَدْ ذَكَرْتُكَ لَهُ فَصَمَتَ )) فَرَجَعْتُ فَجَلَسْتُ مَعَ الرَّهْطِ الَّذِينَ عِنْدَ الْمِنْبَرِ ثُمَّ غَلَبَنِي مَا أَجِدُ فَجِئْتُ الْغُلَامَ فَقُلْتُ : (( اسْتَأْذِنْ لِعُمَرَ )) فَدَخَلَ ثُمَّ رَجَعَ إِلَيَّ فَقَالَ : (( قَدْ ذَكَرْتُكَ لَهُ فَصَمَتَ )). فَلَمَّا وَلَّيْتُ مُنْصَرِفًا قَالَ إِذَا الْغُلَامُ يَدْعُونِي فَقَالَ : (( قَدْ أَذِنَ لَكَ النَّبِيُّ صصص )) فَدَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صصص فَإِذَا هُوَ مُضْطَجِعٌ عَلَى رِمَالِ حَصِيرٍ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ فِرَاشٌ قَدْ أَثَّرَ الرِّمَالُ بِجَنْبِهِ مُتَّكِئًا عَلَى وِسَادَةٍ مِنْ أَدَمٍ حَشْوُهَا لِيفٌ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ثُمَّ قُلْتُ وَأَنَا قَائِمٌ : (( يَا رَسُولَ اللَّهِ أَطَلَّقْتَ نِسَاءَكَ ؟ فَرَفَعَ إِلَيَّ بَصَرَهُُ فَقَالَ :(( لا )) ،فَقُلْتُ: (( اللَّهُ أَكْبَرُ )) ثُمَّ قُلْتُ وَأَنَا قَائِمٌ أَسْتَأْنِسُ: ((يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ رَأَيْتَنِي وَكُنَّا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ نَغْلِبُ النِّسَاءَ فَلَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ إِذَا قَوْمٌ تَغْلِبُهُمْ نِسَاؤُهُمْ, فَتَبَسَّمَ النَّبِيُّ صصص ثُمَّ قُلْتُ: ((يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ رَأَيْتَنِي وَدَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ فَقُلْتُ لَهَا: لَا يَغُرَّنَّكِ أَنْ كَانَتْ جَارَتُكِ أَوْضَأَ مِنْكِ وَأَحَبَّ إِلَى النَّبِيِّ صصص )) , يُرِيدُ عَائِشَةَ. فَتَبَسَّمَ النَّبِيُّ صصص تَبَسُّمَةً أُخْرَى فَجَلَسْتُ حِينَ رَأَيْتُهُ تَبَسَّمَ, فَرَفَعْتُ بَصَرِي فِي بَيْتِهِ فَوَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ فِي بَيْتِهِ شَيْئًا يَرُدُّ الْبَصَرَ غَيْرَ أَهَبَةٍ ثَلَاثَةٍ فَقُلْتُ : ((يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ فَلْيُوَسِّعْ عَلَى أُمَّتِكَ فَإِنَّ فَارِسَ وَالرُّومَ قَدْ وُسِّعَ عَلَيْهِمْ وَأُعْطُوا الدُّنْيَا وَهُمْ لَا يَعْبُدُونَ اللَّهَ )) فَجَلَسَ النَّبِيُّ صصص وَكَانَ مُتَّكِئًا فَقَالَ: (( أَوَفِي هَذَا أَنْتَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ ؟ إِنَّ أُولَئِكَ قَوْمٌ عُجِّلُوا طَيِّبَاتِهِمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا )), فَقُلْتُ: (( يَارَسُولَ اللَّهِ اسْتَغْفِرْ لِي )) . فَاعْتَزَلَ النَّبِيُّ صصص نِسَاءَهُ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ الْحَدِيثِ حِينَ أَفْشَتْهُ حَفْصَةُ إِلَى عَائِشَةَ تِسْعًا وَعِشْرِينَ لَيْلَةً, وَكَانَ قَالَ: (( مَا أَنَا بِدَاخِلٍ عَلَيْهِنَّ شَهْرًا )). مِنْ شِدَّةِ مَوْجِدَتِهِ عَلَيْهِنَّ حِينَ عَاتَبَهُ اللَّهُ, فَلَمَّا مَضَتْ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ لَيْلَةً دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ فَبَدَأَ بِهَا, فَقَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ: (( يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ كُنْتَ قَدْ أَقْسَمْتَ أَنْ لَا تَدْخُلَ عَلَيْنَا شَهْرًا, وَإِنَّمَا أَصْبَحْتَ مِنْ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ لَيْلَةً أَعُدُّهَا عَدًّا )) , فَقَالَ: (( الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ لَيْلَة ً)) . فَكَانَ ذَلِكَ الشَّهْرُ تِسْعًا وَعِشْرِينَ لَيْلَةً, قَالَتْ عَائِشَةُ: (( ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى آيَةَ التَّخَيُّرِ فَبَدَأَ بِي أَوَّلَ امْرَأَةٍ مِنْ نِسَائِهِ فَاخْتَرْتُهُ ثُمَّ خَيَّرَ نِسَاءَهُ كُلَّهُنَّ فَقُلْنَ مِثْلَ مَا قَالَتْ عَائِشَة ُ)) مُتَّفَق ٌعَلَيهِ .
الوعظ بسورة قاف في الخطبة
16-عَنْ أُمِّ هِشَامٍ بِنْتِ حَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ-رضي الله عنها- قَالَتْ :
(( لَقَدْ كَانَ تَنُّورُنَا وَتَنُّورُ رَسُولِ اللَّهِ -صصص- وَاحِدًا سَنَتَيْنِ أَوْ سَنَةً وَبَعْضَ سَنَةٍ وَمَا أَخَذْتُ (ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ) إِلاَّ عَنْ لِسَانِ رَسُولِ اللَّهِ -صصص يَقْرَؤُهَا كُلَّ يَوْمِ جُمُعَةٍ عَلَى الْمِنْبَرِ إِذَا خَطَبَ النَّاسَ. )) رواه مسلم .
17-عَنْعَائِشَةَ، - رضي الله عنها - قَالَتْ :
(( خَسَفَتِ الشَّمْسُ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صصص. فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صصص بِالنَّاسِ، فَقَامَ فأَطَالَ الْقِيَامَ، ، ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ الرُّكُوعَ، ثُمَّ قَامَ فَأَطَالَ الْقِيَامَ، وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ الرُّكُوعَ وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الأَوَّلِ، ثُمَّ سَجَدَ فَأَطَالَ السُّجُودَ، ثُمَّ فَعَلَ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ مِثْلَ مَا فَعَلَ فِي الأُولَى، ثُمَّ انْصَرَفَ وَقَدِ انْجَلَتِ الشَّمْسُ، فَخَطَبَ النَّاسَ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ : (( إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آياتِ اللهِ، لاَ يَنْخَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلاَ لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذلِكَ فَادْعُوا اللهَ وَكَبِّرُوا وَصَلُّوا وَتَصَدَّقُوا )) ثُمَّ قَالَ: (( يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ مَا مِنْ أَحَدٍ أَغْيَرُ مِنَ اللهِ أَنْ يَزْنِىَ عَبْدُهُ أَوْ تَزْنِىَ أَمَتُهُ، يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ وَاللهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلاً وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا )) .مُتَّفَق ٌعَلَيهِ .
وعظ المحدِّث عند القبر قاعدا
18-عَنْعَلِيٍّ-ررر قَالَ:
((كُنَّا فِي جَنَازَةٍ، فِي بَقِيعِ الْغَرْقَدِ ، فَأَتَانَا النَّبِيُّ صصص ، فَقَعَدَ وَقَعَدْنَا حَوْلَهُ، وَمَعَهُ مِخْصَرَةٌ، فَنَكَّسَ، فَجَعَلَ يَنْكُتُ بِمِخْصَرَتِهِ ثُمَّ قَالَ: (( مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ، مَا مِنْ نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ إِلاَّ كُتِبَ مَكَانُهَا مِنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، وَإِلاَّ قَدْ كُتِبَ شَقِيَّةً أَوْ سَعِيدَةً )) فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ أَفَلا نَتَّكِلُ عَلَى كِتَابِنَا؟، وَنَدَعُ الْعَمَلَ فَمَنْ كَانَ مِنَّا مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ فَسَيَصِيرُ إِلَى عَمَلِ أَهْلِ السَّعَادَةِ وَأَمَّا مَنْ كَانَ مِنَّا مَنْ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ فَسَيَصِيرُ إِلَى عَمَلِ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ )). قَالَ: (( أَمَّا أَهْلُ السَّعَادَةِ فَيُيَسِّرُونَ لَعَمَلِ السَّعَادَةِ، وَأَمَّا أَهْلُ الشَّقَاوَةِ فَيُيَسِّرُونَ لِعَمَلِ الشَّقَاوَةِ ثُمَّ قَرَأَ { فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى }الآية )) .
مُتَّفَق ٌعَلَيهِ .
وعظ المحدِّث عند القبر جالسا
19-عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ - رررقَالَ :
خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّصصص فِي جِنَازَةِ رَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ، فَانْتَهَيْنَا إِلَى الْقَبْرِ وَلَمَّا يُلْحَدْ , فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِe (مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ) ، وَجَلَسْنَا حَوْلَهُ وَكَأَنَّ عَلَى رُءُوسِنَا الطَّيْرَ، وَفِي يَدِهِ عُودٌ يَنْكُتُ فِي الْأَرْضِ ، (فَجَعَلَ يَنْظُرُ إِلَى الْأَرْضِ وَجَعَلَ يَرْفَعْ بَصَرَهُ وَ يَخْفِضُهُ ثَلَاثًا )فَقَالَ: (( اسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ)) مرتين أو ثَلَاثًا ثُمَّ قَالَ: (( اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ )) (ثَلَاثًا) ثُمَّ قَالَ:
(( إِنَّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنْ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنْ الْآخِرَةِ ، نَزَلَ إِلَيْهِ مَلَائِكَةٌ مِنْ السَّمَاءِ ، بِيضُ الْوُجُوهِ كَأَنَّ وُجُوهَهُمْ الشَّمْسُ ، مَعَهُمْ كَفَنٌ مِنْ أَكْفَانِ الْجَنَّةِ، وَحَنُوطٌ مِنْ حَنُوطِ الْجَنَّةِ، حَتَّى يَجْلِسُوا مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ، ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِu حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَيَقُولُ: أَيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ وَفِي رِوَايَةٍ[ الْمُطْمَئِنَّةُ ] اخْرُجِي إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ الله وَرِضْوَانٍ . قَالَ: فَتَخْرُجُ تَسِيلُ كَمَا تَسِيلُ الْقَطْرَةُ مِنْ فِي السِّقَاءِ، فَيَأْخُذُهَا وَفِي رِوَايَةٍ [حَتَّى إِذَا خَرَجَ رُوحُهُ صَلَّى عَلَيْهِ كُلُّ مَلَكٍ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ، وَكُلُّ مَلَكٍ فِي السَّمَاءِ ، وَفُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ لَيْسَ مِنْ أَهْلِ بَابٍ إِلَّا وَهُمْ يَدْعُونَ اللَّهَ أَنْ يُعْرَجَ بِرُوحِهِ مِنْ قِبَلِهِمْ ] فَإِذَا أَخَذَهَا لَمْ يَدَعُوهَا فِي يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ ، حَتَّى يَأْخُذُوهَا فَيَجْعَلُوهَا فِي ذَلِكَ الْكَفَنِ وَفِي ذَلِكَالْحَنُوطِ فذلك قوله تعالى : { تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ }.
وَيَخْرُجُ مِنْهَا كَأَطْيَبِ نَفْحَةِ مِسْكٍ وُجِدَتْ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ ، قَالَ : فَيَصْعَدُونَ بِهَا فَلَا يَمُرُّونَ يَعْنِي بِهَا عَلَى مَلَإٍ مِنْ الْمَلَائِكَةِ إِلَّا قَالُوا: مَا هَذَا الرُّوحُ الطَّيِّبُ ؟فَيَقُولُونَ : فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ بِأَحْسَنِ أَسْمَائِهِ الَّتِي كَانُوا يُسَمُّونَهُ بِهَا فِي الدُّنْيَا ،حَتَّى يَنْتَهُوا بِهَا إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَسْتَفْتِحُونَ لَهُ فَيُفْتَحُ لَهُمْ فَيُشَيِّعُهُ مِنْ كُلِّ سَمَاءٍ مُقَرَّبُوهَا إِلَى السَّمَاءِ الَّتِي تَلِيهَا ، حَتَّى يُنْتَهَى بِهِ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ ، فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: اكْتُبُوا كِتَابَ عَبْدِي فِي عِلِّيِّينَ [{وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ {19} كِتَابٌ مَرْقُومٌ {20} يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ {21} } فَيُكْتَبُكِتَابُهُ فِي عِلِّيِّينَ ثُمَّ قَالَ ] : أَعِيدُوهُ إِلَى الْأَرْضِ فَإِنِّي [وَعَدْتَهُمْ إِنِّي ] مِنْهَا خَلَقْتُهُمْ ، وَفِيهَا أُعِيدُهُمْ ، وَمِنْهَا أُخْرِجُهُمْ تَارَةً أُخْرَى ، قال: فَـ [ يُرَدُّ إِلَى الْأَرْضِ ] وَتُعَادُ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ ] قَالَ:فَإِنَّهُ يَسْمَعُ خَفْقَ نِعَالِ أَصْحَابِهِ إِذَا وَلَّوْا عَنْهُ] [مُدْبِرِينَ]، فَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ [شَدِيدا الِانْتِهَارِ] فَـ [فَيَنْتَهِرَانِهِ وَ] يُجْلِسَانِهِ
فَيَقُولَانِ لَهُ: مَنْ رَبُّكَ ؟ فَيَقُولُ : رَبِّيَ اللَّهُ.
فَيَقُولَانِ لَهُ: مَا دِينُكَ ؟ فَيَقُولُ : دِينِيَ الْإِسْلَامُ.
فَيَقُولَانِ لَهُ: مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بُعِثَ فِيكُمْ ؟ فَيَقُولُ: هُوَ رَسُولُ اللَّهِe
فَيَقُولَانِ لَهُ: وَمَا عِلْمُكَ ؟ فَيَقُولُ : قَرَأْتُ كِتَابَ اللَّهِ فَآمَنْتُ بِهِ وَصَدَّقْتُ. [فَيَنْتَهِرُهُ فَيَقُولُ : مَنْ رَبُّكَ ؟ مَا دِينُكَ ؟ مَنْ نَبِيُّكَ ؟ وَهِيَ آخِرُ فِتْنَةٍ تُعْرَضُ عَلَى الْمُؤْمِنِ فَذَلِكَ حِينَ يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ
: { يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} فيقول : رَبِّيَ اللَّهُ ، وَدِينِيَ الْإِسْلَامُ ، وَنَبِيِّي مُحَمَّدٌ صصص ] ، فَيُنَادِي مُنَادٍ فِي السَّمَاءِ: أَنْ صَدَقَ عَبْدِي فَأَفْرِشُوهُ مِنْ الْجَنَّةِ ، وَأَلْبِسُوهُ مِنْ الْجَنَّةِ ، وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلَى الْجَنَّةِ. قَالَ: فَيَأْتِيهِ مِنْ رَوْحِهَا وَطِيبِهَا وَيُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ مَدَّ بَصَرِهِ.
قَالَ: [وَفِي رِوَايَةٍ يُمَثَّلُ لَهُ] رَجُلٌ حَسَنُ الْوَجْهِ ، حَسَنُ الثِّيَابِ ، طَيِّبُ الرِّيحِ ، فَيَقُولُ: أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسُرُّكَ ، [ أَبْشِرْ بِرِضْوَانٍ مِنْ اللَّهِ ، وَجَنَّاتٍ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ ] ، هَذَا يَوْمُكَ الَّذِي كُنْتَ تُوعَدُ. فَيَقُولُ لَهُ: [وَأَنْتَ فَبَشَّرَكَ اللَّهُ بِخَيْرٍ] ، مَنْ أَنْتَ ؟ فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ يَجِيءُ بِالْخَيْرِ! فَيَقُولُ: أَنَا عَمَلُكَ الصَّالِحُ ،[ فوَاللَّهِ ما عَلِمْتُك إِلا كنت سَرِيعًا فِي طَاعَةِ اللَّهِ بَطِيئًا عَنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ ، فَجَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا] ،ثُمَّ يُفْتَحُ لَهُ بَابٌ مِنْ الْجَنَّةِ ، وَبَابٌ مِنْ النَّارِ ، فَيُقَالُ: هَذَا كَانَ مَنْزِلَكَ لَوْ عَصَيْتَ اللَّهَ أَبْدَلَكَ اللَّهُ بِهِ هَذَا , فَإِذَا رَأَى مَا فِي الْجَنَّةِ قَالَ : رَبِّ عَجِّلْ قِيَامَ السَّاعَةِ كَيْمَا أَرْجِعَ إِلَى أَهْلِي وَمَالِي. [فَيُقَالُ لَهُ : اسْكُنْ ].
قَالَ: (( وَإِنَّ الْعَبْدَ الْكَافِرَ (وَفِي رِوَايَةٍ : الْفَاجِرَ ) إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنْ الدُّنْيَا ، وَإِقْبَالٍ مِنْ الْآخِرَةِ نَزَلَ إِلَيْهِ مِنْ السَّمَاءِ مَلَائِكَةٌ [غِلَاظٌ شِدَادٌ] سُودُ الْوُجُوهِ ، مَعَهُمْ الْمُسُوحُ [مِنْ النَّارِ]فَيَجْلِسُونَ مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ ، ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ ، حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَيَقُولُ: أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْخَبِيثَةُ اخْرُجِي إِلَى سَخَطٍ مِنْ اللَّهِ ، وَغَضَبٍ . قَالَ: فَتُفَرَّقُ فِي جَسَدِهِ ، فَيَنْتَزِعُهَا كَمَا يُنْتَزَعُ السَّفُّودُ الْكَثِيرُ [الْكَثِيرُ الشِّعْبِ] مِنْ الصُّوفِ الْمَبْلُولِ ،[ فتقطع معها العروق والعصب ] [ فيلعنه كل ملك بين السماء والأرض، وكل ملك في السماء، وتغلق أبواب السماء، ليس من أهل باب إلا وهم يدعون الله ألا تعرج روحه من قبلهم ] فَيَأْخُذُهَا ، فَإِذَا أَخَذَهَا لَمْ يَدَعُوهَا فِي يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ ، حَتَّى يَجْعَلُوهَا فِي تِلْكَ الْمُسُوحِ ، وَيَخْرُجُ مِنْهَا كَأَنْتَنِ رِيحِ جِيفَةٍ وُجِدَتْ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ ، فَيَصْعَدُونَ بِهَا فَلَا يَمُرُّونَ بِهَا عَلَى مَلَإٍ مِنْ الْمَلَائِكَةِ إِلَّا قَالُوا: مَا هَذَا الرُّوحُ الْخَبِيثُ ؟
فَيَقُولُونَ : فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ بِأَقْبَحِ أَسْمَائِهِ الَّتِي كَانَ يُسَمَّى بِهَا فِي الدُّنْيَا ، حَتَّى يُنْتَهَى بِهِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا ، فَيُسْتَفْتَحُ لَهُ فَلَا يُفْتَحُ لَهُ ، ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ e :
{ لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ } فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: اكْتُبُوا كِتَابَهُ فِي سِجِّينٍ فِي الْأَرْضِ السُّفْلَى [ ثم يقال : أعيدوا عبدي إلى الأرض فإني وعدتهم أني منها خلقتهم ،وفيها أعيدهم، ومنها أخرجهم تارة أخرى. فَتُطْرَحُ رُوحُهُ [ من السَّمَاءِ] طَرْحًا [ حتى تقع في جسده ] ثم قرأ :
{ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ }: فَتُعَادُ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ [ قال : فإنه ليسمع خفق نعال أصحابه إذا ولوا عنه ] وَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ [شَدِيدا الِانْتِهَارِفَيَنْتَهِرَانِهِ وَ] يجْلِسَانِهِ فَيَقُولَانِ لَهُ: مَنْ رَبُّكَ؟ فَيَقُولُ : هَاهْ هَاهْ ، لَا أَدْرِي فَيَقُولَانِ لَهُ: مَا دِينُكَ ؟َيَقُولُ: هَاهْ هَاهْ ، لَا أَدْرِي] فَيَقُولَانِ لَهُ: مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بُعِثَ فِيكُمْ ؟ فلا يهتدي لاسمه فيقال : محمد َفيَقُولُ: هَاهْ هَاهْ ، لَا أَدْرِي [سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ ذاك قال : فيقال : لَا دَرَيْتَ] [وَلَا تَلَوْتَ] ، فَيُنَادِي مُنَادٍ مِنْ السَّمَاءِ أَنْ كَذَبَ ، فَافْرِشُوا لَهُ مِنْ النَّارِ ، وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلَى النَّارِ ، فَيَأْتِيهِ مِنْ حَرِّهَا وَسَمُومِهَا ، وَيُضَيَّقُ عَلَيْهِ قَبْرُهُ حَتَّى تَخْتَلِفَ فِيهِ أَضْلَاعُهُ ، وَيَأْتِيهِ (وَفِي رِوَايَةٍ : يُمَثَّلُ لَهُ) رَجُلٌ قَبِيحُ الْوَجْهِ ، قَبِيحُ الثِّيَابِ ، مُنْتِنُ الرِّيحِ ، فَيَقُولُ : أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسُوءُكَ ، هَذَا يَوْمُكَ الَّذِي كُنْتَ تُوعَدُ ، َيَقُولُ : [وَأَنْتَ فَبَشَّرَكَ اللَّهُ بِالشَّرِّ] مَنْ أَنْتَ ؟ فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ يَجِيءُ بِالشَّرِّ . فَيَقُولُ : أَنَا عَمَلُكَ الْخَبِيثُ [فَوَ اللهِ مَا عَلِمْتُكَإِلَّا كُنْتَ بَطِيئًا عَنْ طَاعَةِ اللَّهِ سَرِيعًا فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ] [ فَجَزَاكَ اللَّهُ شَرًّا ، ثُمَّ يُقَيَّضُ لَهُ أَعْمَى أَصَمُّ أَبْكَمُ ، فِي يَدِهِ مِرْزَبَةٌ لَوْ ضُرِبَ بِهَا جَبَلٌ كَانَ تُرَابًا ، فَيَضْرِبُهُ ضَرْبَةً حَتَّى يَصِيرَ تُرَابًا ، ثُمَّ يُعِيدُهُ اللَّهُ كَمَا كَانَ ، فَيَضْرِبُهُ ضَرْبَةً أُخْرَى ، فَيَصِيحُ صَيْحَةً يَسْمَعُهُ كُلُّ شَيْءٍإِلَّا الثَّقَلَيْن، ثُمَّ يُفْتَحُ لَهُ بَابٌ مِنْ النَّارِ ، وَيُمَهَّدُ مِنْ فُرُشِ النَّارِ ] فَيَقُولُ : رَبِّ لَا تُقِمْ السَّاعَةَ )). رواه أحمد و صححه الألباني.
20-عَنْ بُرَيْدَةَ بْنِ الحصيبرررقَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صصص :
(( نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ ، فَزُورُوهَا ، فَإِنَّ فِي زِيَارَتِهَا تَذْكِرَةً )) . رواه مسلم ،
وأبو داود وهذا لفظه .
21- عَنْ ابن عمر -رضي الله عنهما- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِe مَرَّ عَلَى رَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ وَهُوَ يَعِظُ أَخَاهُ فِي الْحَيَاءِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِصصص:
(( دَعْهُ فَإِنَّ الْحَيَاءَ مِنْ الْإِيمَانِ ))مُتَّفَق ٌعَلَيهِ .
(وقوله: "يعظ " ...الأولى أن يشرح بما جاء عند المصنف في الأدب من طريق عبد العزيز بن أبي سلمة عن ابن شهاب ولفظه: "يعاتب أخاه في الحياء " يقول:إنك لتستحي، حتى كأنه يقول: قد أضر بك.انتهى) الفتح (1/74).
22-عَنْ ُعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ-رضي الله عنه- قَالَ :
(( قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّصصص سَبْيٌ، فَإِذَا امْرَأَةٌ مِن السَّبْيِ قَدْ تَحْلُبُ ثَدْيَهَا، تَسْعى إِذَا وَجَدَتْ صَبِيًّا فِي السَّبْيِ ، أَخَذَتْهُ، فَأَلْصَقَتْهُ بِبَطْنِهَا وَأَرْضَعَتْهُ فَقَالَ لَنَا النَّبِيُّ صصص : (( أَتَرَوْنَ هذِهِ طَارِحَةً وَلَدَهَا فِي النَّارِ ؟)) قلْنَا: لاَ وَهِيَ تَقْدِرُ عَلَى أَنْ لاَ تَطْرَحَهُ فَقَالَ : (( للهُ أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ، مِنْ هذِهِ بِوَلَدِهَا )) مُتَّفَق ٌعَلَيهِ .
23-عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِرضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صصص مَرَّ بِالسُّوقِ دَاخِلاً مِنْ بَعْضِ الْعَالِيَةِ , وَالنَّاسُ كَنَفَتَهُ فَمَرَّ بِجَدْىٍ أَسَكَّ مَيِّتٍ فَتَنَاوَلَهُ, فَأَخَذَ بِأُذُنِهِ, ثُمَّ قَالَ: (( أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنَّ هَذَا لَهُ بِدِرْهَمٍ ؟ )) فَقَالُوا: مَا نُحِبُّ أَنَّهُ لَنَا بِشَىْءٍ وَمَا نَصْنَعُ بِهِ ؟ قال : (( أَتُحِبُّونَ أَنَّهُ لَكُمْ ؟)) قَالُوا : وَاللَّهِ لَوْ كَانَ حَيًّا كَانَ عَيْبًا فِيهِ لأَنَّهُ أَسَكُّ فَكَيْفَ وَهُوَ مَيِّتٌ ؟ فَقَالَ: ((فَوَاللَّهِ لَلدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ هَذَا عَلَيْكُمْ )) . رواه مسلم .
الترهيب من الغِيبة والمحاكاة
24- عَنْ عَائِشَةَقَالَتْ -رضي الله عنها- قَالَتْ :
قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صصص : حَسْبُكَ مِنْ صَفِيَّةَ كَذَا وَكَذَا. قَالَ غَيْرُ مُسَدَّدٍ تَعْنِي قَصِيرَةً
. فَقَالَ: ((لَقَدْ قُلْتِ كَلِمَةً لَوْ مُزِجَتْ بِمَاءِ الْبَحْرِ لَمَزَجَتْهُ)) .
قَالَتْ: وَحَكَيْتُ لَهُ إِنْسَانًا فَقَالَ: ((مَا أُحِبُّ أَنِّي حَكَيْتُ إِنْسَانًا وَأَنَّ لِي كَذَا وَكَذَا)). رواه أبو داود , وصححه الألباني .
معنى : ( وحكيت له )أي: للنبي صصص ( إنسانا ) أي فعلت مثل فعله تحقيرا له يقال: حكاه وحاكاه , وأكثر ما يستعمل في القبيح المحاكاة . (عون المعبود 13/151 ).
25-عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ السُّوَائِيِّ رررقَالَ :
((كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صصص لَا يُطِيلُ الْمَوْعِظَةَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِنَّمَا هُنَّ كَلِمَاتٌ يَسِيرَاتٌ )).رواه أبو داودوحسَّنه الألباني.
26-عَنْ أبي اليقظان عمار بن ياسر-رررقال :
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صصص يَقُولُ: (( إِنَّ طُولَ صَلاَةِ الرَّجُلِ وَقِصَرَ خُطْبَتِهِ مَئِنَّةٌ مِنْ فِقْهِهِ , فَأَطِيلُوا الصَّلاَةَ , وَاقْصُرُوا الْخُطْبَةَ وَإِنَّ مِنَ الْبَيَانِ سِحْرًا )) رواه مسلم .
27-عَنْ أبي وائل شقيق بن سلمة-ررر قَالَ :
((كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يُذَكِّرُ النَّاسَ فِي كُلِّ خَمِيسٍ ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ لَوَدِدْتُ أَنَّكَ ذَكَّرْتَنَا كُلَّ يَوْمٍ ، قَالَ: أَمَا إِنَّهُ يَمْنَعُنِي مِنْ ذَلِكَ أَنِّي أَكْرَهُ أَنْ أُمِلَّكُمْ وَإِنِّي أَتَخَوَّلُكُمْ بِالْمَوْعِظَةِ كَمَا كَانَ النَّبِيُّeيَتَخَوَّلُنَا بِهَا مَخَافَةَ السَّآمَةِ عَلَيْنَا )).
مُتَّفَق ٌعَلَيهِ . يتخولنا: يتعهدنا.
28-عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رررقَالَ:
مَرَّ النَّبِيُّ صصص بِامْرَأَةٍ تَبْكِي عِنْدَ قَبْرٍ فَقَالَ: (( اتَّقِي اللهَ وَاصْبِرِي )) قَالَتْ: إِلَيْكَ عَنِّي، فَإِنَّكَ لَمْ تُصَبْ بِمُصِيبَتِي ، وَلَمْ تَعْرِفْهُ فَقِيلَ لَهَا : إِنَّهُ النَّبِيُّ صصص . فَأَتَتْ بَابَ النَّبِيِّ صصصفَلَمْ تَجِدْ عِنْدَهُ بَوَّابِينَ؛ فَقَالَتْ: لَمْ أَعْرِفْكَ فَقَالَ: (( إِنَّمَا الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأُولَى ))مُتَّفَق ٌعَلَيهِ .
29-عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ -رضي الله عنهما - قَالَ:
((كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صصص . إِذَا خَطَبَ احْمَرَّتْ عَيْنَاهُ ، وَعَلاَ صَوْتُهُ ، وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ ، حَتَّى كَأَنَّهُ مُنْذِرُ جَيْشٍ يَقُولُ : ((صَبَّحَكُمْ وَمَسَّاكُمْ )) .
وَيَقُولُ : (( بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةَ كَهَاتَيْنِ )) وَيَقْرُنُ بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى, وَيَقُولُ : (( أَمَّا بَعْدُ , فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ , وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ , وَشَرُّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ )).
ثُمَّ يَقُولُ: (( أَنَا أَوْلَى بِكُلِّ مُؤْمِنٍ مِنْ نَفْسِهِ مَنْ تَرَكَ مَالاً فَلأَهْلِهِ وَمَنْ تَرَكَ دَيْنًا أَوْ ضَيَاعًا فَإِلَىَّ وَعَلَىَّ )) رواه مسلم.
الغضب في الموعظة والتعليم
30-عَنْ أَبِي بَكْرَةَ - ررر- قَالَ:
قَالَ النَّبِيُّ صصص : (( أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ )). ثَلَاثًا قَالُوا : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَالَ:
(( الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ , وَجَلَسَ - وَكَانَ مُتَّكِئًا - فَقَالَ : أَلَا وَقَوْلُ الزُّورِ )) . قَالَ فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا حَتَّى قُلْنَا لَيْتَهُ سَكَتَ . متفق عليه.
31-عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو-رضي الله عنهما–قَالَ :
تَخَلَّفَ عَنَّا النَّبِيُّصصص فِي سَفْرَةٍ سَافَرْنَاهَا، فَأَدْرَكَنَا وَقَدْ أَرْهَقْنَا الصَّلَاةَ صَلَاةَ الْعَصْرِ ، وَنَحْنُ نَتَوَضَّأُ ، فَجَعَلْنَا نَمْسَحُ عَلَى أَرْجُلِنَا ، فَنَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ:
(( وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنْ النَّارِ )) مَرَّتَيْنِ ، أَوْ ثَلَاثًا. متفق عليه .
32- عَنْ أَنَسٍ - ررر- قَالَ :
خَطَبَ رَسُولُ اللهِ صصص خُطْبَةً، مَا سَمِعْت مِثْلَهَا قَطُّ ، قَالَ: (( لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلاً ، وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا ، فَغَطَّى أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صصص وُجُوهَهُمْ ، لَهُمْ خَنِينٌ )). مُتَّفَق ٌعَلَيهِ .
وفي (الأدب المفرد) عن أبي هريرة وصححه الألباني :
(( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلاً ، ولبكيتم كثيراً )) ، ثُمَّ انْصَرَفَ e وَأَبْكَى القومَ ، وَأَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيهِ:
(( يَا مُحَمَّدُ !لِمَ تُقَنِّطُ عِبَادِي ؟ )) ، فَرَجَعَ النَّبِيُّ صصص فَقَالَ:
(( أَبْشِرُوا ،وَسَدِّدُوا ، وَقَارِبُوا )) .
33- عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ - ررر- قَالَ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صصصيَقُولُ : (( إِنَّ كَذِبًا عَلَىَّ لَيْسَ كَكَذِبٍ عَلَى أَحَدٍ فَمَنْ كَذَبَ عَلَىَّمُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ )) رواهالبخاري و مسلم.واللفظ لمسلم والحديث متواتر .
34-عَنْ عَدِىِّ بْنِ حَاتِمٍرررأَنَّ رَجُلاً خَطَبَ عِنْدَ النَّبِىِّصصص فَقَالَ :
(( مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ رَشِدَ ، وَمَنْ يَعْصِهِمَا فَقَدْ غَوَى )) ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّه ِصصص:
(( بِئْسَ الْخَطِيبُ أَنْتَ. قُلْ : وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ))رواه مسلم.
35-عَنْسَهْلِ بْنِ سَعْدٍ- ررر قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّه صصص لِعَلِيٍّررر:
(( لأَنْ يُهْدَى بِكَ رَجُلٌ وَاحِدٌ خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ ))مُتَّفَق ٌعَلَيهِ .
36-عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رررأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صصصقَالَ :
(( مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنَ الأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ لاَ يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلاَلَةٍ كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ لاَ يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا )).رواه مسلم.
37-عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ - ررر قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صصص :
(( يَا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يَدْخُلْ الْإِيمَانُ قَلْبَهُ لَا تَغْتَابُوا الْمُسْلِمِينَ وَلَا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ فَإِنَّهُ مَنْ اتَّبَعَ عَوْرَاتِهِمْ يَتَّبِعُ اللَّهُ عَوْرَتَهُ وَمَنْ يَتَّبِعْ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ فِي بَيْتِهِ )) رواه أبو داود وقال الألباني : حسن صحيح.
38-عَنْ أَبِي أُمَامَةَ -رررقَالَ:
سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صصص يَخْطُبُ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ فَقَالَ:
: (( اتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ , وَصَلُّوا خَمْسَكُمْ , وَصُومُوا شَهْرَكُمْ , وَأَدُّوا زَكَاةَ أَمْوَالِكُمْ , وَأَطِيعُوا ذَا أَمْرِكُمْ تَدْخُلُوا جَنَّةَ رَبِّكُمْ )) قَالَ - الراوي- فَقُلْتُ لِأَبِي أُمَامَةَ : مُنْذُ كَمْ سَمِعْتَ [ من رسول اللهصصص ] هَذَا الْحَدِيثِ ؟ قَالَ : سَمِعْتُهُ وَأَنَا ابْنُ ثَلَاثِينَ سَنَةً.
رواه الترمذي وقال : حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ, وصححه الألباني .
الترهيب من خطر اللسان والفرج
39- عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ -ررر- عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صصص قَالَ:
(( مَنْ يَضْمَنْ لِي مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ أَضْمَنْ لَهُ الْجَنَّةَ )).رواه البخاري.
40-عَنْ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ الْأَنْصَارِيِّ ررر عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صصصقَالَ :
(( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا ، وَعَلَى جَنْبَتَيْ الصِّرَاطِ سُورَانِ ، فِيهِمَا أَبْوَابٌ مُفَتَّحَةٌ ، وَعَلَى الْأَبْوَابِ سُتُورٌ مُرْخَاةٌ ، وَعَلَى بَابِ الصِّرَاطِ دَاعٍ يَقُولُ: أَيُّهَا النَّاسُ ادْخُلُوا الصِّرَاطَ جَمِيعًا ، وَلَا تَتَفَرَّجُوا ، وَدَاعٍ يَدْعُو مِنْ جَوْفِ الصِّرَاطِ ، فَإِذَا أَرَادَ يَفْتَحُ شَيْئًا مِنْ تِلْكَ الْأَبْوَابِ قَالَ: وَيْحَكَ لَا تَفْتَحْهُ فَإِنَّكَ إِنْ تَفْتَحْهُ تَلِجْهُ.
وَالصِّرَاطُ : الْإِسْلَامُ ، وَالسُّورَانِ : حُدُودُ اللَّهِ تَعَالَى ، وَالْأَبْوَابُ الْمُفَتَّحَةُ : مَحَارِمُ اللَّهِ تَعَالَى ، وَذَلِكَ الدَّاعِي عَلَى رَأْسِ الصِّرَاطِ : كِتَابُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَالدَّاعِي فَوْقَ الصِّرَاطِ : وَاعِظُ اللَّهِ فِي قَلْبِ كُلِّ مُسْلِمٍ )) رواه أحمد . وصححه الألباني .
نننوكتب عبدالله بامطرفننن
1- الموعظة البليغة تؤثر في السامعين
4- الترهيب من الابتداع في الدين
5- الوصية بالكتاب والسنة وآل البيت
13- وعظ الزوجة بذيئة اللسان
15- وعظ الولي موليته لحق زوجها
16- الوعظ بسورة قاف في الخطبة
18- وعظ المحدِّث عند القبر قاعدا
19- وعظ المحدِّث عند القبر جالسا
22- اغتنام المواقف للوعظ (1)
23- اغتنام المواقف للوعظ (2)
24- التحذير من الغِيبة والمحاكاة
25- السنة عدم تطويل الخطبة
26- قصر الخطبة علامة الفقه
27- تخوُّل الناس بالموعظة
29- حالة الواعظ أثناء الوعظ
30- الغضب في الموعظة والتعليم
31- حسن التكرار في الموعظة
32- عدم الاقتصار على الترهيب
33- تحري الصحة في الرواية
37- تخصيص المنافقين بالوعظ
38- خطبة حجة الوداع ( 2 )
39- الترهيب من خطر اللسان والفرج
40- واعظ الله في قلب كل مسلم