أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


من الأمور التي قد تخفى عن البعض هي كراهة الصلاة في الصف الأول في المسجد ( أي في مقدمة المسجد ) في وقت السحر وحتى صلاة الفجر .

وتعليل ذلك أن ذلك الموضع هو مكان لصلاة الملائكة .

الدليل :

1- ما أخرجه أحمد (28/ 176) ، (28/ 212) ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" 1/375-376 والطبراني في المعجم الكبير (4/ 32) ومسند الشاميين (2/ 141)ومن طريقه أبو نعيم في معرفة الصحابة (2/ 884) ،
وابن سعد (7/ 431) ، وابن منده في معرفة الصحابة (ص: 427) ومن طريقه ابن عساكر (11/ 350) ،
والبغوي في معجم الصحابة (2/ 190) ،
كلهم من طريق حَرِيز بْن عُثْمَانَ الرَّحَبِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ غَابِرٍ الْأَلْهَانِيَّ، قَالَ: دَخَلَ الْمَسْجِدَ حَابِسُ بْنُ سَعْدٍ الطَّائِيُّ، مِنَ السَّحَرِ - وَقَدْ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَرَأَى النَّاسَ يُصَلُّونَ فِي مُقَدَّمِ الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: " مُرَاءُونَ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، أَرْعِبُوهُمْ، فَمَنْ أَرْعَبَهُمْ، فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ وَرَسُولَهُ "، فَأَتَاهُمُ النَّاسُ، فَأَخْرَجُوهُمْ، قَالَ: فَقَالَ: " إِنَّ الْمَلَائِكَةَ تُصَلِّي مِنَ السَّحَرِ فِي مُقَدَّمِ الْمَسْجِدِ "

قال ابن رجب في فتح الباري لابن رجب (4/ 65): [ وهذا في حكم المرفوع.
وحابس بن سعد معدود من الصحابة. ] ا.هـ

2- رَوَى أَبُو بَكْرٍ الْفِرْيَابِيُّ فِي كِتَابِ الصَّلَاةِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي النُّعْمَانِ قَالَ: حَجَجْتُ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ فَقَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَدَخَلْتُ مَسْجِدَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَتَقَدَّمْتُ إلَى مُقَدَّمِ الْمَسْجِدِ أُصَلِّي إذْ دَخَلَ عُمَرُ فَرَآنِي فَأَخَذَ بِرَأْسِي وَجَعَلَ يَضْرِبُ بِهِ الْحَائِطَ وَيَقُولُ: أَلَمْ أَنْهَكُمْ أَنْ تَقْدُمُوا فِي مُقَدَّمِ الْمَسْجِدِ بِالسَّحَرِ إنَّ لَهُ عَوَامِرَ.
قال القاضي أبو يعلى : هذا يدل على كراهة التقدم في الصف الأول في صدر المسجد قبل السحر.
[ انظر فتح الباري لابن رجب (4/ 66) ، شرح عمدة الفقه لابن تيمية - من كتاب الصلاة (ص: 614) ،الآداب الشرعية والمنح المرعية (3/ 415)]

3- أخرج ابن أبي شيبة (2/ 59) :حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: دَخَلَ عَبْدُ اللَّهِ الْمَسْجِدَ لِصَلَاةِ الْفَجْرِ، فَإِذَا قَوْمٌ قَدْ أَسْنَدُوا ظُهُورَهُمْ إِلَى الْقِبْلَةِ، فَقَالَ: «تَنَحَّوْا عَنِ الْقِبْلَةِ، لَا تَحُولُوا بَيْنَ الْمَلَائِكَةِ وَبَيْنَ صَلَاتِهَا وَإِنَّ هَاتَيْنِ الرَّكْعَتَيْنِ صَلَاةُ الْمَلَائِكَةِ»
وفي رواية : «تَأَخَّرُوا عَنِ الْقِبْلَةِ لَا تَحُولُوا بَيْنَ الْمَلَائِكَةِ، وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ، فَإِنَّهَا صَلَاةُ الْمَلَائِكَةِ»
وأخرج أيضا (2/ 58) :حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ، دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَرَأَى أُنَاسًا قَدْ تَسَانَدُوا إِلَى الْقِبْلَةِ قَالَ: فَقَالَ لَهُمْ عَبْدُ اللَّهِ: «هَكَذَا عَنْ وُجُوهِ الْمَلَائِكَةِ»

انظر كلام ابن رجب في تلك المسالة [فتح الباري لابن رجب (4/ 65- 67 ) ]