الكلمة سلاح قوي حيثما وجهته أصاب فإما أن تصيب خيرا فنعم الرامي ونعم الجزاء وإما أن تقتل بها نفسك فبئس التصرف وبئس المصير قال تعالى:{مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد}[ق:١٨].
هناك من يرى أن كثرة الكلام دليل على الذكاء أو وسيلة لإثبات الذات والحقيقة عكس ذلك فكان العاقل وراء عقله ولسان الأحمق أمام عقله يقول أحد الحكماء:إن الله خلق لنا أذنين وفما لنسمع أكثر ممانتكلم. مانقوله ننساه بعد ساعات لكنه يبقى في ذاكرة مستمعه به يتعرف على عقليتنا و إنسانيتنا و على ضوئه يمنحنا ثقته ويحدد علاقته بنا كما أن الصمت حكمة وهيبة فأقل الناس كلاما أكثرهم صدقا وأقلهم خطأ.
كم من الناس من يتورع عن أكل الحرام وشرب الخمر ويحرص على أمور دينه لكن لسانه يفري في الناس يغتاب هذا ويقذف عرض هذا،يسخر ويشتم،يتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالا فتهوي به في النار سبعين خريفا،جبال من الحسنات تهدمها الكلمات ومثلها من الذنوب تبنيها الكلمات.
فكلماتك تكون شخصيتك لدى الغير،فكرقبل أن تقولها فبها تكون خلوقا ومهذبا أو العكس،ومن خلالها يعرف مدى علمك وثقافتك،وقديما قال الحكيم:حدثني حتى أراك.
الكلام فن لا يجب علينا تعلمه فحسب إنما علينا إتقانه وقد ثبت في الحديث عند مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:((وإن من البيان لسحرا)).فبه تكسب القلوب والعقول، والناس بطبعهم ينجذبون نحو الكلام اللين والعبارات اللطيفة ويفرون من كل طعان لعان فاحش القول،يقول الحق جل شأنه وعلا:{ولو كنت فظا غليظ القلب لا نفضوا من حولك}[آل عمران:١٥٩]
لسانك رحمة تواسي بها وحب تغمر به القلوب،به تصوب الخطأ وتفرض الحق،هوبحاجة لعقل يحكمه وقلب يغمره حب الإله يوجهه فيزداد عطفا على خلقه،صونالنفسك ولن يتم ذلك إلا إذا كان شعارك حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم:((فليقل خيرا أو ليصمت.