أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


قولهم في الراوي: «كتابه صحيح» مشعر بأن في حفظه شيئًا، قال الأثرم: قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل: أبو عبيدة الحداد لم يكن صاحب حفظ وكان كتابه صحيحًا (الجرح 6/24).
قال محمد بن عبد الرحيم البزاز عن علي بن المديني: كان يحيى يقول: حفص ثبت. فقلت: إنه يهم. فقال: كتابه صحيح.(تهذيب الكمال 7/62).
قال الحافظ في " مقدمة الفتح " ص 396: أجمعوا على توثيقه والاحتجاج به، إلا أنه في الآخرة ساء حفظه، فمن سمع من كتابه أصح ممن سمع من حفظه.
قال أبو زرعة : يونس بن يزيد الأيلي (( كان صاحب كتاب ، فإذا حدث من حفظه لم يكن عنده شئ )) (شرح علل الترمذي 1/309).
قال يزيد بن زريع وعبد الرحمن بن مهدي : همام بن يحيى (( كتابه صحيح ، وحفظه ليس بشئ )).(شرح علل الترمذي 1/302).
ومع ذلك فليس معناه أن كل حديث في كتابه هو صحيح يحتج به، وإنما معناه أنه يُنظر في أحاديثه من خلال كتابه، وأما حفظه فلا يُعتمد عليه.
والدليل على ذلك أنهم لا يمتنعون عن إعلال حديث من عرف بصحة كتابه، لأنه حينئذ يكون الخطأ ناشئًا عن أحد أسباب الخلل المتعلقة بسوء الأخذ، أو الوهم في السماع، وأثناء الكتابة، من التصحيف والتحريف، والأخطاء الواقعة أثناء التحويل من كتاب إلى كتاب، أو الاعتماد على الغير في إدراك ما فات سماعه أو كتابته - إلى غير ذلك من مداخل الخلل في الكتب.
وهذا كله يرجع لحالِ الراوي في نفسه من الإتقان والتحري والضبط والاحتياط واليقظة وغير ذلك.