إذا أردنا تعيين أي وزن فهناك كتلة معيارية يجب العودة إليهافنقول وزنها كذا كيلو جرام

ولكن السؤال الذي لا يفكر أحد في طرحه ويخرج الفيزيائيين عن طورهم أن تسألهم:



كم وزن الكيلو جرام؟
__________________________________________________ __________________________________________________ __________________________________________________ ____

وهذا السؤال له حقيقة مادية حاليا فقد ثبت أن الكيلو جرام المعياري المحفوظ في متحف باريس يتعرض للانحلال وتناقص وزنه 50 ميكروجراما منذ اعتماده عام 1889م.
وهو رقم يشبه كما لو قلت إن الإنتاج العالمي للرز نقص بمقدار 29 طنا (الإنتاج العالمي 576280153 طنا)


ويسعى العلماء اليوم إلى طريقة معيارية لتثبيت الوزن بطريقة لا يمكن أن ينحل فيها الوزن عبر الزمن وهي

عدد الذرات من مادة السيليسيوم, فيحدد الوزن بعدد الذرات

ولقد تقدم الفيزيائي آرنولد نيكولاوس من جامعة براونشفايج في ألمانيا للإجابة المحددة عن هذه المعضلة فقال:

" إن وزن الكيلو جرام هو بقدر وزن (215076264) مليون مليون مليون مليون (أربع مرات) من ذرات السيلسيوم"

مع هذا فهو يعترف أن الرقم ليس بهذه الدقة فقد يتأرجح زيادة ونقصا بمقدار بضعة مليارات من الذرات.

ويعتبر المعهد الذي يعمل فيه الفيزيائي المذكور واحدا من خمسة معاهد عالمية تتنافس اليوم على تحديد الوزن عن طريق عدد الذرات.

وحتى اليوم استطاع العلماء تحديد طرق جديدة لقياس ستة من أصل سبعة معايير فيزيائية مثل

الكتلة (الوزن) والزمن وطول المتر.
فأما الثانية فقد عرفت بأنها المسافة الزمنية التي يتردد فيها صدى أشعة مادة السيزيوم (9192631770) مرة,
وأما طول المتر فقد ربط بالمسافة التي يقطعها الضوء في الفراغ في جزء من (299792458) من الثانية,




وحتى اليوم يعتبر الكيلو جرام الفرنسي المحفوظ في متحف باريس تحت ناقوس زجاجي مصدر كل أوزان العالم.
ولقد وزنه علماء المعادن ثلاث مرات منذ ذلك الوقت ولدهشتهم فقد اكتشفوا أنه أقل بخمسين ميكروجراما, ولا أحد يعلم السبب



ويتنافس حاليا ثلاثة فرق علمية من بريطانيا وسويسرا وأمريكا في تعيين الوزن مقابل طاقة كهرطيسية ولكن المشكلة أن حجم الجهاز ثلاثة طوابق ويتأثر بجاذبية النجوم.
ويجب أن تجرى القياسات مع معرفة محددة للمد والجزر.



أما نيكولاوس فقد اختار ذرات مادة السيليسيوم ويقول الرجل لو مضينا في عد الذرات لاحتجنا مليارات السنوات وما وفت أعمارنا للموضوع.
ولكن مادة السيليسيوم تشكل بلورات ببنى محددة تماما بعدد مضبوط من الذرات مما يمكننا من تحديد عددها. كما يقيس المرء مجموعة من زجاجات العصير. ونحن نعرف كم ذرة في كل زجاجة. ولكن يجب معرفة كل كرة زجاجية من الذرات وهي أدق من الشعرة بسبعين ألف مرة
ويجب أن تجري الاختبارات في القبو بدرجة حرارة عشرين بشكل متواصل وثابت ولثبات الجهاز يجب أن توضع فوق شيء لا يهتز مطلقا بقاعدة حديدية بوزن 2 طن.
كما أن كرة السيليسيوم يجب أن تصقل بحيث لا يرتفع سطحها في أي مكان عن آخر بأكثر من 26 نانو مترا وهو أمر لو حدث للكرة الأرضية لتسطحت تماما فلا يرتفع أعظم جبل عن سطحها أكثر من 174 سم.


وتنقل عنه مجلة درشبيجل الألمانية قوله:
لو عرفت من أول الطريق أن هذا ينتظرني لآثرت عدم دخول البحث مطلقا؟ لقد كان تحديد الكيلو القديم أسهل بما لا يقارن مع الطرق الجديدة؟

.

.