أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


دار لغط كبير حول مؤلف هذا الكتاب ، عقب إعلان البعض أن الكتاب – منسوباً لفخر الإسلام بن العراقي - سيصدر قريباً ، وهو لا يعلم شيئاً من حال مؤلفه سوى ما أروده الحافظ ابن الجزري في غاية النهاية ، وذلك على مجلة مركز ودود هنا - وقد تم تحرير المشاركات من قبل المشرف ، والإبقاء على الفوائد - :
http://wadod.org/vb/showthread.php?t=6402
وعلى منتدى شبكة الألوكة أيضاً.
حتى وضع الأستاذ إبراهيم اليحيى مصورة عن نسخة مكتبة الملك عبد العزيز العامة بالرياض هنا :
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=302542
وملخص ما ذكرته أن أبا نصر العراقي قد صنف " كتاب الإشارة بلطيف العبارة " ، وقد حقق مرتين في ست رسائل جامعية ؛ ثلاث بكلية القرآن الكريم في طنطا ، وواحدة في الخرطوم ثم ثنتين في جامعة أم القرى ، ثم أتى ابنه فخر الإسلام عبد الحميد ( ت 486 هـ ) فاختصر كتاب أبيه " الإشارة " في مصنف أسماه : " البشارة " ، جاء في الفهرس الشامل للتراث العربي الإسلامي المخطوط ( قسم القراءات ) أن منه قطعة في خمس عشرة ورقة ، محفوظة في مكتبة معهد الاستشراق بمدينة ( بطرسبورغ ) ، ولم يتيسر لي الوقوف عليها.

ثم أتى بعض المتأخرين من أهل القرن السادس الهجري ، وهو تاج الحق والملة والدين المقرئ فاختصر كتاب " البشارة " لابن العراقي في مصنف أسماه " الموجز في مختصر البشارة " ، وقد تقمن فيه إيجازاً ، لكن تضمن فيه إعجازاً ، أوجزه فأعجزه ، وأبرزه فأحرزه – لماذا ؟ - ؛ رجاء أن يُفهم منه – بالبناء للمجهول – ما أَبهَم – أي شيخه في " موجز البشارة " - ، ويُسأل عنه – بالبناء للمجهول – ما أَهمَل – أي : في موجزه أيضاً.
يقول المؤلف في مقدمة كتابه : (( الحمد لله على سابغ أفضاله ، وصلواته على محمد وآله.
أما بعد :
فإن شيخنا – رحمة الله عليه – لما اختصر " كتاب البشارة من كتاب الإشارة بلطيف العبارة " تقمن فيه إيجازاً ، لكن تضمن فيه إعجازاً ، أوجزه فأعجزه ، وأبرزه فأحرزه ؛ رجاء أن يُفهم منه ما أبهم ، ويُسأل عنه ما أهمل ، فأحببت أن أذكر في كتابي هذا ما أهمله ، وأنشر فيه ما أجمله ، حالياً بأقوال الأحبار ، خالياً عن أباطيل الأخبار ، فصرفت كل شيء إلى موضعه ، بعد ما عرفته من موقعه ، وسميته : " كتاب البشارة من كتاب الإشارة " ؛ ليتلى ولا يلغى ، ويحفظ ولا يلفظ ، وأسأل الله – عزَّ مسئولاً ، وجلَّ مأمولاً – الصواب على ما رويته ، والثواب على ما نويته ؛ إنه بالإجابة جدير ، وعلى الإثابة قدير.
ذكر تسمية الأئمة المتقدمين ... )).

وفي هامش نسخة مكتبة الملك عبد العزيز العامة بالرياض مزيد توضيح لصنيع شيخه في هذا الإيجاز حتى صيره إلى الإعجاز ؛ حيث جاء فيه : (( لتصل بركة نفَسه إلى تلميذه. ذكر في " عين المعاني " في قوله تعالى : " وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ " : والحكيم إذا صنف كتاباً ربما أجمل فيه إجمالاً ، وأبهم فيما أبهم إشكالاً ؛ ليكون موضع جثو التلميذ لأستاذه انقياداً ، فلا يحرم باستغنائه برأيه هداية منه وإرشاداً )).
وكما نعلم جميعاً فإن مؤلف كتاب " عين المعاني في تفسير الكتاب العزيز والسبع المثاني " هو ابن طيفور السجاوندي ( ت 560 هـ ) ، وبقية العبارة في عين المعاني ل 115 أ : (( فالمتشابه هو موضع جثو العقول لبارئها ؛ استسلاماً واعترافاً بقصورها ... )).

فأحب مؤلف كتاب البشارة الذي بين أيدينا أن يذكر في كتابه هذا ما أهمله شيخه في " موجز البشارة " ، وينشر فيه ما أجمله شيخه ؛ أي : في " موجزه " ، وقد حلاه بأقوال الأحبار ، وخلاه عن أباطيل الأخبار ، فصرف كل شيء إلى موضعه من " كتاب البشارة " لابن العراقي ، بعد ما عرفه من موقعه ، وسماه : " كتاب البشارة من كتاب الإشارة " ؛ ليتلى ولا يلغى ، ويحفظ ولا يلفظ.

ثانياً :
في هامش نسخة مكتبة الملك عبد العزيز تتردد هذه العبارات بكثرة : (( شيخي سلمه الله وأبقاه ، شيخي سلمه الله ، مولانا سلمه الله ، شيخي رحمه الله ، الشيخ رحمه الله ، نقل من خط مولانا تاج الملة والدين )).
كما نجد نقولاً عن : " الإيضاح " للأندرابي (ت 470 هـ ) ، و" الكشاف " للزمخشري(ت 538 هـ) ، و" عين المعاني " لابن طيفور السجاوندي (ت 560 هـ).
وهذا يدل على أن مؤلف الكتاب الذي بين أيدينا متأخر عن كل هؤلاء ؛ حيث إن بعض هذه العبارات كما تتردد في هامش بعض النسخ تتردد أيضاً في متن الكتاب.