أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


المنافقون الجدد
هذا العنوان استعرته من كلام أحد مشايخي-حفظهم الله،ولعل لكي نعلم المطلوب لابد من تعريف النفاق،فقد ورد في المعجم أن معنى النفاق هو إظهار المرء خلاف ما يبطن،وجاء في معنى المنافق المعنى ذاته،وهو في الأصل مشتق من النفق فباطنه بخلاف ظاهره،وأنا هنا أتكلم على النفاق الإعتقادي لاالنفاق العملي المنتشر بين عوام المسلمين من الكذب والغدر .أنا أتكلم عن إظهار الإسلام وإخفاء الكفر،ولإطلاق أحكام مثل هذا يحتاج المرء فلى بينة لا تحتمل التأويل ولا الأعذار،فكيف نعلم هذا؟
لقد أفرد الله الحديث عن صفات المنافقين في سور شتى في القرآن لكي نعلمهم ونأخذ الحذر منم،ورغم أن النفاق من أعمال القلوب إلا أنه سبحانه أبى إلا أن يكون هناك دليل على أعمالهم،فقد قال الحق سبحانه ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ محمد: ٣٠؛هذا غالبا فيمن يلتزم النفاق؛ فالمعرفة للمؤمن المستبصر تكون في لحن القول، ﭧ ﭨ ﭽ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯩ ﯪ ﯫ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯲ ﯳ ﯴ ﯶ ﯷ ﯹ ﯺ ﯻ المنافقون: ٤
فهل ما يحدث في الواقع من اختلاط المفاهيم يوضح مقصي من المنافقين الجدد؟ فإن ترددت بالجواب: هم العلمانيون بلا ريب أو مداراة،فالعلمانية كما عرفها د.محمد عمارة في موسوعة المفاهيم :الدنيوي والواقعي والعالمي،وقال أن ضبطها بفتح العين نسبة للعلم، وهناك من يترجمها في المغرب العربي بالدنيوية،إذا مدار العلمانية وأفكارها قام على هذا الثالوث،وبصورة أبسط فإن ملتزمي العلمانية يرون أن لا سبيل للتقدم إلابفصل الدين عن الحياة ،إذا المسألة في النهاية إبعاد الدين عن المشهد تماما وبأي صورة كانت.
وانتشرت العلمانية في بلاد الإسلام ،وذلك لأنهم يعمدون إلى وسائل مهمة :
أولا :تشويه صورة العلماء وهزصورتهم أمام العوام مما يخلخل أثر الخطاب الديني في نفوس العوام.
ثانيا:الإستحواذ على وسائل الإعلام في البلاد.
ثالثا:استقطاب الشباب صاحب الهوى المنحل الذي يصعب عليه الإلتزام بمنهج ديني مقيد.
رابعا:تسهيل وسائل الإباحية للشعوب.
خامسا:رفعهم الشعارات السياسية البراقة وتنفيذ خططهم من خلفها.
وهنا لابد أن نفرق بين من إلتزم هذا المنهج ودافع عنه وبين من انخدع بالمظاهر والشعارات أو من انغمس في الشهوات، ولعل من أحد أسباب إنتشار هذا الفكر السرطاني هو تقاعس الدعاة والمربين عن طريقهم وانشغالهم بمعارك جنبية عن الهدف الأسمى، ،ولذا وجب علينا أن نأخذ بأيدي هؤلاء إلى طريق الهدى ودين الحق؛لأنهم بين ناري شبهات تطلق من هؤلاء المنافقين،وبين شهوات بأقل الإمكانيات تتاح.
أما المعاندون والمصادمون لدين الله فلا يكو الحوار معه فعالا إلا بالقبلأولا بدين الله،فمن اعتقد بعد إقامةالحجج الباهرات والآيات البينات أن الدين لاعلاقة له بلحياة فهو كافر مرتد لا ينفع معه أي حوار ،عمدوا فطعنوا في القرآن والسنة، طعنوا في الصحابة والعلماء ويدعون الإسلام،ثم يجروا أهل الفضل والعلم لصراعات سياسية،وما تلك إلا دورة من دورات الطعن في العلماءالذين يسوقون الناس إلى دين رب الأرض والسماء،فهل علمتموهم؟ألا فقاوموهم!