بسم آلله آلرحمن آلرحيم
آسعد آلله آيآمكم بآلفرح آحبتي
آتمنى لكم قرآءة ممتعة :)




في بحر آلحيآة .. أنت آلربآن وآلقآئد .. وآلسفينة !!


هل يحتاج الأمر إلى كثير إثبات كي أؤكد لك أن جميع

الناجحين في هذه الحياة قد تحملوا مسؤلية حياتهم كاملة ،

ولم يقفوا لثانية واحدة كي يلوموا شخصا ما على

الأشياء السيئة التي علمهم إياها ، أو الأبواب الرحبة

التي أغلقها دونهم ، أو العقبات المميتة التي ألقاها في طريقهم ..!؟

ما أسهل أن نقف لنشكوا جرم الآخرين في حقنا ،

ما أبسط أن ندلل على عظيم ما جنت يد آبائنا ، وكيف
أنهم لم يعلمونا مبادئ النجاح والطموح فضلا عن

ممارساتهم التربوية الخاطئة في حقنا ...

وما أيسر أن نلقي بجميع مشاكلنا وهمومنا

على هذا أو ذاك .
متخففين من مسؤلية مواجهة الحياة وتحمل أعبائها .

لقد علمتني التجارب يا اخي

أن الحياة بحر مضطرب الأمواج ،

وكل واحد منا ربان على سفينة حياته ،
يوجهها ذات اليمين وذات الشمال ،

وأمر وصوله إلى بر الأمان

مرهون بمهاراته وقدراته بعد توفيق الله وفضله .

لكن معظمنا ـ للأسف ـ لديه شماعة من التبريرات الجاهزة ، فما أن يصاب بكبوة أو مشكلة ،

إلا ويعلقها على هذه الشماعة ويتنصل من مسؤلية تحمل نتيجة أفعاله ! .

تربيتنا السيئة، مجتمعنا السلبي، التعليم الفاشل، الظروف الصعبة، تفشي الفساد .
هذه بعض الشماعات التي كثيرا ما نستخدمها وبشكل شبه دائم ..


ودعني أصارحك بأنك إذا ما أحببت أن تقبل تحدي الحياة ،
وتكون ندا لها أن تتخلى وفورا عن كل التبريرات التي تعلق عليها مشاكلك وإخفاقاتك ،

وتقرر أن تتحمل نتيجة حياتك بكل ثقة وشجاعة .

هل سمعت عن معادلة النتائج الحياتية ؟

، إنها تخبرك أن نتائج حياتك هي

حاصل جمع ما يحدث لك مضافا عليه استجابتك لما يحدث ، أو هي بمعنى آخر :

( موقف + رد فعل = نتيجة )

نجاحات الناجحين قد جرت في حدود هذه المعادلة ، وفشل الفاشلين جرى وفق هذه المعادلة كذلك ..!

إنهم جميعا تعرضوا لمواقف أو أحداث ما ،


ثم تصرف كل منهم وفق ما يرى ويؤمن ،


فافرز هذا السلوك أو ( رد الفعل ) النتيجة التي نشاهدها اليوم .


فالشخص الفاشل أو السلبي توقف عند (الموقف) ثم أخذ في الشكوى والتبرير ، فالمدير لا يفهم ، والوضع الاقتصادي متدهور ،
كما أن التعليم لم يؤهلنا بالشكل المناسب ،وفوق هذا تربيتي متواضعة ، وبيئتي سيئة ، .. وهكذا .

هذا بالرغم من أن هناك ناجحين كثر انطلقوا من نفس هذه الظروف ، ومن بين ثنايا هذه البيئة ، وربما كان حالهم اشد وأقسى ممن يشتكي ويولول .


لكننا لو نظرنا للشخص الناجح الايجابي ، لوجدناه يعطي تركيزا أكبر واهم لمساحة الاستجابة لرد الفعل .

فهو يرى أن ما حدث قد حدث ولا يمكن تغييره ،


يقول لك حال المشكلات :

دعنا الآن ننظر فيما يجب علينا فعله ،

وكيف يمكننا استثمار هذا الحدث ـ

مهما كان ـ في تحقيق أعلى نتيجة أو أقل خسائر ممكنة .

قد يحتاج الأمر إلى أن يستشير شخص ما ،

او يغير من تفكيره ، وقد يستلزم الموقف أن يراجع

بعض سلوكياته ، أو يعدل في رؤيته .


إنه يمتلك مرونة كبيرة، وعزيمة ماضية، وذهن مبرمج على إيجاد الحلول، بل وصناعتها .

سأكون صريح معك يااخي واقول أننا نستسهل الركون إلى الدائرة الأولى
(الموقف) لأنها اسهل من الناحية النظرية ،

فليس هناك أيسر من الشكوى ، ليس هناك أبسط من أن نسلط شعاع النقد على الخارج،


وندعي بأن الداخل كله خير ،
ومشاكلنا فقط تأتينا من الآخرين السيئين القاسيين ،


وللإسف فإن معظم البشر مبدعون في اختراع المبررات التي تبرئ ساحتهم من التقصير أو الفشل .

يزداد جنوح معظمنا إلى التبرير في وطننا العربي بشكل أكبر من سواه نظرا لكثرة الظروف المحبطة ، وتعدد أشكال القهر والاحباط ،


مما أدى لنشوء ما اسماه المفكر د/عبدالكريم بكار

بـ( أدبيات الطريق المسدود) ! ،


والتي تتمثل في الشكوى الدائبة من كل شيء ، من خذلان الأصدقاء ، ومن تآمر الأعداء ، من ميراث الآباء والأجداد ، ومن تصرفات الأبناء والأحفاد !! .


مما جعل بعضنا ليس فقط مبدع في التنصل من أفعاله ، وإنما متفوق أيضا في إحباط وتثبيط من قرر التغيير والايجابية ،

وذلك بالتطوع بإخباره أن المجتمع لن يدعه ينجح ، ولن يومنوا بما يقول ،
وأن زمان الطيبين قد ولى بلا رجعة .


رسولنا عليه الصلاة والسلام يعلمنا أن إذا حدث ما لا نريده أن ننطلق إلى الأمام بإيجابية ونتخلى عن عادة التحسر والتبرير


فيقول عليه الصلاة والسلام : لاتقل : لو أنِّي فعلتُ كذا لكان كذا، ولكن قُل: قدَّر الله وما شاء فعل. فإن لو تفتح عمل الشيطان.

أختم معكم يا اعزائي هذه الفقرة بالتأكيد على أن النجاح


ليس مرهونا بتحسن وضع ما ، وأن الفشل لم تكتبه

عليك إرادة عليا ، يقول الفيلسوف والشاعر (محمد إقبال):

المؤمن{ الضعيف } هو الذي يحتجُّ بقضاء الله وقدره، أما المؤمن{ القوي } فهو يعتقد أنه قضاء الله الذي لا يُرد، وقدره الذي لا يُدفع .

ولقد سئل أحد قُوَّاد الفُرس أحد المسلمين يوما في سخرية: من أنتم؟
فقال له واثقا: نحن قدر الله، ابتلاكم الله بنا، فلو كنتم في سحابة لهبطتم إلينا أو لصعدنا إليكم. نحن قدر الله .

وسؤالى .. لماذا لا تكون أنت قدر الله الذى لا يرد .. وقضائه النافذ ..؟


.. ممــآرآآق لــيّ ..
ودي