أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا , أحمده سبحانه وأشكره , وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له , وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن أستن بسنته إلى يوم الدين وبعد :
{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون}
قيادة المرأة / قيادة المرأة مشروع تغريبي للمرأة المسلمة , طُعم يسعون من خلاله إلى سفور المرأة وتغريبها وقلع الحياء من أعماقها .
بالأمس كان المنادي لهذا التغريب الصريح هم أعداءنا الذين لا يخفى علينا عداوتهم واليوم ينادي بها أبناء من بني جلدتنا .
تراهم يدندنون على قضايا المرأة لا للمرأة , ويتحدثون عن همومها لأجل همومهم وينادون برد حقها المسلوب ليسلبوه .
وكثيرًا ما يرددون عباراتٍ براقة ، ومصطلحاتٍ مختزلة ، كقولهم : المجتمع يتنفس برئة واحدة والمرأة نصف المجتمع، والصحيح أن المرأة هي المجتمع كله، وكيف لا تكون كذلك وهي صانعة الرجال، ومربية الأبطال، والواقفة خلف العظماء، نعم المرأة هي المجتمع كله إن بقيت على طبيعتها وقامت بأعمالها وواجباتها .
ولعل البعض يقول أكثرت من الحديث عن المرأة فأقول ما شرعت الخطب إلا لصلاح المجتمع ولا والله يصلح المجتمع إلا بها فالمرأة وصية رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأمته،(استوصوا بالنساء خير) وهي أعظم فتنة خافها المصطفى -صلى الله عليه وسلم- على أمته ، وما قيمت الحياة إذا ضاعت محارمنا وأصبحن ألعوبة في الشوارع والمراقص .
عباد الله :
مسألة قيادة المرأة للسيارة ننظر فيها للمصالح والمفاسد إذ أنها لم يرد فيها نص حاسم قاطع , وليست مفسدة في ذاتها بل لما تؤول إليه .
وللعلماء قاعدتين مشهورتين:
القاعدة الأولى: أن ما أفضى إلى محرم كان محرما .
والقاعدة الثانية: إذا كانت المفاسد مساوية للمصالح أو أعظم- فإن درء المفاسد مقدمٌ على جلب المصالح .

وعليها ننظر في مفاسد قيادة المرأة ومصالحها فمن مفاسدها:
أولا أنه سيؤدي إلى نزع الحجاب ولو تحجبت في بداية الأمر فإن حجابها لا يدوم بل سيرمى كما رمي في دول الأخرى .
ثانيا أنه سيؤدي إلى إضعاف قوامة الرجل على المرأة لأن من لديها سيارة لديه حرية الخروج والدخول متى شاءت كيف شاءت , وعليه يكثر اختلاطها بالرجال وسفرها بلا محرم .
وينزع الحياء منها ، والحياء من الإيمان كما صح ذلك عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.
ثالثا: أنها سبب للفتنة في مواقف عديدة :
في الوقوف عند إشارات الطريق ومحطات البنزين ، في الوقوف عند نقطة التفتيش وعند رجال المرور , عند التحقيق في مخالفة أو حادث ، في الوقوف عند خلل يقع في السيارة في أثناء الطريق , فيتهيأ الجو للفساد الأخلاقي وتزداد معاكسات النساء والتحرش بهن بصورة لم يسبق لها مثيل , وإذا كانت المعاكسات تحصل للمرأة مع وجود والدها وزوجها وأخيها ، فما بالك إذا انفردت لوحدها .

رابعا أنه يستلزم لقيادة المرأة وجوب تجنيد النساء في المرور وأمن الطرق وغيرها , لاستخراج الرخص وحل مشاكلهن المرورية داخل وخارج البلاد .
وبهذا يعلم الفرق بينها وبين ركوب الخيل والجمال فهي لا تستلزم ذلك .
هذه بعض مفاسد قيادة المرأة للسيارة
وأما مصالحها فهي كمنافع الخمر (فيهما إثم كبير ومنافع للناس) .
فمنافعها قليلة ومحصورة في حالات قليلة جدا كما لو كانت في البادية ولا يوجد عندها أحد من محارمها , والعاقل لا ينظر لمصلحة جزئية ويهمل سلسلة مفاسد كبرى ، فالقضايا العامة ينظر في حكمها إلى الأعم الأغلب ، وإن كان فيها مفسدة وضيم على الغير , إذ المصلحة العامة مقدمة على المصلحة الخاصة .
ومن التجارب في دول الأخرى أن الرجل يتخلى عن إدارة بيته , ويلقى الحمل بأكمله على المرأة , ومهمة المرأة الأولى هي التربية فإذا عملت كما يعمل الرجال , وقادة السيارة فتولت مهام البيت كله , لم يكن للتربية أي مجال .
والبعض يتغنى بحال الغربيين في قيادة المرأة , ولا ينظر لإحصائيات المصائب التي نشروها , مع جعل الغرب أنظمة صارمة جدا , وتخصيصهم شرطة أخلاقية هي غاية في الشدة والقوة لردع أولائك المتحرشين , فكيف بحالنا ونحن نرى الاعتداء عليها بين أهلها .
وإذا كان الآباء يشتكون من قيادة أبنائهم للسيارة , فكيف سيكون الحال إذا قاد البنات
بارك الله لي ولكم ....



الحمد لله ...
إن من الشبه التي يرددها البعض :
أن قيادة المرأة للسيارة خير من ركوبها مع السائق الأجنبي بدون محرم
والجواب أن كلا الأمرين خطأ، والخطأ لا يعالج بخطأ , وقد احتج بمثل هذا في دول الخليج وغيرها حين طالبوا بقادة المرأة فلما مُكنّ منها لم تقل نسبة السائقين بل جعلوا سائقين لقضاء حوائجهم فكما أن الولد مشغول فكذلك البنت
وما تقولونه في مشكلات السائقين نقوله أيضا في مشكلات الخادمات .
ثم هل في عدم قيادة المرأة للسيارة احتقار لها أو حطٌ من قدرها؟! سبحان الله!! من هم الذين لا يقودون السيارة، بل ويجلسون في الخلف، ويخصص لهم سائق وسيارة؟! إنهم الملوك والرؤساء، والقادة والأمراء، والشخصيات المهمة، وقد شاركتهم المرأة المسلمة؛ لأنها مكرمة، أكرمها دينها، وأعزها ورفع شأنها، وجعل ولدها ووالدها وزوجها وأخاها يخدمونها، ويرافقونها، وستظل -بإذن الله- عزيزةً مكرمة، متى ما حافظت على دينها، وتمسكت بأخلاقها.
وحسبنا أن نعلم أن قيادة السيارة مطية لنزع الحجاب أو التساهل فيه ، وحال الحجاب اليوم لا يحتمل مزيدًا من التسامح واللعب فيه ، وقد علمتنا حوادث الأيام وتجارب الدول القريبة أن قيادة نسائهم ما زادهم إلا تمرّدًا على الحجاب أو التساهل فيه ، والسعيد من وُعِظَ بغيره .
فاللهم احفظ نسائنا ونساء المسلمين من كيد الكائدين ...
اللهم من أراد بلادنا ونسائنا وإعلامنا بسوء اللهم أشغله في نفسه ورد كيده إلى نحره
عباد الله أن الله يأمر بالعدل والإحسان وإتاء ذي القربى ...