أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


;بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
ثم أما بعد
:
توجيه عتاب لبعض الطلاب
لقد صرنا فى عصر كاد المرء منا لا يعرف الصواب بل قد يلتبس عليه الأمر فلا يدرى أهذا حق أم باطل؟ وهناك من يتبع هواه فى اتباع الشائعات فمن أحبه سار على خطاه ومن كرهه أخذ يفحصه ويترصد له ويتبع زلاته ويتفقد أقواله وكأنه بعث لذلك وأصبح شغله الشاغل فلان ابن فلان !ولعله كان يوما ما معه يجالسه ويرافقه ويمازحه وينصت لحديثه فما الذى تغيّر وما الذى حدث ؟ وما الذى جعله يفعل كل ذاك هل وجد منه رائحه سوء ؟ هل قال عنه ماليس فيه ؟ هل وهل وهل؟؟؟؟ والله المستعان وكأنه لم يتقرب منه يوما ما !
لماذا الأمس كنت تمدحه واليوم تذمه؟ لماذا الأمس ناصرا له واليوم تخذله؟
لقد تعجبت كثيرا ممن أرى فى زماننا ! لقد أصبحنا أعداء أصبح المرء يعادى نفسه التى بين جنبيه! فهل الذى يعادى نفسه يعز عليه محبة الأخرين؟
هناك طلاب فضلاء لا ننكر فضلهم يقدرون أهل العلم ويحترمونهم ويكفوا عنهم ألسنتهم فأن أخطأ شيخه ناقشه ليظهر الحق وان أصاب لن ينكر فضله فأولئك أهل الله والصفوة الملا .
وهناك أخرين لا يعرفون لأهل العلم قدرا ولا يعرفون لهم مقام بل عندهم الدنيا سواء لا يعرفون إلا من أشربوا من هواهم عندهم العالم الفلانى به كذا وكذا وكذا لا يكفون حتى عنه الألسنه وبث بين القوم الأقاويل المكذوبه عنه وإن سألته هل عرفت ذلك منه ؟ يقول لا! ويقول أيضا سمعت فلان يقول ذلك . يبنى معلوماته على السماع من قول فلان وعلان . يقول لابد من محاربته وكأنه عالم مثله كأنه فى مقامه ودرجة علمه وان سألته الإستنجاء باليدى اليمنى أم باليسرى لا يعرف وإن ذهب وتعلم شيئا من العلم قام وصاح وأخطأ كل من على الساحه .
واذا أردنا أن نتحدث عن طلاب القراءات بالأسانيد فحدّث ولا حرج إن ذهب للشيخ يريد منه تساهله فى كل شئ وان أساء الأدب فى مجلس الشيخ وإن نظر إليه الشيخ نظرة توحى بضبط النفس وعدم الخوض والمزاح فى مجلس العلم قال هذا الشيخ شديد علىّ وعنيف معى وقام وقال هذه ليست أخلاق أهل القرآن ؟ هذا الشيخ متساهل فى اعطاء الاجازات ولا يصلح أن يعلم أو يجيز أحدا؟
والعجيب أن هناك بعض أولياء الأمور يعجبهم تصرفات أبنائهم مع مشايخهم ومع العلماء ويطلقون حرية التعبير لهذا الطفل ويقول ويخوض وان حدثته يقول لك ما زال صغيرا ولابد من إيوائه وعدم تنفيره وأنت الشيخ فلابد لك من فعل ذلك ولا تشدد عليه ولا تحرجه بين أخوته فى طلب العلم تقول له إنه سئ الخلق لا يبالى بما تقول كل ما يهمه احتواء الطالب وعدم التشديد عليه .
هناك من الطلاب من أساء الأدب مع مشايخنا الكبار من علماء القراءات كالشيخ محمد السكندرى والدكتور سعيد زعيمه والشيخ عبدالباسط هاشم والشيخ عبدالحكيم عبداللطيف ومع مشايخنا العلماء فى الدين كالشيخ محمد اسماعيل المقدم والدكتور ياسر برهامى والشيخ الحوينى وغيرهم من الأفاضل حماة القرآن والسنه المباركه.
وموجود على النت الأكاذيب والافتراءات والبهتان والقول بغير علم والله المستعان.
أذكر أننى كنت يوما جلست للإقراء فى بعض مدن مصر وقد تعلمت كثيرا فى هذه الفترة ولله الحمد والمنه وتعاملت مع أناس تستحق التقدير وأناس أخرين من هذا النوع ولا افترى على أحد وذًكرت أمام الطلاب أسعار الإجازات والمبالغ الضخمة التى تنفق فى سيبل ذلك سواء كان لعلو سند أو غيره فقام طالب وقال سأقوم بعمل صفحة على الفيس بوك ونتحدث فى هذا الموضوع ونحارب هؤلاء بالقول والألسنة الحداد وذكر بعض المشايخ بدون ألقاب وكأنهم أطفال كانوا يلعبون معه الكره أمام البيت فقلت له لا تنس هؤلاء مشايخ فضلاء ويكفى أنهم يحملون كتاب الله فلم يلتف لذلك وكأنى لم أذكر شيئا.
وأنا لست مع مشايخنا الكرام بأخذ مبالغ كهذه فى الاجازات فهناك طلاب لا يستطيعون تحمل ذلك فرحموا طلاب العلم واحمدوا الله أن وجدتم من يحفظ العلم عنكم ويحمل الراية من بعدكم وإنها لأمانه فحافظوا عليها !
أيها الطالب اتقى الله فى شيخك واعلم ان هذا دَيّن عليك واعمل ما شئت كما دين ديدان فأن صرت يوما مثلهم ذقت من بعضهم ما ذاقك منك شيخك فتلك الأيام نداولها بين الناس "
أعاتبك أيها الطالب أشد العتاب أن تسوء الظن بمن علمك وتتحدث عنه بكل وقاحه وكأنه لم يكن صاحب فضل عليك بعد فضل الله تعالى مع أنه يكفى أنه سبب فى معرفتك للعلم وسبب فى معرفتك لطريق العلم والمشايخ والعلماء وان لم يكن كذلك فيكفيك أن جلست بين يديه وتعلم منه وان كان شيئا يسيرا فهو مع ذلك صاحب فضل عليك بعد فضل الله تعالى أيها الطالب كف لسانك عنه ولا تتحدث عنه الا بخير والا فاصمت ولا تذكره بشئ وعفا الله عما سلف فإنه كان لك ناصح أمين وأخذ بيدك كثيرا لتصير رجلا قويا وأول ما تقوى تقوى عليه
"هل جزاء الإحسان الا الأحسان" وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من لم يشكر الناس لم يشكر الله" فشكر الناس شكر لله واذكر نعمة الله عليك اذ كنت جاهلا فسخره لك وتعلمت شيئا فشيئا ثم ذهبت لغيره وزدت علما فقل الحمد لله .
ام ستقول كما قال قارون والعياذ بالله "قد أوتيته على علم عندى" أخشى عليك ذلك حبيبى فى الله وكان فضل الله عليك عظيما"
وأختم بموقف حدث معى أيضا أذكر أنه قد جاءنى أحد الطلاب وطلب منى الاجازة فى قراءة عاصم فلم أمانع فى ذلك والله يعلم كيف كنت أتعامل معه كأنه ولدى أو أخى أو صديق مقرب فلم يكن كعادة غيره فى الأتقان فلم أتركه حتى أتم الختمة على النحو الذى ينبغى والذى يرضى على الأقل ضميرى.
وقال لى عندى ظروف كذا وكذا فلم أستطيع دفع الملبغ دفعة واحدة بل أقوم بدفعه على مراحل على قدر حاجتى فلم أمانع وكان المبلغ أيضا بقدر حالته بسيط والله يعلم ذلك وبعد أن حصل على الاجازة تركنى بجسده ولم يتركنى بلسانه فلم يترك أخا الا قال الشيخ فعل وقال وهذه وتلك وسبحان الله حتى أنه اتهمنى بالغرور والعجب والتقليل من شأن الأخرين والله يشهد ويعلم إنى لم أفعل ذلك مع أحد أبدا وان كنت كذلك فيجازينى الله به هو يعلم السر وأخفى وهو على كل شئ قدير.
ويعلم ذلك كل من جالسنى وتقرب منى وان كنت لست أهلا لقولى ذلك فالله المستعان وهو حسبى ونعم الوكيل وأوجه كلمة لكل من خاض فى عرضى وتكلم عنى بسوء ومن رأى منى سوء خلق فإنى بشر أصيب وأخطأ فلست ملاكا لم يذنب قط وان شددت عليك يوما فكان هذا لمصلحتك أنت لتصبح رجلا تعرف قدر ما وصلت إليه وما كتبت الكلمه للدفاع عن نفسى فالله يدافع عن الذين آمنوا" وأقول سبحانك هذا بهتان عظيم.
هذه كانت بعض النصائح أذكّـر بها نفسى وإياكم وما دفعنى إليها إلا الواقع المرير الذى نعيش فيه حيث صار لا يعرف للعالم قدرا وصار بلا مأوى ويتخبطه السفهاء من الناس بألسنتهم وأفعالهم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى الكبير.
فلله المشتكى وهو حسبنا ونعم الوكيل هذا وبالله التوفيق وصلى اللهم وسلم على سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام
كتبه :أحمد خطاب