بسم الله الرحمن الرحيم


1
لا شك انه من اراد وابتغى حسن المعاشرة والاحتفاظ بمودة الاصدقاء والمعارف , فلا يكثر من عتابهم وتحري هفواتهم , لأن المرأ مهما سما خلقه لا يسلم من ارتكاب الهفوات والزلات , اذ ان الانسان مخلوق غير معصوم من الخطأ . لأن التآلف بين الناس أمر طبيعي تمليه الضرورة وتتحكم به الغريزة , فالانسان اجتماعي بطبعه , لهذا فهو يقبل على اتخاذ الاصدقاء والمعارف ومعاشرة الاخرين من الناس معاشرة تختلف باختلاف نوعية العلاقة , كالقرابة والزمالة والصداقة وغيرها .وطبيعي جدا ان يحرص المرء على أصدقائه واخوانه بحسن معاشرتهم وان يحاول جهد طاقته ان يحتفظ بمودتهم . لكن مع الاسف فان المرء العاجز هو الذي لايستطيع ان يجد له معارف واصدقاء .وأعجز منه هو من ضيع من ظفر به منهم . والحياة بلا صديق ومعارف عبارة عن جحيم لايطاق . يقول الشاعر :

وكنت اذا الصديق اراد غيظي ,,,,, على حنق وأشرقني بريقي

غفرت ذنوبه وكظمت غيضي ,,,,, مخافة ان أظل بلا صديقي


فالعاقل اذا هو من يغضي عن هفوات الاصدقاء ويصفح عن عثراتهم , وليس من الانصاف في شيء ان يترك المرء صديقه لأول هفوة تصدر عنه , فما من انسان في الوجود مبرأ من الخطأ , والصديق كالسهم يخطيء ويصيب , فاذا اكثر المرء من العتاب وألح في المؤاخذة , انحلت عرى الروابط بينه وبين اصحابه وتغيرت القلوب وحلت القطيعة محل الاخاء والمودة . الا انه يجب ان نعترف بأن هناك من القلوب المتوحشه من البشر لا تستطيع العيش الا بالاساءة للاخرين قولا وفعلا . فترى تعاملاتهم يغلفها السوء والشر , وتصرفاتهم مع الاخرين سيئة وكلامهم بذييء ليس لهم صديق او حميم فالجميع ينفر منهم .





2

خطوات تساعدك على كسب محبة الناس

موضوع قام بإعداده أحد الزملاء في أحد المنتديات الصديقة وأحببت نشره لتميزه ولكي تعم الفائدة للجميع ، وهي عبارة عن خطوات لكسب الناس.... جزا الله خيراً كاتب هذه الخطوات وقارئها...






يقول الله تعالى مادحاً لرسله و أنبيائه : " أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده " ، فهم القدوة و المثل الحسن لنا ، ومن الخصال التي نقتدي بهم طرق كسب الناس ، ومن هذه الطرق :

1- خدمة الناس و قضاء حوائجهم : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " خيركم خيركم لأهله و أنا خيركم لأهلي " . فمن أقرب الناس للإنسان أهله و أقاربه ، ومن أقرب الطرق لكسب قلوبهم : التحبب إليهم و تقديم المعونة و الإحسان . وقد قيل : احسن إلى الناس تستعبد قلوبهم ، وهكذا حال النفس البشرية تميل إلى من يتودد لها و يحسن لها ، وبهذه الطريقة يكسب المؤمن قلوب من هم حوله في عمله أو جيرانه ، ويكون طريقاّ لنصحهم ، فربّ كلمة تخرج من قلب محب خير من كتب لا تجدي نفعاّ .


2- الحلم وكظم الغيظ : فما اجمل موقفه صلى الله عليه و سلم من انس حيث قال : كنت أمشي مع رسول الله وعليه برد نجراني ، غليظ الحاشية ، فأدركه أعرابي ، فجذبه جذبةً شديدة ، حتى نظرت إلى صفحة عاتق رسول الله صلى الله عليه و سلم وقد أثرت بها حاشية الرداء من شدة جذبته ، ثم قال : يا محمد ، مر لي من مال الله الذي عندك ، فالتفت إليه رسول الله و ضحك و أمر له بعطاء . فبحسن الخلق و المعاملة الحسنة يدرك الإنسان كل ما يريد .

3- السماحة في المعاملة : ما أجمل الكلمات التي وصف بها رسول الهدى المعاملة التي تكسب محبة الناس " رحم الله رجلاً سمحاَ إذا باع و إذا اشترى و إذا اقتضى " ، فالسماحة في البيع تكون بعدم الفظاظة و في الشراء حين يكون المشتري كريم النفس ، وبالأخص إذا كان غنياً والبائع فقيراً ، وفي الاقتضاء والقضاء أي طلب الحق أو أداء الحق .


4- المداراة : تختلف اختلافاً كلياً عن المداهنة والمراوغة ، فهي لين الكلام و حسن المعاشرة لأناس فساق وذلك لمصلحة شرعية ، فعن عائشة : " إن رجلاً استأذن على النبي ، فلما رآه قال : بئس أخو العشيرة ، فلما جلس تطلَّق النبي في وجهه وانبسط إليه ، فلما انطلق الرجل قالت له عائشة : يا رسول الله حين رأيت الرجل قلت كذا وكذا ثم تطلقت في وجهه وانبسطت إليه ، فقال رسول الله : يا عائشة : متى عهدتني فاحشاً ؟ إن شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة من تركه الناس اتقاء فحشه " .
5- إدخال السرور على الآخرين : قال : " لا تحقرن من المعروف شيئاً ، ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق " . فرب كلمة تسبقها ابتسامة تقع في النفس ما شاء الله لها أن تقع ، وتكون رسولاً لأصعب المهام ، فقد كان ملاطفاً للصغار ، ومتقرباً من كبار السن منهم .

6- احترام المسلمين و تقديرهم و التأدب معهم و تبجيلهم : فقد قال رسولنا الكريم : " ليس منا من لم يجل كبيرنا و يرحم صغيرنا و يعرف لعالمنا حقه " ، كلمات موجزة فيها كل التعبير عن حال المسلم مع أخيه المسلم ، ومنها الاحترام لمن يخالفه في الرأي و احترام المتحدث و عدم مقاطعته ، وكل ذلك من هدي رسولنا .

7- حسن الكلام : قال " الكلمة الطيبة صدقة " ، فالنصيحة غالباً تكون مخالفة للهوى ، بعيدة عن أماني النفس ، لذلك من المهم أن يكون الإطار الذي تقدم به جميلاً محبباً للنفوس ، فكم من كلمة طيبة أدت مهمتها أفضل من ألف كلمة جافة فظة .

8- التواضع و لين الجانب : دخل رجل على رسول الله فأصابته من هيبته رعدة فقال له : " هون عليك فإني لست بملك ، إنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد " ، فبتواضعه كسب قلوب و محبة كل من سمع به أو رآه ، وهكذا يجب إن يكون حال المسلم .

9- الجود و الكرم :قال عليه أفضل الصلاة و السلام : " تهادوا تحابوا " ، فالسخاء والجود والكرم يطيب النفوس ، ويفرح القلوب ، ويفتح الأقفال المغلقة ، ومنها يكون الدخول إلى عالم النفس البشرية لأداء الرسالة .

10- الرفق : ومن هديه عليه الصلاة و السلام قوله : " إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله " . فقد كان عليه الصلاة و السلام رفيقاً حتى مع أهل الفسق أو أهل المعاصي فقد قال : " إن الله رفيق يحب الرفق و يعطي على الرفق مالا يعطي على العنف ومالا يعطى على سواه " ، وكل ذلك في سبيل كسب القلوب من اجل نشر كلمة الحق و هكذا تكون وسائل كسب القلوب هي في مجملها من محاسن الأخلاق لقوله عليه الصلاة و السلام : " اكمل المؤمن إيماناً أحسنهم أخلاقاً " .

وفي مقابل ذلك يجب معرفة الأمور التي بها تنفر القلوب وتقسو ، ويحل الجفاء مكان الصفاء ، وذلك لتجنبها وعدم الوقوع بها ، وهي :

1- عدم مراعاة الناس وأحوالهم : " قال عليه الصلاة و السلام : " إذا صلى أحدكم للناس فليخفف ، فإن منهم الضعيف والسقيم والكبير ، وإذا صلى أحدكم لنفسه فليطول ما يشاء " ، فربما كانت هذه الصفة سبيلاً لترك الناس العمل الصالح و ابتعادهم عنه نتيجة لسوء التصرف .

2- التعلق بمتاع الدنيا و زخرفها : يعلمنا رسولنا الكريم بكلمات فيقول : " ازهد في الدنيا يحبك الله ، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس " ، فيجب على الإنسان عدم الطمع بما في ايدي الناس حتى تدوم محبته في قلوبهم .

3- الغلظة والفظاظة : قال تعالى مادحاً رسوله الكريم : " فبما رحمة من الله لنت لهم ، ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك" فكم من داعية لم ينتبه لهذه النقطة و كانت النتيجة ابتعاد الناس عنهم و عدم تقبلهم لكلامهم ، و بالتالي عدم إيصال الرسالة إلى الناس .

4- مخالفة القول العمل : قال الله تعالى يذم هذه الصفة : "يا أيها الذين آمنوا لم تقولون مالا تفعلون ، كبر مقتاً عند الله أن تقولوا مالا تفعلون " ، فمن وجه التمام أن يكون المسلم ملتزماً بما يأمر به ، ومبتعداً عما ينهي عنه ، و لكن في حال عدم تمكنه من فعل ما يأمر به أو عدم تمكنه من ترك ما ينهي عنه ، فيجب عليه حتى في هذه الحالة الاستمرار في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والنهي عن المعاصي ، ولكن في هذه الحالة قد لا يكون مؤثراً في النفوس كما يجب .

5- التعسير و التعقيد : قال : " يسروا و لا تعسروا و بشروا ولا تنفروا " ، فيجب أن يكون إيصال الأمر بالمعروف باليسر واللطف ، والنهي عن المعصية أو المنكر أيضا بعيدا عن الغلظة والتعقيد ، اقتداءً بسيد البشرية ، وذلك لأن التدرج بإعطاء العلم و الواجبات تكون اسهل للنفس في تقبلها .

وأخيراً فإن كسب القلوب من اعظم نعم الله على عباده ، فمن وهبه الله هذه النعمة فقد أصبح إيصال الرسالة للناس عليه أمرا سهلاً هيناً ، ويكون له من اجر من يعمل عملاً صالحا من غير أن ينقص من أجره شيئاً ، ويكون ذلك سبيلا للفوز برضاء الله و جنات النعيم .